تواصل مصالح الدرك الملكي بمركز بولمان تحقيقاتها في قضية استغلال تلميذات بثانوية بقرية كيكو، التي تفجرت إثر محاولة انتحار إحدى الضحايا برمي نفسها من علو داخل المؤسسة التي تتابع فيها دراستها، بعد تعرضها للابتزاز من قبل زميلتها التي هددتها بنشر شريط مصور لها. التحقيقات الأولية قادت إلى الاستماع لعدد من المشتبه فيهم، من بينهم دركي سابق خدم بالمنطقة، يشتبه في تورطه بعلاقة استغلالية مع الضحية، إلى جانب سائق سيارة خفيفة ورد اسمه في تصريحات المعنية بالأمر. ويجري البحث حاليًا مع أطراف أخرى لكشف جميع المتورطين في القضية، التي تحاط بسرية تامة بسبب حساسية الوقائع التي تم الكشف عنها.
أولى نتائج التحقيق أسفرت عن إحالة مجموعة من المشتبه فيهم على الوكيل العام، وتتألف من أربعة أشخاص، بينهم فتاتان تتابعان دراستهما بالثانوية، وشاب، وقريب للضحية ثبت تورطه في الاعتداء عليها في سن مبكرة، ما دفعها لاحقًا إلى كشف السر لصديقتها، التي استغلته لاحقًا لابتزازها بشكل متكرر.
من جهتها، أكدت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببولمان أن عدد الموقوفين بلغ ثمانية أشخاص، بينهم ثلاث تلميذات، مشيرة إلى أن التحقيق لم يكتمل بعد، وأن العدد مرشح للارتفاع. كما طالبت النيابة العامة بإصدار بلاغ رسمي لتوضيح مستجدات الملف، بالنظر إلى التفاعل الحقوقي والإعلامي الذي أثاره، مشددة على ضرورة التحقيق مع جميع المشتبه فيهم دون أي استثناء.
الجمعية عبرت عن رفضها لأي تدخلات سياسية أو مالية قد تؤدي إلى طي الملف دون محاسبة المتورطين، مؤكدة أن استغلال القاصرات بهذه الطريقة يعد جريمة في إطار الاتجار بالبشر، يستوجب أقصى العقوبات لتحقيق الردع.
ولا تزال التحقيقات متواصلة لتحديد كافة الامتدادات المحتملة لهذه القضية، التي هزت الرأي العام المحلي، وسط توقعات بكشف مزيد من الأسماء المتورطة في هذا الملف المثير للجدل.