إيفاد أئمة ووعاظ لمواكبة الجالية المغربية بالمهجر في رمضان    للمرة الثانية في أقل من شهر.. المغرب يرفض دخول برلمانيين أوروبيين داعمين لجبهة البوليساريو    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها بأداء سلبي    استقر في المرتبة 50 عالميا.. كيف يبني المغرب "قوة ناعمة" أكثر تأثيرا؟    ترامب: لا أفرض خطتي لتهجير الفلسطينيين.. ومصر والأردن فاجأوني برفضها    مواجهات بين كبار أوروبا أفرزتها قرعة الدوري الأوروبي    في ندوة منظمة النساء الاتحاديات حول الخبرة الجينية وإثبات النسب .. الدعوة إلى ضرورة التزام المغرب بالتوصيات الدولية الخاصة بحقوق الطفل    محكمة بالدار البيضاء تتابع الرابور "حليوة" في حالة سراح    لماذا تسارع استهداف المغرب من طرف الإرهاب؟    ولد الرشيد يجري مباحثات بالهندوراس    تصريحات وهبي تغضب "نادي القضاة"    الحسيمة.. توقيف شخص يشتبه في ارتباطه بشبكة إجرامية تنشط في تنظيم الهجرة غير المشروعة والاتجار في البشر    طقس بارد وأمطار وزخات رعدية متوقعة غدًا السبت بالمملكة    الملك محمد السادس يحل بمطار سانية الرمل بتطوان استعدادًا لقضاء شهر رمضان في الشمال    مصرع ستيني في حادث سير بطنجة بعد تعرضه للدهس    الكاتب العام لعمالة طنجة أصيلة يترأس اجتماعا للمصادقة على مشاريع "المبادرة الوطنية"    الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء تحدد تعريفة استخدام الشبكات الكهربائية للتوزيع ذات الجهد المتوسط    على بعد أيام قليلة عن انتهاء الشوط الثاني من الحملة الاستدراكية للتلقيح تراجع نسبي للحصبة وتسجيل 3365 حالة إصابة و 6 وفيات خلال الأسبوع الفارط    مليلية المحتلة تستقبل أول شاحنة محملة بالأسماك المغربية    قافلة صحية متعددة التخصصات وحملة للتحسيس بمخاطر بوحمرون بإقليم ورزازات    نتنياهو يزور طولكرم ويهدد بالتصعيد    متابعة الرابور "حليوة" في حالة سراح    المغرب يشارك في الدورة ال58 لمجلس حقوق الإنسان    الرجاء يعلن منع تنقل جماهيره إلى مدينة القنيطرة لحضور مباراة "الكلاسيكو"    المغرب ضيف شرف المعرض الدولي للفلاحة بباريس.. تكريم استثنائي لرائد إقليمي في الفلاحة الذكية والمستدامة    المحكمة الإدارية بالرباط ترفض التصريح بتأسيس "حزب التجديد والتقدم"    الملك محمد السادس يهنئ عاهل مملكة النرويج بمناسبة عيد ميلاده    المندوبية السامية للتخطيط تسجل ارتفاعا في كلفة المعيشة في المغرب    المقاتلات الشبحية F-35.. نقلة نوعية في القوة العسكرية المغربية    منع مشجعي الرجاء البيضاوي من حضور مباراة فريقههم أمام الجيش الملكي    النصيري يسجل من جديد ويساهم في تأهل فنربخشه إلى ثمن نهائي الدوري الأوروبي    مضمار "دونور".. كلايبي يوضح:"المضمار الذي سيحيط بالملعب سيكون باللون الأزرق"    إطلاق تقرير"الرقمنة 2025″ في المنتدى السعودي للإعلام    شي جين بينغ يؤكد على آفاق واعدة لتنمية القطاع الخاص خلال ندوة حول الشركات الخاصة    روايات نجيب محفوظ.. تشريح شرائح اجتماعيّة من