بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، شهدت رحاب إحدى القاعات الخاصة بمدينة العرائش، تنظيم حفل تكريم على شرف قياديات نسائية يشتغلن في مجالات السياسة والقانون والإعلام، الحفل الذي نظمته جمعية إتحاد العمل النسائي فرع العرائش، بتعاون مع جمعيات نسائية محلية، إختار هذه السنة تكريم كل من السياسية لطيفة الجبابدي، والقانونية عائشة لخماس، بالإضافة إلى الإعلامية إبنة مدينة العرائش نزهة بنادي. و عبرت لطيفة الجبابدي في معرض حديثها عن سعادتها لتواجدها في هذا الحفل، وتقاسم لحظات الاحتفال بذكرى اليوم العالمي للمرأة، وتمنت الجبابدي أن يكون هذا الحفل بمثابة فرصة لتعزيز مكانة المرأة المغربية، وحيّت نضال المرأة المغربية في البادية والحاضرة وفي جميع المجالات،واصفة النساء الشماليات بالقويات و الحاضرات دائما في قلبها، ودعتهن للحفاظ على المكتسبات التي تحققت إلى حد الآن، وحثتهن على إبداء المزيد من اليقظة ومواصلة المسيرة النضالية من أجل حقوق المرأة وكرامتها. من جهتها قالت المحامية عائشة لخماس،إنها تفتخر لأن " نضالنا لم يذهب هباء، ونحن ناضلنا منذ مدة من أجل دستور يفرز حكومة مسؤولة وديموقراطية" وأضافت موجهة كلامها للنساء الحاضرات "يجب علينا أن نكون يقظات"، وأكدت لخماس على مطلب إصلاح الحكومة الحالية ،ناعتة إياها "بالغير دستورية بالمرّة" وطالبت بالمناصفة في جميع المجالات معتبرة أن "كرامتنا هي أهم من كل شيئ".ودعت في ختام مداخلتها إلى إصلاح المشهد الاعلامي الذي لا يزال "تسيطر عليه بعض الجهات" وهو ما ينعكس سلبا على حضور الطاقات والكفاءات في المشهد الإعلامي في بلادنا حسب أقوالها. أما نجمة الحفل فقد كانت هي الإعلامية المتميزة إبنة مدينة العرائش والصحفية بإذاعة طنجة نزهة بنادي، والتي تمنت في كلمة لها أن يتم تفعيل الفصل 19 في الدستور الجديد،وأكدت على أن المرأة هي دائما بجانب الرجل وليس خلفه كما يحلو للبعض قوله،فالمرأة تضيف نزهة،ركن أساسي في حياة الرجل والأسرة وفي الكون بأكمله. وفي نفس السياق شهد الحفل تقديم شهادات و تدخلات للعديد من الشخصيات في حق المكرمات والمرأة المغربية عموما،وكان من بينهم نادية الناير التي أثارت تاريخ النساء خصوصا في شمال المغرب، وتحدثت كيف أن أول إتحاد نسائي في البلاد ظهر في مدينة تطوان،وأن أول خريجة جامعة ما بعد الاستقلال هي إمرأة من تطوان أيضا،وأن أول إمرأة حكمت المغرب هي السيدة الحرة من مدينة الشاون، وقالت أن ما نعيشه الآن هو نتاج كفاح سنين خلت. أما الصحفي في إذاعة طنجة حميد النقراشي فقد نوه في تدخله بالأصوات الإذاعية النسائية في المحطة التي يشتغل بها والتي وظفت العنصر النسوي منذ سنة 1966،وأضاف أن إذاعة طنجة كانت تعرف تواجد هام ووازن للعنصر النسوي، في الوقت الذي كان العنصر النسوي في الاذاعة الوطنية بالرباط محتشم،ونوه أيضا بالمجهودات التي تقوم بها نزهة بنادي للرفع من جودة برامج الاذاعة خلال مسارها الطويل في إعداد برامج مثل: صباح الخير يا طنجة،و تصبحون على وطن،و ما يطلبه المستمعون،وحاليا برنامج مكروفون الشباب. وفي نهاية الحفل كان لنا لقاء خاص مع الإعلامية المتميزة نزهة بنادي جاء فيه: طنجة 24 : ما هو شعورك وأنت تكرمين في هذا الحفل ؟ نزهة بنادي : سبق لي أن كرمت في مناسبات عديدة،لكن تكريمي اليوم له نكهة خاصة،وهو أيضا يعني لي الكثير،أولا لأن العرائش هي مدينتي التي ولدت فيها،وقضيت طفولتي بها،وهي المكان الذي لا تزال عائلتي تعيش فيه. تكريم اليوم يجمع ما بين التكريم والتشريف الأمر الذي سيتطلب مني بذل الكثير من العمل والجهد لأصل إلى ما وصل إليه هؤلاء المكرمات العملاقات والكبيرات (لطيفة الجبابدي وعائشة لخماس).هذا التكريم أعتبره تكريما لكل أسرة إذاعة طنجة وخصوصا للصحفيات ،وأهديه للأساتذة :خالد مشبال،أمينة السوسي،زهور الغزاوي،فاطمة عصام،عبد الإله الحميمي وكل طاقم الاذاعة الذين حضروا معي التكريم اليوم. طنجة 24 : أنت كإعلامية، ما هو مستوى رضاك عن المساحة التي أعطيت للمرأة في حقل الإعلام بالمغرب ؟ نزهة بنادي : وضع الصحفيات بالمغرب مرضي بالمقارنة مع الماضي،فالجيل السابق كان يعاني من الحيف،أما حاليا فالمرأة الصحفية تلقى المساعدة والدعم من الجميع،في أيامنا هذه أرى أن الكفاءة هي التي تفرض نفسها،بالإضافة إلى حب المهنة والتفاني فيها،ولا يوجد في نظري أي فرق بين الرجل والمرأة. طنجة 24 : كيف تلقيت خبر تعيين وزيرة وحيدة في حكومة عبد الإله بنكيران ؟ نزهة بنادي: كانت صدمة بالنسبة لي،لأن العديد من النساء صوتن على هذه الحكومة على أمل أن تفتح معهم صفحة جديدة لإنصافهن، تركيبة الحكومة الحالية لم تكن في مستوى التوقعات المرأة الناخبة،أتمنى أن يتم استدراك ذلك الأمر في القابل من الأيام.