قال الخبير السويسري في العالم العربي جون-مارك مايار، إن قرار الاتحاد الافريقي تعيين ما سمي "مبعوث خاص" إلى الصحراء، يدل على "محاولة لزعزعة الروح المعنوية مرة أخرى"، وذلك بعد القرار الحكيم لمجلس الأمن حول هذا الملف. وأبرز مايار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا التعيين يأتي بعد نحو شهرين على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي يرى أنه يشكل "خطوة إلى الأمام نحو تسوية الوضع".
وأكد الخبير السويسري أن تعيين الرئيس السابق للموزمبيق جواكيم تشيسانو المقرب من البوليساريو والذي يدعم أطروحة الحركة الانفصالية "ليست فقط غير مفهومة بل أيضا خطيرة".
وقال " يعملون على خلاف ذلك لزيادة الاستفزاز، في وقت يتم التحرك فيه من أجل إيجاد تسوية ".
ويرى هذا الاقتصادي والمتخصص في قضايا العالم العربي أن "هذا الاختيار إما أرعن، أو يكشف عن إرادة خصوم السلم من خلال خطوتهم الغامضة لممارسة تأثير سلبي من الصعب فهمه".
وقال إن هذا القرار "يقودني إلى طرح سؤال حول تشعب الاضطرابات السائدة في منطقة جنوب الصحراء المتضررة أصلا من أطروحات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والموالين له لكون سياستهم الوحيدة هي زرع الفتنة والإرهاب".
وأضاف مايار أن "كلمة السلم غير معروفة لديهم، ولا الظروف التي يعيشها السكان والذين اهتمت بهم المملكة بدون هوادة ومنذ مدة طويلة، وهو ما لا يمكن إنكاره".
وأكد الخبير السويسري، في هذا السياق، أن " المغرب يساهم في استقرار المنطقة، والواقع يؤكد ذلك، وفي مواجهة مخاطر زعزعة الاستقرار لن يتوقف عن ذلك وهو قوي بتاريخه وشرعيته ".
ولاحظ أن "عالمنا يحتاج، أكثر من أي وقت مضى، إلى الرجال والنساء المحبين للسلم الذين يتبنون فكرة سامية حول مسؤوليتهم في إحلال السلم من أجل عيش وسلامة السكان المدنيين ".
وخلص إلى أن المغرب يسلك طريق المساهمة في تطوير حلول قابلة للتطبيق ومستدامة في احترام للحقيقة التاريخية.
وكانت المملكة المغربية قد عبرت عن رفضها بشكل مطلق للقرار الأخير للاتحاد الإفريقي بتعيين ما سمي ب "ممثل خاص" لملف الصحراء المغربية، داعية الأممالمتحدة وأعضاء مجلس الأمن لتجاهل هذا القرار ودعم المساعي الجارية تحت إشراف منظمة الأممالمتحدة.
وأكد بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، أول أمس الثلاثاء، أن "المملكة المغربية باعتبارها طرفا أساسيا لا يمكن تجاوزه في هذا النزاع الإقليمي، لا تعتبر نفسها معنية أبدا بهذا القرار الأحادي، الذي ترفضه بشكل مطلق".