قاع المدينة    الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته    تراجع احتمالات اصطدام كويكب بالأرض في 2032 إلى النصف    إطلاق أول رحلة جوية بين المغرب وأوروبا باستخدام وقود مستدام    فضاء: المسبار الصيني "تيانون-2" سيتم اطلاقه في النصف الأول من 2025 (هيئة)    كيف ستغير تقنية 5G تكنولوجيا المستقبل في عام 2025: آفاق رئيسية    "بيت الشعر" يقدّم 18 منشورا جديدا    حوار مع "شات جيبيتي" .. هل تكون قرطبة الأرجنتينية هي الأصل؟    أوشلا: الزعيم مطالب بالمكر الكروي لعبور عقبة بيراميدز -فيديو-    "حماس" تنتقد ازدواجية الصليب الأحمر في التعامل مع جثامين الأسرى الإسرائيليين    طه المنصوري رئيس العصبة الوطنية للكرة المتنوعة والإسباني غوميز يطلقان من مالقا أول نسخة لكأس أبطال المغرب وإسبانيا في الكرة الشاطئية    سفيان بوفال وقع على لقاء رائع ضد اياكس امستردام    6 وفيات وأكثر من 3000 إصابة بسبب بوحمرون خلال أسبوع بالمغرب    غشت المقبل آخر موعد لاستلام الأعمال المشاركة في المسابقة الدولية ل "فن الخط العربي"    ثغرات المهرجانات والمعارض والأسابيع الثقافية بتاوريرت تدعو إلى التفكير في تجاوزها مستقبلا    إطلاق النسخة التاسعة للجائزة الوطنية الكبرى للصحافة في المجال الفلاحي والقروي    الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في تحليل بيانات أجهزة مراقبة القلب    اللجنة الملكية للحج تتخذ هذا القرار بخصوص الموسم الجديد    حصيلة عدوى الحصبة في المغرب    أزيد من 6 ملاين سنتيم.. وزارة الأوقاف تكشف التكلفة الرسمية للحج    دراسة تكشف عن ثلاثية صحية لإبطاء الشيخوخة وتقليل خطر السرطان    الأمير رحيم الحسيني يتولى الإمامة الإسماعيلية الخمسين بعد وفاة والده: ماذا تعرف عن "طائفة الحشاشين" وجذورها؟    التصوف المغربي.. دلالة الرمز والفعل    الشيخ محمد فوزي الكركري يشارك في مؤتمر أكاديمي بجامعة إنديانا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عيد الأضحى في المغرب جو يمتزج فيه الاجتماعي بالديني والتراثي بالخرافي
نشر في أسيف يوم 21 - 12 - 2006

مشاغل الحياة التي تسلب منا كل ما هو جميل والجري وراء ضروريات الحياة وتأمينها يأخذنا من أهلنا وأقاربنا ولكن الحمد لله أن هناك مناسبات تعيد لنا هذا الشعور بصلة الرحم والتزاور ألا وهي الأعياد فهل من شيء أبهى و اسعد من أيام العيد؟ سؤال طرحناه في أماكن متفرقة فأجمعت إجابات الصغار والكبار أن صباح العيد هو صباح السعادة دون منازع،حيث اجتماع شمل الأسر التي يفضل أفرادها قضاء هذه المناسبة الدينية المتميزة بين الأقارب والآباء وولائم الطعام في جو من الفرح والضوضاء والهرج والمرح ،للوقوف على هذه الأجواء في المغرب جريدة اسيف الالكترونية من خلال هذا الاستطلاع رصدت هذه المناسبة الدينية وتتبعت المراحل التي يمر منها اعتمادا على تقاليد وأعراف سكان المدن
