أخذت مساعي "إعدام" ضاية سيدي قاسم الواقعة بضواحي مدينة طنجة، وتيرة متسارعة خلال الأشهر الأخيرة، بعد تكثيف عمليات ردم ما تبقى من هذه البحيرة التي تشكل ثروة طبيعية مهمة للتوازن البيئي في المنطقة. وعاينت جريدة طنجة 24 الإلكترونية، عمليات متكررة لإفراغ مخلفات البناء ومختلف الأشغال التي تتم في إطار مشاريع خاصة في مناطق مجاورة، في جنبات هذه البحيرة، مع توسيع مستمر يبدو متعمدا لنطاق إفراغ هذه الردم. وتحوم شكوك قوية حول تورط أطراف مرتبطة بأطماع لوبيات تسعى إلى الاستحواذ على هذا الصرح الطبيعي بهدف تحويله إلى منطقة لإقامة مشاريع عقارية على حساب هذه الثروة البيئية. وتحذر مصادر مطلعة بجماعة اكزناية التي تقع هذه البحيرة في دائرة نفوذها الترابي، من أن عمليات الردم الممنهجة لهذه البحيرة، تأتي كخطوات استباقية لاعتماد تصميم التهيئة الخاص بالجماعة بهدف إدراج هذه المنطقة كمجال صالح للبناء. واعتبرت ذات المصادر، أن عمليات الردم المتواصلة التي تجري امام اعين الجهات المختصة في السلطات المحلية ، ترقى إلى خانة جريمة بيئية مكتملة الأركان، مشيرة إلى أن هذا "التكالب الخطير" و"المتسارع" على هذا الصرح الطبيعي يمثل امتحانا حقيقيا للسلطات الولائية ممثلة في والي الجهة يونس التازي، بصفته عاملا بعمالة طنجةأصيلة. والمثير في الأمر، تشير مصادر موثوقة، أن عمليات البيع قد انطلقت مبكرا قبل انتهاء مراحل الجريمة، حيث يوجد داخل المحيط إعلانات عن وجود أرض للبيع، ليست إلا تلك الأراضي التي يتم طمرها، بل هناك أطراف كانت سباقة إلى احتلال المواقع وإقامة مشاريع صغرى فوقها تمهيدا لترسيم تملكها بالطرق المعروفة، ثم تحفيظها من أجل البيع. وتعتبر بحيرة "سيدي قاسم" الممتدة على عشرات الهكتارات، من المناطق الرطبة النادرة التي عُرفت منذ القدم كمحطة لاستقبال الطيور المهاجرة، لما تتمتع به من جمالية وخضرة دائمة ومياه ضحلة غنية بالطحالب والمواد الطبيعية التي تتغذى عليها الطيور. وتقع البحيرة، في سهل منطقة "الحجريين"، وفي أسفل هضبة ضريح سيدي قاسم المطل على الشاطئ الذي كان إلى عهد قريب، يشهد إقبالا منقطع النظير خلال الموسم الصيفي بسبب جمالية شاطئه الغني بالرمال الدافئة التي كانت تستعمل كمستحم للمرضى بداء الروماتيزم . كما كان الضريح يشهد سنويا تنظيم حفل افتتاح الموسم الصيفي الذي كان يعرف إقبالا كثيفا للزوار.