فرحة العيد بتوابل مراكشية .. محمد القنور عدسة: محمد سماع رغم كون أثمنة الأضاحي ظلت مرتفعة بأسواق مراكش إلى غاية صبيحة عيد الأضحى وجد ملتهبة بالنسبة للفئات ذات الدخل المحدود على الرغم من وفرة العرض بشكل كبير. فإن لهيب الأسعار لم يمنع المراكشيين من ركوب صهوة البهجة، والخروج مساء العيد إلى المنتزهات وزيارة الأقارب، في حين فضل بعض الشباب ممارسة المهن المرتبطة بالعيد كصقل السكاكين والسواطير، أو بيع الأكياس البلاستيكية قصد تزويد مصاريفهم اليومية،رغم أن مستخدمي المجلس الجماعي وزعوا أكياسا مماثلة على الساكنة على بعض الأحياء، في حين أعد شباب آخرون محرقات لتهيئة قوائم الأضاحي ورؤوسها. في حين عمد الكثير من التجار والحرفيين والصناع التقليديين إلى إظهار الفرح والسرور بالعيد الكبير والحرص على الاغتسال والتطيب والتزين بلباسهم التقليدي، لزيارة الأقارب والمنتجعات والساحات بالمدينة الحمراء. وغير بعيد عن مدينة مراكش، عرفت أجواء الجماعات القروية القريبة من مراكش، على غرار جماعة المنابهة وأولاد حسون وحربيل ومنطقة الشويطر والويدان التي عاشت على إيقاع أفراح مماثلة ببهجة العيد، حيث طفقت بعض العائلات إلى التجمع بشكل أسري على الموائد المشتركة للكباب والفواكه واحتفل أبناء البادية في إقليم الرحامنة وبعض دواوير زمران ودواوير السراغنة وبتراب بلدية العطاوية التي إمتلأت مقاهيها عن آخرها بالزبائن،وأفراد الجالية المغربية من أبناء الإقليم، كما عرفت ذات البلدية إحياء تظاهرات ل “التبوريدة” إحتفاءا بالعيد، الذي تزامن مع ذكرى المسيرة الخضراء، كما إستعد مجموعة من شباب الحوز بجماعة مولاي إبراهيم وفي شيشاوة بجماعة أسيف المال لإحياء طقس “بوجلود” أو “بيلماون” الرابط بين طقوس العيد واحتفالات عاشوراء المقبلة، حيث يلبس الشبان جلود الأضاحي ، ويطوفون مقنعين بالدواوير في نسق احتفالي كرنفالي يثير الإعجاب. في نفس السياق، سعى بعض الساكنة إلى إقامة الولائم والخروج الى المزارع للاستمتاع بالعيد فيما اعتبر بعض المرشحون في سيدي يوسف بن علي يوم العيد فرصة ذهبية لاتعوض لبدء الدعاية الانتخابية من “تحت الدف” حيث تم الإكثار من العناقات والتحيات والمباركات للساكنة والمارة على حد سواء، وزيارة رؤوس وكبار العائلات لتقديم التهنئة بالعيد، تمهيدا لإعلان ترشيحهم أو برامجهم الانتخابية، نكاية في بعض منافسيهم ممن أذاعوا إشاعات حول توزيعهم للأضاحي في أوساط ساكنة المنطقة، وهي إشاعات في نظر آخرين بحجة أن السلطات في مراكش لم تتوصل إلى إثباتها إلى حدود الساعة. في نفس السياق، امتزجت فرحة بعض الفعاليات السياسية والشبابية والحقوقية من المراكشيات والمراكشيين بقدوم عيد الأضحى المبارك هذا العام بمشاعر مختلفة خاصة انه يواكب الاستعدادات للانتخابات البرلمانية لاختيار أعضاء مجلس النواب المنوط بهم تحمل مسؤوليات المرحلة الجديدة فيما بعد دستور التاسع من مارس، عبر انتخاب ممثلين جدد للأمة المغربية، تضارع مستويات نسائم الربيع العربي . ورغم تداعيات الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، المتمثلة في ارتفاع الأسعار فقد احتفظت مراكش بمظاهرها التقليدية في العيد حيث خرج الأطفال الى المنتزهات وحدائق اللعب ، وأدى معظم المراكشيين كعادتهم صلاة العيد في ساحة المصلى ومساجد الكتبية وإبن يوسف ومسجد تركيا ومسجد النور، وفي أحياء المواسين وباب دكالة وضبشي والقصبة بأمان وخشوع ، بينما توجه بعض الشباب نحو بعض المقاهي في حي جليز، شارع محمد السادس وعلال الفاسي وشارع الحسن الثاني والحي الشتوي، وساحة “لابلازا” بشارع محمد الخامس حيث فضلت بعض المقاهي، فتح أبوابها في وجه الزبائن خلال يوم العيد . ورغم تدني حرارة الجو في مساء يوم العيد، فقد شهدت ساحة الكتبية بمراكشالمدينة وساحة 16 نونبر بجليز وواحة الحسن الثاني في مقاطعة سيدي يوسف بن علي اقبالا كبيرا من الأسر والمواطنين للاحتفال بأول أيام عيد الأضحى المبارك كما كانت حديقة قصر بلدية مراكش وجنبات عرصة مولاي عبد السلام مقصدا رئيسيا لآلاف الزائرين والسياح الأجانب بالمدينة. من جهة أخرى، ازدحمت فنادق المدينة ومقاهي ومطاعم الحي الشتوي بعشرات الشباب والشابات من المراكشيين وغير المراكشيين المنتمين للفئات المتوسطة والميسورة.. إلى ذلك فضل بعض المحسنين من أثرياء مراكش زيارة المستشفيات ودور الأيتام لتقديم بعض الهدايا العينية والمادية لهم في مشهد ينم عن مشاعر التضامن والتآلف بين أبناء الشعب المغربي، ويترجم الآصالة التي تميز الشخصية المغربية. محمد القنور