قد تختلف الأعراف والتقاليد وتتوزع المشاهد الاحتفالية ولكن يبقى المغاربة في جميع المدن المغربية موحدون يجمعهم الدين الحنيف دين الإسلام وسنة رسوله الكريم (صلعم) يمتحون من سننه متشبثين بهذه الذكرى العظيمة المؤصلة من حياة سيدنا إبراهيم حينما هم بذبح ابنه إسماعيل تطبيقا للرؤيا التي رآها في نومه، ورؤيا الأنبياء حق والشعب المغربي بعاداته وتقاليده التي يؤطر هذا الجو يحتفل بعيد الأضحى أو (العيد الكبير)،وهذه التسمية تدل على المعنى الرمزي لهذا العيد، فهو عيد التضحية،فتكون الأسواق مكتظة بالناس حين يقترب موعده للبحث عن خروف جيد بثمن رخيص فيتم الاختيار والمساومة،وفي الصباح المبكر يخرج المغاربة لأداء صلاة العيد بالساحات المكشوفة في تجمع ديني وروحاني مليء بالطهارة الروحية ،وقبيل الصلاة تمتلئ المدينة بالناس في ملابسهم الزاهية الجميلة وهم في طريقهم إلى المسجد،فالعيد يمثل الفرحة بلقاء الأهل وبأكل ما لذ وطاب من الطعام، وبالنسبة للأطفال فرصة لإشباع من مادة لم تكن لتتوفر في الموائد باستمرارالمحطات الطرقيةأطفال ونساء و طلاب وموظفين ومقيمين في الخارج وأرجل انهارت قواها البدنية من طول انتظار في زحام شديد للظفر بمقد داخل حافلة بالمحطات الطرقية حضروا جميعا للقاء أسرهم وأقاربهم في هذه المناسبة العظيمة لصلة الرحم وتجديد العلاقة مع الأهل والأصدقاء، محطات نقل المسافرين في المدن المغربية تشهد قبيل عيد الأضحى ازدحاما شديدا للمسافرين ، بل حالة من الفوضى يجد المسافرون معها صعوبة بالغة للحصول على تذاكر السفر إلى الحد الذي يدفع الكثير منهم السفر واقفا بين صفوف الحافلة لاستحالة وجود مقعد شاغر فمن طلاب الجامعات والمدارس اضطرتهم ظروف الدراسة إلى الإقامة خارج مقر إقامتهم بمدنهم الأصلية ، ومن موظفين دفعتهم ظروف العمل الاستقرار قرب مقر عملهم، كل هؤلاء وغيرهم يعتبرون أن مناسبة عيد الأضحى لا تحتمل التأخر عن الأسرة للاجتماع بالأهل والأحباب والأقارب وحين تجتمع العائلات بدويهم غالبا ما يكونوا قد نسوا عناء السفرمحمد الصافي صاحب محل للبقالة بمدينة الجديدة قال: سأذهب مع زوجتي وأولادي إلى مدينة ورززات لنقضي مناسبة العيد مع أمي حيث يجتمع كل أفراد الأسرة هناك وتعم الفرحة ونصل الرحم ونتمتع بالتقاليد العريقة لذلك أفضل أن أغلق الحانوت إلى أن تنهي أيام العيد وهي شهر كامل في هذه المناسبة العظيمة مهن موسمية كثيرة للعاطلينتبدأ طقوس الاحتفال بعيد الأضحى قبل بضعة أيام من يوم العيد وبخاصة من ليلته، ازدحام شديد، منبهات السيارات والدراجات النارية والهوائية،وعربات مجرورة تجهيزات العيد تشدك نحوها، باعة ينادون عليك، سيارات لا تكاد تترك لك الطريق، معروضات على الأرصفة والممرات،موسيقى منبعثة من هنا وهناك،لا تكاد تسير مستويا، مع ذلك الكل منشرح ومسرور فلا تستغرب أيها القارئ الكريم إنها حال أسواق المغرب وهي تستقبل العيد الكبير، المدن كلها تعيش شبه حالة استنفار استعدادا له، مهن موسمية كثيرة للعاطلين ، للعاملين حتى، يستغلون هذه المناسبة لتوفير دخل إضافي يعمل على تغطية بعض الاحتياجات أو يقيهم عسر بعض الحاجات أو يوسع عليهم أرزاقهم، حيث يعرض الشباب أكوام العلف