يشكل عيد الفطر المبارك عند ساكنة مجموعة من الاحياء الشعبية في طنجة، مناسبة لإحياء تقليد احتفالي، ما زالت مناطق بعينها في مدينة البوغاز تتميز به عن باقي مناطق المدينة.. احتفال بشكل جماعي، هو عنوان لطريقة فريدة من نوعها تتميز بها مجموعة من أحياء مدينة طنجة في المناطق الشعبية، عن كثير من باقي مناطق المدينة، فيما يتعلق بالاحتفال بعيد الفطر المبارك. ففي قالب كرنفالي مميز جدا، دأب سكان مجموعة من الاحياء بالمناطق الشعبية، على تنظيمه صبيحة كل يوم فطر، تنطلق احتفالات الساكنة، بالعيد الذي يأتي بعد شهر كامل من الصيام والقيام ومختلف أنواع العبادات، مصداقا لحديث الرسول الكريم صلى الله لعيه وسلم "للصائم فرحتان، فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه". بالتمر والحليب والحلويات، انتظم مجموعة من نساء و رجال وفتيات و شباب حي مبروكة و البوغاز بمقاطعة السواني، صباح الجمعة أول أيام عيد الفطر السعيد رفقة أطفالهم و ذويهم و أقاربهم، في استقبال ساكنة الحي بمسجد "الإنابة" بحي البوغاز، بعد أداء صلاة العيد، وهم يوزعون الحلويات تحت نغمات الأناشيد و الأهازيج الإحتفالية بقدوم عيد الفطر الأبرك، كانت العفوية هي أجمل ما ميزه وأضفى على هذه الاحتفالات طابعا جماليا. تبادل التهاني والتبريكات والعناق بين الجيران والأصدقاء، مشاهد كلها تؤثث هذه اللوحة الاحتفالية، وتعيد الاعتبار لمعاني الجوار والأخوة بين السكان كاد تنعدم بشكل شبه كلي طوال أيام السنة بسبب انغماس الجميع في روتينيات الحياة اليومية. "عيد الفطر هو يوم عظيم عند الله..إنها مناسبة لتطهير القلوب مما يعلق بها من تنافر طوال أيام السنة بين الاحباب والأصدقاء"، تقول إحدى ساكنات الحي تعليقا على هذه الأجواء الاحتفالية التي تميز حي مبروكة و البوغاز، قبل أن توضح بان هذه الاحتفالات هي ديدن سكان الحي منذ عقود طويلة. نفس هذه المشاهد عاشتها مجموعة من الأحياء الشعبية، مثل بئر الشعيري، أرض الدولة وحي كاسيراطا، وأحياء أخرى. احتفالات نابعة كلها من إيمان المواطنين وحرصهم على ترسيخ معاني المحبة والأخوة بين الجميع في هذه المناسبة السعيدة، في عصر طغت عليه المادية والمصالح المحدودة والضيقة. شيئا فشيئا، تتسع دائرة الاحتفالات المخلدة لعيد الفطر السعيد أكثر، تمتلئ مختلف شوارع المدينة بالراجلين والراكبين، الذين يقصدون وجهات مختلفة، فالعيد مناسبة للم الشمل وصلة الأرحام، لذلك المسافات لا تحول بين وإن طالت بين الأقرباء لزيارة ذويهم، إذ تتضاعف طاقة وسائل النقل الاستيعابية خلال يومي العيد لتمكين الأسر من ممارسة شعائر العيد السعيد. الحياة بدأت تعود لطبيعتها، المقاهي مفتوحة في وجه زبنائها المعتادين على مدار شهور السنة، بعد ان ظلت تقتصر في تقديم خدماتها على ساعات محدودة خلال شهر رمضان بعد الإفطار، ساحات عمومية ترفل بحركات الأطفال وهم يلهون بألعاب وبالونات هوائية فرحين بهذه المناسبة، التي يتم تخليدها في صور تذكارية تؤرخ لهذه اللحظة السعيدة. روبورتاج مصور لأجواء عيد الفطر المبارك من احياء بطنجة / عدسة طنجة 24