تتحول طنجة في رمضان إلى ساحة حرب حقيقية. يعتقد الناس أن مجرد حلول سنة 2025 سيحول المدينة إلى جنة، لهذا يرددون كثيرا عبارة "حنا ف2025 وبنادم بااااقي كايعمل كذا وكذا" ! نعم، نحن في رمضان 2025 ولا زال الناس يتشاجرون قبل المغرب ب5 دقائق، وكأن الأمر يتعلق بعادة مقدسة لا يستطيعون لها فراقاً. نعم، نحن في 2025 ولا زال الناس يعتقدون أن الأمر يتعلق بسباقات الفورمولا وان، فيطلقون لدواسات سياراتهم العنان، فقط كي لا تفوتهم الدقيقة الأولى من الأذان وهم يدسون التمر أو الماء في أفواههم، حتى لو كلفهم ذلك حياتهم.. وحوادث السير التي تعرفها المدينة في رمضان تتحدث عن نفسها.. ماحتاشي نهضر ! لكن، بما أننا في 2025، فالعادات السيئة السابقة لم تعد تكفي، ولا بد من أن نجتهد قليلا.. خصّنا الجديد.. إعلان والجديد هذه المرة جاءكم يا أهل طنجة على شكل نداء "فيييق أحبّي" !! والله العظيم.. شي حاجة ولا في الخيال. طبال السحور الذي كان مرتبطا بطابع رمضان الديني، وكانت له هيبته، وحتى معجبيه من أطفال الحي الذين يرافقونه في مشهد نوستالجي جميل، لم ينجُ هو أيضا من موجة البحث عن البوز بأي ثمن.. باش ما بغيتو ! من صوت يوقظ النائمين كي يتسحروا ويصلوا الفجر، إلى صوت لا يقدر شعائر الله ولا يحترمها، ويصيح بصوت نشاز في شوارع طنجة "فيييق أحبي" ! حنا ف2025.. وباقي بنادم باغي يتشهر أو يدخل الفلوس على طهر شي حاجة مقدسة.. على حساب رمضان الكريم.. كل عام وأنتم بخير.. أما أنت.. يا حبّها.. حسن ما تفيقشي.. غير خليك ناعس !