تعتزم منظمة اليمامة البيضاء الفرنسية والحركة الدولية لاستكمال الوحدة الترابية للمملكة المغربية ورابطة الصحراويين المغاربة بأوربا تنظيم مسيرة "اليمامة البيضاء" بالرباط، يوم الأربعاء 12 فبراير 2014، وذلك بمناسبة اليوم الدولي ل"الطفل الجندي" أو "الطفل المسخر في النزاعات المسلحة".. وتهدف هذه التظاهرة، التي ستنطلق من مقر اليونيسيف بالرباط مرورا بمفوضية الأممالمتحدة للاجئين وصولا إلى البرلمان المغربي، إلى حمل رسائل أطفال المؤسسات التعليمية بمختلف أرجاء المملكة، والتي سيتم جمعها في صناديق خاصة وحملها في مسيرة صامتة، إلى تمثيلية الأممالمتحدة بالرباط، لتكليفها بإيصالها للأمين العام للأمم المتحدة، وذلك للتعبير من خلالها عن "إدانتهم وتنديدهم بمختلف الجرائم التي تلاحق أقرانهم وإخوانهم المضطهدين من قبل إرهاب (البوليساريو) ، تحت أعين ومباركة الجزائر الصانعة والمحتضنة والراعية لهذا الكيان الوهمي ولإسماع أنين و بكاء ونواح الأمهات القابعات في جحيم المخيمات".
وتعتبر هذه التظاهرة، حسب بلاغ للمنظمين توصلت تلكسبريس بنسخة منه، بمثابة "رسالة لكل القوى والضمائر الحية وللقائمين على الأمور في الأممالمتحدة وجهازها الحامي للطفولة للكشف عن الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها مرتزقة (البوليساريو) ضد الإنسانية، ولا سيما في حق الأمهات بمخيمات تندوف وأطفالهن الذين رحلوا قسرا إلى كل من كوبا، والاتحاد السوفيتي سابقا، وليبيا والجارة الجزائر، في خرق سافر لكل المواثيق والأعراف الدولية."
كما ان هذا النداء الإنساني، يضيف بلاغ المنظمين، يخاطب في المقام الأول، قلوب ومشاعر العالم برمته ويسعى إلى تحديد المسؤوليات، و"خاصة مسؤولية الأممالمتحدة في التصدي لمثل هذه الجرائم المرتكبة جهارا في حق الإنسانية، وكسر الصمت الرهيب و غض الطرف عما يحدث يوميا في مخيمات هي أشبه بالغولاغ الذي تحول من سجون الموت في صقيع سيبيريا إلى جهنم صحراء شمال إفريقيا بتندوف".
هؤلاء الاطفال، يقول بلاغ المنظمات الثلاث، "انتزعوا وقطعوا من جذورهم التاريخية والعاطفية، واستعملت عليهم شتى أنواع التداريب العسكرية، وأجبروا على العمل الشاق في حقول قصب السكر وصناعة السيجار الكوبي، كما تم استغلالهم في صناعة واستعمال الأسلحة ضد ذويهم بعد شحن أفكارهم بأضاليل جعلت منهم قنابل إنسانية موقوتة في خرق سافر لكل المواثيق والأعراف، وما تقتضيه اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989 وكذا انتهاكا صارخا لمقتضيات البرتوكول الاختياري لاتفاقية الطفل بشأن إشراك الأطفال في المنازعات المسلحة لسنة 2000."
إن الغاية من عملية التهجير هذه، يقول ذات البلاغ، تكمن بالأساس "في طمس هوية الأطفال الذين تم استغلالهم لأهداف سياسية، وإذكاء أفكار تحريضية ضد المغرب البلد الأم، ولتلقي جبهة الإرهاب المزيد من الإعانات والمساعدات الدولية." مضيف ان كثيرا من الأمهات أصبن "بانهيارات عصبية تلتها أمراض خطيرة جراء التعذيب النفسي لبقائهن رهائن في انتظار عودة أبنائهن الذين مات عدد كبير منهم جراء صنع المتفجرات"...
لكن الأفظع في هذه الجرائم التي لا تخطر حتى على بال إبليس، يقول البلاغ نفسه، "هو الاستغلال الجنسي للفتيات، سواء إبان تهجيرهن، أو أثناء الحرب، إذ جرى توزيعهن على بيوت أثرياء الحرب والتهريب وتجار السياسة" كما ان ضباطا من البوليساريو، يضيف البلاغ، "أهدوا أجمل فتيات المخيمات إلى بعض الضباط الجزائريين، قربانا وتيمنا لنيل الرضا والعطف، أو إلى مسئولين أفارقة وأمريكيين لاتينيين للترويج لأطروحة الدولة المزيفة."..
يشار إلى ان مبادرة اليمامة البيضاء كانت قد انطلقت من سماء مدرسة الشهيد علال بن عبد الله بحي العكاري بالرباط يوم 04/05/2010 حيث ثم إطلاق خمس يمامات بيضاء تعبر عن القارات الخمس، وذلك لجمع رسائل الأطفال والأمهات عبر العالم، في عملية حقوقية إنسانية وتربوية دفاعا عن براءة الطفولة وحنان الأمومة، نزولا عند رغبة أمهات وأطفال كانوا من المحظوظين الفارين من جحيم مخيمات تندوف...
ويأتي تنظيم هذه النسخة بالرباط وفاء من المنظمات الثلاث لرسالتها وأمانتها الوطنيتين اللتان من أجلهما أسست، وإيمانا منها والتزامها بقيم ومبادئ وكونية حقوق الإنسان، ومشاركتها بانتظام في دورات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بجنيف، وبعد نجاح العملية التي انطلقت أوروبيا بمقر البرلمان الأوروبي بستراسبورغ في اليوم العالمي للطفل 21/11/2012 بمشاركة أمهات أوروبيات وأطفالهن وكذا نجاح محطة ستوكهولم السويد يوم 12/02/2013 بمناسبة "اليوم الدولي للطفل المستعمل في النزاعات المسلحة ".
وستشمل هذه العملية، حسب المنظمين، مدارس المغرب كله دون استثناء وذلك في إطار الجولات المسطرة من قبل المنظمة عبر عمالات وأقاليم المملكة، وكذا مغاربة العالم عبر قنصليات المغرب بالخارج .
وتجدر الإشارة إلى أن الحركة الدولية سطرت إضافة 16 محطة عبر كبريات العواصم العالمية بالإضافة إلى جولات عبر ربوع جهات المملكة، و ذلك إيمانا منها والتزامها بقيم ومبادئ وكونية حقوق الإنسان، ومشاركتها بانتظام في دوراته التابعة للأمم المتحدة بجنيف.