والتبن وأنواع علفية أخرى على الأرصفة في الأحياء الشعبية وتقاطعات الشوارع و الزقاق طلبا لمصروف الجيب الموسمي وآخرون يحملون أكباشا على ظهورهم لإيصاله إلى السيارة أو يحملون الكبش بالعربات المجرورة إلى منزل الزبون ، أطفال يحملون رزما من الحبال ويطوفون بها لبيعها ،حيث إن كل من يشتري كبشا يحتاج لحبل يجره أو يربطه به، وتزدهر تجارتهم في الكثير من الأشياء قبيل العيد، من بينها تجهيزات الطبخ التقليدية من مجامر وقطبان والتوابل والفحم، وتنتشر عملية الشحذ كالفطر بين الشباب والأطفال، ولا تتوقف مهن العيد الموسمية أياما قبل حلول يوم العيد بل تمتد إلى صباح يوم العيد حيث ينشط الجزارون الحرفيون ومنهم الموسمين من الشباب،وما إن ينته المغاربة من نحر الأضحية في المنزل ، حتى تظهر فئة اخرى من الشباب كل همهم شي رؤوس الاكباش في كل الأحياء والشوارع مقابل عشر دراهم أو يزيد فكثير من الأسر المغربية تعتمد على خدمات هؤلاء الشباب في شحذ الموسى وشي الرؤوسالقطبان و المروزية والكسكس بالكتف أشهر الأكلاتالتقليدية في عيد الأضحىوإذا كان العيد يزخر بالمظاهر الاحتفالية عند المغاربة، إلا أن بعض سلوكاتهم تبعدهم عن روح الدين كغطس اليد في دماء الأضحية وطبعها على الجدران أو شربها، اعتقادا بأن الدماء تقي من العين الشريرة، ومنهم من يعمد إلى تجميع كميات من الدم في أقمشة بيضاء اللون ليلتحف بها كل من يشكو مسا فيما آخرون يلصقون مرارة الأضحية بالحائط، ومنهم من ينثر الملح أثناء الذبح عند حافة مصاريف المياه العادمة اعتقدا أنهم بذلك يطردون الجن وتستمر الأجواء الاحتفالية ثلاثة أيام أو يزيد لتعقبه الاستعدادات لاستقبال الحجاج ممن أدوا هذه المناسك، ويرتبط عيد الأضحى عند المغاربة بإعداد أطباق تقليدية من لحم أضحية العيد وتحرص كل الأسر على تحضيرها، وتختلف طرق الإعداد والتحضير من مدينة إلى أخرى. تستيقظ النسوة في مدينة الجديدة يوم العيد، باكرا لتهيئ الفطور والثريد والمسمن والملوي ورزة القاضي، ويستيقظ رب الأسرة ليتوجه إلى صلاة العيد ويعود ليباشر عملية الذبح فالمثل الشعبي الشائع يقول(اللي ما يدبج شاتوا موتو حسن من حياتو) يشرع الأب في عملية النحر ، فيما قد تكون النسوة ناولن الخروف ليلة العيد خليطا من الشعير والورد وبعد الذبح تتكفل النسوة بعملية الغسل لأحشاء الخروف ، وبعد وجبة الغداء التي تكون من(بولفاف) كما هي عادة جميع المغاربة يكون الزوج والأبناء قد توجهوا لزيارة الأقارب، وفي الليل تجتمع الأسرة على مائدة العشاء الكسكس بكتف خروف العيد اليمنى وللأطفال في اليوم الثاني من العيد عاداتهم ، يقومون بطهي اللحم والخضر في قدر صغير ومن عادات اليوم الثاني من عيد الأضحى ما يسمى حليلو ،يبدأ فيها تبادل الرش بالمياه، التي تحول الأزقة والشوارع إلى برك، ويخرج الأطفال والشبان، خصوصا داخل الأحياء الشعبية، إلى الشوارع لرش كل من يمر بالماء ومع مرور الساعات الأولى من الصباح يحمى وطيس معارك المياه، خصوصا بين الأصدقاء والجيران. ومن يرفض الاحتفال بماء حليلو من المارة، قد