: فرح وسرور وتبادل للتهاني والتبريكات، هي عناوين لمشاهد برزت بقوة صبيحة الثلاثاء الموافق لأول أيام عيد الفطر المبارك، في عدد من الأحياء الشعبية بمدينة طنجة، من خلال احتفالات عفوية وأخرى ذات تنظيم مسبق، ميزت هذه الأحياء عن الكثير من مناطق مدينة البوغاز. عقارب الساعة تتجه بثبات نحو التاسعة صباحا بحي مبروكة (مقاطعة السواني)، ينتظم العديد من شباب ونساء الحي حاملين أطباق الحلويات، استعدادا لاستقبال العائدين من مسجد "الإنابة" بحي البوغاز المجاور، بعد أن أدوا صلاة العيد. إنها طريقة احتفالية كان أكثر ما ميزها وأضفى عليها جمالية كبيرة، هو طابعها العفوي والمشاركة المكثفة من لدن جميع ساكنة هذا الحي الذي يعتبر من بين أقدم أحياء طنجة. تبادل التهاني والتبريكات والعناق بين الجيران والأصدقاء، مشاهد أخرى تؤثث هذه اللوحة الاحتفالية، وتعيد الاعتبار لمعاني الجوار والأخوة التي تكاد تنعدم بين السكان بشكل شبه كلي طوال أيام السنة بسبب انغماس الجميع في روتينيات الحياة اليومية. حي مبروكة ليس الحي الوحيد في طنجة الذي تميز بتنظيم احتفال من هذا النوع، فهناك حي أرض الدولة، وحي بئر الشعيري المجاورين، وأيضا حومة بلجيكا، أحياء هي الأخرى عاشت أجواء احتفالية أبدع سكانها في تنظيمها للتعبير عن فرحتهم بحلول عيد الفطر المبارك وكذا الرغبة في ترسيخ معاني المحبة والأخوة بين الجميع في هذه المناسبة السعيدة، في عصر طغت عليه المادية والمصالح المحدودة والضيقة. يتسع نطاق الاحتفالات رويدا رويدا، وتمتلئ الشوارع والساحات العمومية بالناس القاصدين وجهات مختلفة مترجلين أو راكبين فالعيد مناسبة للم الشمل وصلة الأرحام، لذلك المسافات لا تحول بين وإن طالت بين الأقرباء لزيارة ذويهم، إذ تتضاعف طاقة وسائل النقل الاستيعابية خلال أيام العيد لتمكين الأسر من ممارسة شعائر العيد السعيد، التي تعتبر تتويجا لشهر من الطاعات والعبادات. تبدأ الحياة في العودة إلى طبيعتها تدريجيا في شوارع طنجة، المقاهي فتحت أبوابها لزبنائها المعتادين على مدى شهور السنة، بعد أن ظلت تقتصر على تقديم خدماتها في فترة ما بعد المغرب طوال شهر رمضان، الساحات العمومية والفضاءات الخضراء، ترفل بحركات الأطفال وهم يلهون بألعاب وبالونات هوائية فرحين بهذه المناسبة، التي يتم تخليدها في صور تذكارية تؤرخ لهذه اللحظة السعيدة.