جدد الإعلان عن تسجيل ارتفاع في عدد الوفيات بسبب فيروس أنفلونزا الطيور من الفئة القاتلة "إتش 5 إن 1" بعدد من الدول، المخاوف من احتمال أن يخيم شبح هذا الوباء على المغرب،الذي يعرف توافد أعداد كبيرة من الطيور المهاجرة، ما دفع السلطات المختصة إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات الوقائية في 43 منطقة رطبة. وكشف محمد الريبي، رئيس قسم المنتزهات والمحميات الطبيعية بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، أن الأجهزة المكلفة بالمراقبة أخذت عينات 35 طائرا من أربعة أصناف بهدف تحليلها، مشيرا إلى أن جميع الفحوصات، التي خضعت لها بمديرية تربية المواشي التابعة لوزارة الفلاحة والتنمية القروية والصيد البحري، أظهرت خلوها من هذا الوباء القاتل. وقال محمد الريبي، في تصريح ل "المغربية"، إن "هذه العينات أخذت في بداية موسم الهجرة، أي في بداية شهر دجنبر الماضي"، مضيفا أن "فحوصات أخرى ستجرى في الأيام القليلة المقبلة تخص فصل الشتاء، في حين ستؤخذ عينات أخرى عند انطلاق موسم الهجرة الربيعية". وأبرز رئيس قسم المنتزهات والمحميات الطبيعية أن الإجراءات الوقائية المتخذة لم يطرأ عليها أي تغيير، باستثناء الاستعانة بخدمات طبيب بيطري، إذ أنه يقوم بخرجات إلى عين المكان ليعمل على تأطير التقنيين التابعين للمندوبية، مؤكدا أن "كل المؤشرات تؤكد خلو المغرب من أنفلونزا الطيور". وتعززت شبكة المراقبين، في 40 منطقة رطبة، على مراحل، بحوالي 100 إطار، مع تمكينهم من مختلف الوسائل والمعدات اللوجيستية الخاصة بعملية الرصد والتتبع، خاصة ما يتعلق بالمناظير، مشيرا إلى أن الإجراءات الاحترازية، المبرمجة في إطار الاستراتيجية الوطنية لمواجهة المرض، هي نفسها تلك المعتمدة خلال السنة الماضية. ورغم التهديد الكبير للطيور، التي تعد بحوالي 400 ألف طائر، وتتخذ من المملكة محطة لها في طريقها نحو دول إفريقيا جنوب الصحراء، أو تستقر في المغرب، فإن مسؤول بالمندوبية كشف، ل "المغربية" في وقت سابق، أن "الخطر الأساسي يأتي من الحيوانات الداجنة"، مبرزا أن "الدراسات الإيبيديمولوجية أثبتت أن الطيور المهاجرة بريئة من ظهور المرض". وكان المغرب، بعد محطة التداريب على عمليات التدخل الميدانية لمواجهة بؤر مفترضة مصابة بالداء، دخل مرحلة عملية بوضع شبكة لمراقبة الطيور المهاجرة، موزعة على 40 منطقة رطبة، معروفة بالتجمعات الكبيرة لهذه الطيور، تعزز الإجراءات المتخذة، والرامية إلى مراقبة صحة الطيور المهاجرة، والتجارة الدولية للطيور، وصحة الدواجن في الضيعات ولدى الخواص، وكذا نقط الدخول إلى المغرب برا وبحرا وجوا. وتتوزع هذه الشبكة على مستنقعات اللوكوس السفلى، والمرجة الزرقاء (مولاي بوسلهام)، وضاية سيدي بوغابة (المهدية)، والبحيرات الشاطئية لسيدي موسى (الوليدية)، ومصبي وادي سوس وماسة، والبحيرة الشاطئية لخنيفيس (طرفاية)، وخليج الداخلة، باعتبارها مناطق تستقطب أعدادا هائلة من الطيور المهاجرة.