– المختار الخمليشي – كاميرا: ياسين العشيري قريبا ستجد الطيور المهاجرة من وإلى اوروبا مرورا عبر المغرب، نفسها مجبرة على تغيير وجهتها من منطقة سيدي قاسم، بعد أن تكون عمليات طمر البحيرة العملاقة الموجودة هناك قد تمت بشكل كامل، بحيث لن تعود صالحة كمحطة استراحة قبل مواصلة الرحلة نحو وجهتها. "ضاية سيدي قاسم" الواقعة على بعد أمتار قليلة من شاطئ سيدي قاسم بمنطقة "الجبيلات" غرب مدينة طنجة، والتي كانت إلى وقت قريب تستقطب أنواعا نادرة من الطيور المهاجرة بفضل منظرها الطبيعي الساحر المتمثل أساسا في بحيرتها العملاقة، والتي أوشكت على الاضمحلال بفعل الأشغال المتواصلة على قدم وساق من اجل تحويل المنطقة إلى منطقة سياحية بالرغم من أن تصميم التهيئة هناك لا يسمح بالبناء. سكان المنطقة متذمرون للغاية من سلوك "المتآمرين" على منطقتهم الذين قاموا بابتزاز العديد منهم ودفعهم للرحيل عن المنطقة من أجل تركها "فريسة سهلة لوحوش العقار". وهو ما يعبر عنه السيد "قاسم" الذي يمتلك مقهى مطل على شاطئ الجبيلات المعروف، ويؤكد أن عدد زبناء مشروعه التجاري قد تراجع عدة مرات منذ بداية أشغال ردم البحيرة، بسبب تضايقهم من رائحة المياه العادمة التي أصبحت تجري بالقرب من محله بعد تم خنق المجاري المخصصة لذلك، "إنه سلوك متعمد للضغط علينا من أجل إخلاء المنطقة"، يقول قاسم ثم يضيف " لكن يعز علينا مغادرة هذا المكان الذي تربينا وترعرعنا فيه وليس لدينا مكان آخر نذهب إليه. وتعتبر منطقة "ضاية سيدي قاسم"، من أهم المعالم الطبيعية التي يقصدها سكان مدينة طنجة والمدن المجاورة للتنفيس والاستجمام. وتقع في سهل منطقة الحجريين، وفي أسفل هضبة ضريح سيدي قاسم المطل على الشاطئ الذي كان إلى عهد قريب، يشهد إقبالا منقطع النظير خلال الموسم الصيفي بسبب جمالية شاطئه الغني بالرمال الدافئة التي كانت تستعمل كمستحم للمرضى بداء الروماتيزم . كما كان الضريح يشهد سنويا تنظيم حفل افتتاح الموسم الصيفي الذي كان يعرف إقبالا كثيفا للزوار.