اعْتُمِدتْ سنة 2008 محطةً بارزة لتسجيل مرور اثني عشر قرناً على تأسيس مدينة فاس كحاضرة تاريخية تُصَنَّفُ ضِمْنَ أمهاتِ حواضر العالم برصيدها التراثي، والعلمي، والحضاري، وإشعاعِها عَبْرَ القرون. كان للحدثِ احتفاليتُهُ على الصعيد الوطني، وكانت له تداعياتُه وعطاءاتُه. ولَكِنَّ احتفاليةً مماثلة لن تتكرر إلا بعد قرنٍ من الزمان. بيد أن سنة التأسيس اقترنت بيومٍ دَوَّنَهُ المؤرخون فقالوا إنه وافق 4 يناير من سنة 808 م فَلِمَ لا اتِّخاذُهُ يوماً سنوياً لفاس تتعددُ أنشطتُه، وتبرز فيه على الخصوص: ورشة عمل قد تمتد يوماً أو أكثر يشارك فيها المختصون والفاعلون في إطار حكامة جيدةٍ موضوعية: تستحضرُ أمجادَ الماضي، وتُسلطُ الأضواءَ على الحاضر، وتستشْرِفُ المستقبل، فتُحَدِّدُ أبعادَ استراتيجية بَنّاَءَةٍ يُعادُ تقييمُها وتحيينُها من سنةٍ إلى أخرى، وتستهدفُ معالجةَ الاختلالات، وتحقيقَ التوازنات، وتَجَنُّبَ الأخطاء. ورشةٌ يَسْكُنُ المشاركين فيها هاجسٌ واحد؛ هو توفيرُ عناصرِ استدامةِ فاس كإحدى أمهاتِ المدائن. والاِستدامةُ شعارٌ رفعته حواضر العالم المعاصر أمام صيرورةٍ تتهدَّدُها المخاطرُ البيئية، والصراعاتُ السياسية، والمصالحُ الاِقتصادية، التي لا سبيل إلى الحد من وقعها إلا باستحضار البُعْدِ البيئي في التخطيط للمدن، وفي تدبيرها، وتطويرِ اقتصادها؛ انسجاماً مع روح خطاب العرش لسنة 2010. انطلاقاً من كل ذلك تم التوافق على رابع يناير يوماً لفاس ، واختيرت الجمعة 14 يناير2011 موعداً بقصر المؤتمرات لترسيم هذا اليوم وتوقيع الإعلان عنه.