تعطي الحركة الدولية لدعم استكمال الوحدة الترابية للمملكة، انطلاقة عملية "اليمامة البيضاء" على الصعيد الوطني، في المدارس والإعداديات. وستنطلق اليوم الاثنين، ويوم غد الثلاثاء، بعمالة تمارةالصخيرات، بتنسيق مع مندوبية وزارة التربية الوطنية بالعمالة نفسها، بتنظيم لقاءين تشرح من خلالهما الحركة عملية "اليمامة البيضاء"، والسياق الذي جاءت فيه، وكذا الأهداف والغاية منها. وأعلنت الحركة في بلاغ أن انطلاق عملية "اليمامة البيضاء"، على الصعيد الوطني ستشمل جميع المناطق في المغرب دون استثناء، في إطار الجولات المسطرة من قبل الحركة عبر عمالات وأقاليم المملكة. وأبرز علي جدو، رئيس الحركة، أن انطلاق العملية داخل المغرب، جاء بعد نجاحها على الصعيد الأوروبي، مضيفا أن " اليمامة البيضاء" انطلقت بمقر البرلمان الأوروبي بستراسبورغ بمناسبة اليوم العالمي للطفل، الذي صادف 11 نونبر الماضي، وشهدت مشاركة أمهات أوروبيات وأطفالهن. وأبرز جدو أن الحركة الدولية لدعم استكمال الوحدة الترابية للمملكة المغربية، تعتزم تنظيم "اليمامة البيضاء" بستوكهولم بالسويد يوم 12 من فبراير المقبل، الذي يصادف اليوم العالمي للطفل المسخر في النزاعات المسلحة، معلنا أن الحركة أطلقت إلى غاية اليوم خمس "يمامات" تمثل القارات الخمس لجمع رسائل الأطفال والأمهات عبر العالم، في عملية حقوقية إنسانية وتربوية دفاعا عن براءة الطفولة وحنان الأمومة. وأضاف جدو في تصريح ل "المغربية" أن "اليمامة البيضاء"، التي انطلقت بالرباط يوم 4 من ماي الماضي، تعد رسالة لكل القوى والضمائر الحية وللقائمين على الأمور في الأممالمتحدة وجهازها الحامي للطفولة للكشف عن الانتهاكات الجسيمة، التي يرتكبها مرتزقة (البوليساريو) ضد الإنسانية، سيما في حق الأمهات بمخيمات تيندوف وأطفالهن، الذين رحلوا قسرا إلى كل من كوبا، والاتحاد السوفياتي سابقا، وليبيا والجارة الجزائر، في خرق سافر لكل المواثيق والأعراف الدولية، موضحا أن "اليمامة"، تعد، أيضا، رسالة يرفعها أطفال ونساء العالم، حيث جرى استقبال الرسائل عبر البريد، موازاة مع رسائل أطفال المؤسسات التعليمية بمختلف أرجاء المملكة، إلى تلاميذ مدرسة علال بن عبد الله بحي العكاري بالرباط. وأعلن جدو أن الرسائل التي تلقتها الحركة من الأطفال، سيجري جمعها في صناديق خاصة لتحمل في مسيرة صامتة إلى تمثيلية الأممالمتحدة بالرباط، لتكليفها بإيصالها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، مضيفا أن الأطفال يعبرون من خلال هذه الرسائل عن إدانتهم وتنديدهم بمختلف الجرائم، التي تلاحق أقرانهم وإخوانهم المضطهدين من قبل إرهاب (البوليساريو)، تحت أعين ومباركة الجزائر صنيعة ومحتضنة وراعيةلهذا الكيان الوهمي، ولإسماع أنين وبكاء ونواح الأمهات القابعات في جحيم المخيمات. وأكد جدو أن "اليمامة البيضاء" نداء إنساني يخاطب، في المقام الأول، قلوب ومشاعر العالم برمته، ويسعى إلى تحديد المسؤوليات، خاصة مسؤولية الأممالمتحدة في التصدي لمثل هذه الجرائم المرتكبة نهارا جهارا في حق الإنسانية، وكسر الصمت الرهيب وغض الطرف عما يحدث يوميا في مخيمات هي أشبه ب"الغولاغ" الذي انتقل من سجون الموت في صقيع سيبيريا إلى جهنم صحراء شمال إفريقيا بتندوف. وأكد أن عملية "اليمامة البيضاء" تعبر عن مأساة أطفال مخيمات تيندوف، حيث انتزع الأطفال وقطعوا من جذورهم التاريخية والعاطفية، ومورس عليهم شتى أنواع التداريب العسكرية، وأجبروا على العمل الشاق في حقول قصب السكر وصناعة السيجار الكوبي، كما جرى استغلالهم في صناعة واستعمال الأسلحة ضد ذويهم، بعد شحن أفكارهم بأضاليل جعلت منهم قنابل إنسانية موقوتة في خرق سافر لكل المواثيق والأعراف، وما تقتضيه اتفاقية حقوق الطفل عام 1989، وكذا انتهاكا صارخا لمقتضيات البرتوكول الاختياري لاتفاقية الطفل بشأن إشراك الأطفال في المنازعات المسلحة لسنة 2000. وأبرز جدو أن عملية تهجير أطفال مخيمات تيندوف، جاءت بهدف طمس هوية الأطفال، الذين جرى استغلالهم لأهداف سياسية، وإذكاء أفكار تحريضية ضد المغرب البلد الأم، ولتلقي جبهة الإرهاب المزيد من الإعانات والمساعدات الدولية، مشيرا إلى أن كثيرا من الأمهات، أصبن بانهيارات عصبية تلتها أمراض خطيرة جراء التعذيب النفسي لبقائهن رهائن في انتظار عودة أبنائهن، الذين قضى عدد كبير منهم جراء صنع المتفجرات. وصرح جدو أن "الأفظع من ذلك في جرائم لا تخطر حتى على بال إبليس، هو الاستغلال الجنسي للفتيات، سواء إبان تهجيرهن، أو أثناء الحرب، إذ جرى توزيعهن على بيوت أثرياء الحرب والتهريب وتجار السياسة، وأن ضباطا من البوليساريو أهدوا أجمل فتيات المخيمات إلى بعض الضباط الجزائريين، قربانا وتيمنا لنيل الرضى والعطف، أو إلى مسؤولين أفارقة وأمريكيين لاتينيين للترويج لأطروحة الدولة المزيفة".