تمهيد: اتُّخِذتْ سنة 2008 منطلقاً لتخليد ذكرى مرور اثني عشر قرناً على الشروع في بناء مدينة فاس الذي كان إيذاناً بتأسيس الدولة المغربية، اللاَّمَّةِ للشتات، الصَّاهِرَةِ للأجيال، المُوَحِّدةِ للبلاد. ومع إطلالة 2011 تم اعتماد نفس المرجعية التاريخية في اقتراح رابع يناير يوماً سنوياً لفاس، وتم إقرار ذلك في لقاء مشهود بقصر المؤتمرات، تُوج بتوقيع إعلانٍ مخطوط يَحُث ُّعلى الانتظام في تخليد الذكرى بما يبعث على استحضار بعضٍ من الماضي، واستدعاء كثيرٍ من المستقبل. وليست فاس مقصودة لذاتها، ولكنها مثال للمدينة المغربية التواقة إلى تأريث الحضارة، وتجاوز الاختلالات، وإصلاح الحال، و تكريم المواطن، وأنْسَنَةِ الإنسان. من هنا يأتي يوم فاس في نسخته الثانية: رافعاً شعار “فاس الألفية الثالثة: أيّ تَصوُّر؟” يهدف تخليد يوم فاس في نسخته الثانية إلى تحديد وتحليل التحديّات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية والثقافية التي تواجه المدينة في بدايات هذه الألفية، ومن ثم إلى الإسهام في خلق توافق بين الفاعلين المحليين حول السياسات والوسائل التي يتعين اتباعها من أجل النهوض بالحاضرة العلمية للمملكة في مختلف أبعادها ومناحي الحياة فيها، حتى تواجه تلك التحديات بالكفاءة والنجاح. مما يجعل منها نموذجا للمدينة المستدامة الخضراء، باعتماد إستراتيجية تنموية تحقق التوازن بين البيئة والعمران، والصناعة والاقتصاد، والخدمات والأعمال، والثقافة والإبداع. وهي أجندة يمكن لأصحاب القرار المحليين أن يُبَلْوروا، على نحو جيد، رؤية للمدينة وتطورها الاقتصادي، وتوازنها البيئي، مع العناية بالاستثمار، وتشجيع التشارك بين المسؤولين الإداريين، وهيآت المنتخبين، ومنظمات المجتمع المدني، عبر حكامة محلية جيدة. وإن بلورة خطة إستراتيجية للتنمية المستدامة بالمدينة، ليشكل تحديا جوهريا، يشجع على انبثاق مشاريع محلية متجانسة ومتكاملة تقوم على التنسيق والتفاوض بين مختلف الأطراف المحلية (جماعات وشرائح اجتماعية ومهنية ومؤسسات الدولة..)، تتآزر لإنضاج رؤية على الآماد القريبة والمتوسطة والبعيدة. الدعوة إلى المشاركة: وللمشاركة في هذا الجهد الفكري والعلمي، يطلب من كل من آنس لديه استعداداً للإسهام في رسم ملامح هذه الرؤية المستقبلية بصيغة متجددة متطورة من الجامعيين والمفكرين والمثقفين، وصناع الرأي العام، والخبراء الملتزمين بقضايا التنمية الشاملة والبيئة، والسياسيين ذوي الخبرة، الذين سبق لهم العمل في وضع السياسات واتخاذ القرارات، ممن قد تتباين خبراتهم ومعارفهم، ومشاربهم الفكرية، وانتماءاتهم السياسية، ولكن يجمعهم حب صادق للوطن، وقلق على حاضر المجتمع، وإشفاق على مستقبل الأجيال، وحرص على مكانة المدينة ومستقبلها أن يبعث بعنوان لرؤيته، وموجزٍ لتصوره قبل 20 أكتوبر 2011 عبر: الفاكس رقم: 05.35.93.01.66 أو البريد الإلكتروني: E mail : [email protected] وبعد إشعاره بموافقة اللجنة التحضيرية في حدود 31 أكتوبر يصير عليه أن يوافيها بالتصور كاملا قبل متم نونبر 2011. وتتضمن محاور هذه النسخة الثانية: تقديما للإطار التحليلي والمفاهيمي لتصور مدينة فاس في الألفية الثالثة، يستند إلي أقسام رئيسة ثلاثة: يُعنَى الأول منها بالتوصيف والتقييم، والثاني بالتشخيص والتحليل، والثالث بأجندة السياسات والتصورات والاستراتيجيات والاقتراحات القطاعية المتعددة الاقتصادية والبيئية والعمرانية والصحية والتعليمية والاجتماعية والثقافية، للتنمية الشاملة والمستدامة للمدينة. عن المنتدى الجهوي للمبادرات البيئية بفاس اللجنة التحضيرية.