يتخذ الاحتفاء بعيد الفطر المبارك في عدد من أحياء مدينة طنجة، طابعا احتفاليا فريدا من نوعه في باقي مناطق المدينة، فبعض هذه الأحياء مثل أرض الدولة وبعض أحياء السواني والحي الجديد، تعيش كل صبيحة اليوم الأول من عيد الفطر المبارك، ما يشبه كرنفالا احتفاليا عفويا ينظمه السكان بعيدا عن أي أو بروتوكولات رسمية. إنها احتفالات متوارثة ذات دلالات دينية واجتماعية أكثر من آي شيء آخر. وجرت العادة في هذه الأحياء على استهلال احتفالات عيد الفطر بتنظيم استقبال خاص للعائدين من المساجد بعد أداء صلاة العيد التي هي سنة مؤكدة رغب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في حضورها، حيث يجدون في استقبالهم نساء وأطفال الحي، وهم يرددون بعض الأهازيج والأناشيد الاحتفالية في قالب فني عفوي يتخذ طابعا جماليا مشهودا له. "إنها عادة قديمة مارسها الأقدمون من السكان وما زال الجميع يحافظ عليها"، يقول عبد العظيم ذو الثالثة والأربعين من العمر، متحدثا عن هذه العادة التي اشتهر بها حي أرض الدولة الذي ولد فيه وترعرع فيه. فهذه العادة يرى فيها عبد العظيم طريقة لتجديد أواصر المحبة والاخوة بين سكان هذا الحي الذي يعد من أقدم أحياء منطقة بني مكادة ومدينة طنجة، في زمن افتقد كثيرا من هذه المعاني الاجتماعية. ويشكل هذا الاحتفال الذي ينظمه السكان بطريقتهم الخاصة، مناسبة للقاءات بين الجيران والمعارف من سكان الحي، وهي لقاءات تكاد تنعدم بشكل شبه كلي طوال أيام السنة بسبب انغماس الجميع في روتينيات الحياة اليومية. "فالعيد يوم عظيم عند الله تعالى وهو مناسبة لتطهير القلوب مما يعلق بها من تنافر طوال أيام السنة بين الاحباب والأصدقاء" ، تقول إحدى ساكنات الحي مضيفة " ولذلك فإن فإن هذا الاحتفال يأتي من اجل تحقيق هذه الأهداف السامية". ليس العيد فقط لبس الجديد وتفاخر بالعدد والعديد، إنما هو مناسبة ذات دلالات اجتماعية ودينية سامية، تكاد تنعدم في عصر العولمة الفردانية، لكن مثل هذه المبادرات الجماعية التي ما زال بعض سكان طنجة يحرصون عليها من شانها أن تساهم في إعادة المعاني الحقيقية للعيد الذي ياتي بعد شهر كامل من العبادة والطاعة. وكل عام وانتم بخير جانب من احتفال بحي ارض الدولة صور الاحتفال بحي الجديد