يتعرض لإغراق ثيابه بالمياه وفي مدينة مراكش تقوم نساء أهل مراكش في الصباح باكرا من يوم العيد لإعداد وجبة الفطور ( هربل) وهي مكونة من مادة القمح عير مطحون والحليب والزبد وتعد وجبة أساسية وضرورية عند المراكشيين ، ومن المظاهر التي لازالت سائدة عند أهل البهجة انه بعد دبج الأضحية تحتفظ النسوة بالمرارة اعتقادا منهن أنها تساعد على شفاء الكثير من الأمراض،وبعض الأسر من يتطير من قطع لحم الأضحية في اليوم الأول فلا تجيز قطع لحم الأضحية إلا في اليوم الموالي للعيد وأخرى تصوم إلى حين التهام كبد الخروف وقد جرت العادة ان يتناول أهل مراكش كأول وجبة غداء يوم العيد الكبد الملفوف بالشحم وهو ما يطلق عليه محليا اسم ( الزنان) ويكتفون بأكل ( التقلية) مساء وهي وجبة تحضر بأحشاء الخروف (كرشة) ويكثر فيها الثوم والطماطم. أما في اليوم الثاني فوجبة الفطور هي الرأس وفي هذه الوجبة يتم تبخير رأس الخروف الذي يؤكل بدون مرق وبقليل من الملح والكمون وما زالت بعض الأسر إلى اليوم تعتقد هي الأخرى بان تناول ( الخنشوش) أي الجزء الأمامي من رأس الأضحية يجلب الأمطار ليلة زفاف آكليه ،فيما يتناول آخرون الطنجية بقوائم الأضحية،أما عملية قطع و تجزيء الخروف فتتم في اليوم الثاني حيث يحتفظ بجزء منه للقديد، أما الذيالة، وهي قطعة لحم تمتد على ظهر الخروف فيحتفظ بها من أجل الكسكس في يوم عاشوراء كوجبة عشاء، غير أن الأمور المرتبطة بهده الطقوس اليوم آخذة في الزوال شيئا فشيئا منها عادة اجتماع الأطفال في اليوم الموالي للعيد لإعداد وجبة ( تقديرت) وهي مكونة من قطع اللحم يحضرها الأطفال ويتعاونون على طهيها في قدر صغير، وفي مدينة الرباط لا تختلف عادات أهلها ي هده المناسبة عن الأسر المغربية الأخرى وأن كانت العادات المرتبطة بعيد الأضحى بدأت تزول نظرا للتغييرات التي عرفتها الأسرة المغربية، ومع دالك فالبعض ما زال متشبثا بالتقاليد والعادات، تصوم الكثير من الأسر إلى حين ذبح الأضحية ليفطروا بكبد خروف العيد ،وتقدم وجبة الغداء عادية من أجزاء الأضحية بينما وجبة العشاء تكون عبارة عن قطبان وتقلية وفي ثاني أيام العيد تنجز ( المجبنة) وهي عبارة عن كيس يملا بقطع اللحم لتبقى أسبوعا معرضا للشمس، ومن العادات الأخرى تهيئ الأسر الرباطية (المقيلة) و( المعسل) وهي عبارة عن عظام فيها بعض من بقايا اللحوم تطهى بالزبيب واللوز والسكر والقرنفل وكعادة اغلب المغاربة يحتفظ بديل الخروف إلى أيام عاشوراء ، وفي الرباط كماهو الشأن في مدن اخري تجتمع نسوة بعض الأسر حسب معتقدهن على مائة قطعة من اللحم المعقم ( القديد) يتم جمعها من مائة دار لتحضيرها وطهيها كوجبة علاج حالات العقم عندهن ، ومن النساء من تعودن هذه العادة للتسلية فقط بعد أن جمعن القديد عدة مرات دون جدوى، فيجتمعن ليأكلن القديد في جو من التسلية و المرح وفي الجنوب المغربي تحتفل النساء الصحراويات بعيد الأضحى في جو يمتزج فيه الاجتماعي بالديني والثراتي بالخرافي، وتجد النسوة أنفسهن مجبرات على إعداد العدة لمواجهة هذه المناسبة العظيمة