طنجة24-عائشة بلحاج (عدسة: زكرياء العشيري) كالعادة و في كل دوراته يُتيح مهرجان طنجة المتوسطي للفيلم القصير، الفرصة لعشاق السينما لاكتشاف متعة الأفلام القصيرة، التي تتميز عن نظيرتها الطويلة بالتكثيف والاختزال عبر مشاهد معمقة تقدم الفرجة بشكل مختصر. ففي اليوم الأول، كانت البداية صباحية مع أفلام المدارس، حيث عُرضت أفلام من إنتاج طلبة المدارس من مختلف المدن المغربية، مع ملاحظة غياب أي مشاركة من مدينة طنجة. وفي المسابقة الرسمية أثارت العديد من الأفلام التي عرضت في اليوم الأول اهتمام الجمهور، منها فيلم "اللعنة" من المغرب، الذي تناول حياة فتاة سلمت جسدها لحبيبها الذي هاجر مع وعد بالزواج، مع ما رافق ذلك من ردود فعل قلبت حياتها. وفيلم "ريكلاج" لإدريس كايدي وهشام ركراكي، الذي تدور أحداثه في "تندوف" وتسيطر عليه قيمة الزمن ومحاولة البطل استرجاع 25 سنة ضاعت من حياته، وتعتبر هذه أول مرة تُتناول "جبهة البوليساريو" سينمائيا في المغرب، هذا الفيلم عرف حضر وزير الاتصال "مصطفى الخلفي" و ذلك خصيصا لمشاهدة مجريات الفيلم. وفي الجلسة الأولى لمناقشة أفلام المسابقة الرسمية، تم التطرق إلى جل الأفلام التي عرضت في اليوم الأول ومنها : فيلم "فلسطين صندوق الانتظار" لبسام شخيص من سوريا، الذي يتناول إشكالية الهوية والتواصل مع الآخر، والذي تعرض للنقد لكونه لم ينجح في ترجمة فكرة الفيلم للمشاهد، وفيلم "الذهب الأخضر" لبيير لويدجي فيرانديني من ايطاليا، الذي أبهر المتتبعين بمستواه العالي رغم أن ميزانيته لا تتجاوز 3000 اورو وتم تصويره في 3 أيام ورغم ذلك كانت النتيجة مُرضية للغاية. واستمر النقاش مع أفلام تألقت خلال عرضها في اليوم الأول للمهرجان ورشحها المتتبعون للتنافس على جوائزه، وهي "قرة عيني" لخوسيكو دي لينار من اسبانيا، الذي يتحدث عن حياة الجدة بيبا، و"يد اللوح" لكوثر الذي تدور قصته حول الصراع على السلطة بين طفلة عمرها 5 سنوات ومحيطها، و"الآخر" لخورخي دورادو من اسبانيا، و "دانييل" لالكسندرا كرودي سولا من فرنسا، والتي تشارك للمرة الثانية في مسابقة المهرجان. وشهد اليوم الثاني، عرض مجموعة من الأفلام التي تميزت في مجملها بمستوى عالي، بشهادة المتتبعين. و جدير بالذكر أن فعاليات مهرجان الفيلم القصير المتوسطي، و التي تدور مجرياته في الخزانة السينمائية بطنجة "سينما الريف"، افتتحت مساء يوم الإثنين 7 أكتوبر لتستمر فعاليته إلى غاية 12 من الشهر الجاري.