في الأعمال الموزعة بين ماهو متعلق بليلة العيد من تنظيف البيت وإعداد الضروريات واللوازم، وتحرص النسوة على خلطة حناء العيد لتطلى الأيادي والأرجل ووضع مادة تدعى( الحركوس) على الحاجب وهي مادة سائلة للزينة شبيهة بمادة( لكحل)خلال الصباح الباكر ليوم العيد تحضر النساء فطور العيد التي تعد فيه شربة ( الحريرة) من القمح من الضروريات بالإضافة إلى ( المخمار ) و( المسمن ) بدون خميرة هدا دون أن ننسي طبعا الثمر والشاي الصحراوي بدون نعناع الممزوج ب( العلق) وهي مادة معروفة عند غير أهل الصحراء ب( العنبر )وبعد عودة الرجال من صلاة العيد وقبل ذبح أضحية العيد التي قد تكون معزا أو خروفا تقوم النسوة بوضع بعض من الحنة على رأس الأضحية،وعن بعض المظاهر التقليدية أيضا في الصحراء، يعمدون الصحراويون إلى ترك خروف العيد أو معز العيد ليلة العيد دون آكل ولا شراب وفي الصباح الباكر يمدونه الثمر والحليب ،وجرت العادة أن يدبج كل رب أسرة شاته ،وبعد الانتهاء من عملية الذبح والسلخ يتم الاحتفاظ حسب المعتقد عند بعض قبائل الصحراء ببعض من دم الأضحية حيث يسود الاعتقاد انه يقوي دعائم الأسرة ويتم تجفيفه واستعماله لاحقا للتبخيرة ومن النسوة من تمزج قليلا منه بالحناء اعتقادا من انه يشفي من بعض الأمراض النسائيةمباشرة بعد الانتهاء من عملية الذبح وكمثل جميع المغاربة فان أكل القطبان بالكبد والشحم هي أول ما يفتتح به وبعدها التقلية وتحرم بعض القبائل الصحراوية أكل قلب الأضحية فيما تحرم أخرى ( الطيحان ) كما هو حال تقاليد بعض الأسر المغربية في بعض المدن المغربية كمراكش، أما العشاء فيكون من الرأس المبخروهناك بعض العادات الصحراوية التي لازالت مستمرة ولها حضورها المميز بحكم الطبيعة الصحراوية وهي تشبه إلى حد ما عادات بعض المغاربة ببعض المدن المغربية والتي بدأت في التواري والتي كانت تنظم في مثل هذه المناسبات حيت تكتفي الأسر فيما بينها على مائدة واحدة وبالتناوب (دارت ) ، وهكذا تعمد الأسر الصحراوية باستدعاء اسر أخرى للاجتماع على مائدة واحدة وهذه الأخيرة تحرص على حمل حقها من لحم أضحية العيد لتشارك الأسرة المضيفة مائدتهاومن التقاليد والأعراف أيضا في بعض القبائل الصحراوية تقوم القبيلة ليلة العيد بتنظيم ليلة ( المعروف) وهي ليلة تجتمع فيها القبيلة التي تنحدر من جد واحد على وليمة العيد من لحم الأضحية ،وتقدم للقادمين ( الزريك) هو خليط من الماء والسكر والحليب بالإضافة إلى الشاي الصحراوي ومن العادات أيضا أن يقوم الصحراويين في نفس اليوم بزيارة جدهم بمدفنهأما في مدينة ازمو فيتناول الزموريون فطورهم باكرا استعدادا لأداء صلاة العيد ،وتقوم النسوة بتحضير الحناء الممزوجة بماء الورد والقرنفل ،وهده العملية تتم قبل حلول العيد وتسمي بيوم حانوت الحناء استعدادا لطلائها على
رؤوسهن ورؤوس بناتهن وتسمى هذه العملية ( النفقة) ولفه بقماش ابيض حفاظا عليه من ألسنة النار أثناء شواء رأس الأضحية ، ومباشرة بعد صلاة العيد يقوم رب الأسرة بذبح الأضحية وقد يقوم مقامه ابنه البكر وجرت عادة الكثير من النسوة الزموريات أن يحتفظن بشئ من دم الأضحية لقراءة المستقبل، وتتكفل النسوة بعد ذلك بغسل الأحشاء المستخرجة من بطن خروف العيد وإيقاد المجامر استعدادا لتحضير( الزنان) الذي يسمونه في مناطق أخرى ( الملفوف)وفي المساء تكون وجبة العشاء من كتف الأضحية اليمنى ليتم طهوه على الكسكس الذي تجتمع علية في الأغلب الأعم كل أفراد العائلة البعيدة والقريبة وهي منا سبة لجمع شمل العائلة وإحضار ما قامت بطهيه من أطعمة ، وفي ازمور الكثير من النسوة يحتفظن بعظم الكتف بعدما تم أكل ماعلق به من لحم لقراءة المستقبل وهناك من النسوة من يتطيرن من ظهور خط ابيض على عظمة الكتف ، وفي اليوم الموالي ليوم العيد تعمد هؤلاء النسوة بعد تناول رأس خروف العيد إلى دفن عظام الرأس في مكان مستور لا يهتدي إليه احد حتى لا تستعملها النساء الضامرات للشر بالعائلة في أعمال السحروكما هو الحال في مدينة الجديدة يقوم أطفال وشباب ازمور في يوم ثاني عيد الاضحي بتبادل الرش بالماء بعضهم البعض وبعد ذلك تتم عملية( التطياح) وهي عملية تقطيع لحم خروف العيد وتوزيع بض منها لإعداد القديد والكرداس كرنفال (بولبطاين ) أو (بيلماون)أو (بوجلود)يجري الاحتفال بكرنفال (بولبطاين) في شكله الهزلي الفرجوي في ليلة اليوم الثاني من عيد الأضحى، ويسمى المتنكرون بحسب مدن وقرى المغرب ببجلود أو بولبطاين أو بيلماونيمر (بوجلود) على البيوت حيث يتحلق حوله الأطفال والشباب ، وهو يؤدّي حركات طريفة،وهي طقس خاص يمارس في الكثير من من المدن والقرى المغربية وطيلة سبع أيام العيد،وإذا كان بوجلود يعتبر ظاهرة مغربية فالمصادر والمراجع التاريخية والاجتماعية شحيحة جدا في هذا الباب ويتميز البحث عن دلالاته كظاهرة وكسلوك بالصعوبة، وحسب الإثنوغرافي (وسترماك) أن هذا الكرنفال التنكري هو من الطقوس المغربية التي ظهرت قبل الإسلام ولها ارتباط بعبادة الطبيعة والإيمان بقدسية الحيوان ، و(بوجلود) شخص يلبس فروة الخروف حتى يبدو على هيئته، بقرنين على رأسه، ويطوف على الناس وخلفه موكب من الشباب والأطفال، يتم اختياره من بين أقوياء البنية بالحي، قادر على ارتداء جلود الأكباش السبعة التي يرتديها،اثنان منها في اليدين ومثلهما في الرجلين والصدر والظهر والسابعة تلفهما، وهكذا ، يأتي دور المنشط الذي يكون ذي دراية بالعادات والتقاليد وبأسماء السكان ، لأنه سوف يوظفها خلال الجولات الليلية التي سيقوم أو ستقوم بها الفرقة ليبدءان جولة تلقي عطايا الناس لهم أو من اجل جمع جلود أضحية العيد ، ويقوم الجمهور من السكان ، باللحاق بهم والسير في إثرهم لدرجة أنهم يندمجون في الدور أحيانا ، وفي مناطق من المغرب يقوم بجلود بضرب الناس بقوائم أضحية العيد وفي ذلك بركة حسب المعتقدتلك كانت ابرز عادات وتقاليد العيد في مدن الجديدة ازمور قبل مئات السنين، ومن بعدها في مدينة مراكش الرباط والجنوب المغربي ، والتي تلاشى البعض منها وما يزال البعض الآخر قائما إلى اليوم، وكل عام وانتم بخير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.