انفلونزا الطيور المعروفة ايضا بانفلونزا الدجاج او طاعون الطيور كشفت للمرة الاولى في 1878 في ايطاليا كمرض خطير يصيب الدجاج. يمكن ان يظهر المرض باشكال غير خطيرة لدى الطيور تقتصر اعراضه على تشعث الريش او مشكلات في التطريق (فترة بيض الطيور)، او اشكال مرضية خطيرة مثل "ايبولا الدجاج" (حمى نزفية) تفتك بالطيور في اقل من ثماني واربعين ساعة، على ما ذكرت منظمة الصحة العالمية في تقرير اصدرته في كانون الثاني/يناير الماضي. ومنذ 1959 العام الذي اكتشف فيه في اسكتلندا اول حالة مرضية خطيرة لانفلونزا الطيور، ناجمة عن فيروس "اتش5-ان1"، ظهرت حالات انفلونزا الطيور حوالي عشرين مرة في العالم، منها سبع حالات فقط ادت الى انتشار واسع في مزارع عديدة، ومرة فقط امتد الى بلدان اخرى بحسب منظمة الصحة العالمية. ويمكن لفيروسات مختلفة من فئة "ايه" المتفرعة عن "اتش5" او "اتش7" ان تكون السبب، من بينها فيروس "اتش5-ان1" الذي كان وراء ظهور اول حالات بشرية قاتلة في هونغ كونغ في العام 1997 (18 اصابة منها 6 قاتلة). واضافت منظمة الصحة العالمية في تقريرها الرامي الى تقييم خطر انتشار وباء عام لانفلونزا الطيور بين البشر في السنوات المقبلة، "ان الاصابات البشرية بفيروسات انفلونزا الطيور نادرة للغاية تاريخيا، ومعظم هذه الفيروسات لم تؤد الا الى حالات مرضية غير خطيرة لدى الانسان تظهر اعراضها غالبا بشكل التهابات يتبعها شفاء تام". وهكذا فقد ادى فيروس "اتش7ان7" في ربيع 2003 الى وفاة طبيب بيطري وعشرات الاصابات البشرية بالتهابات غير خطيرة في هولندا. وفي شباط/فبراير 2003 عاود فيروس "اتش5ان1" الظهور في هونغ كونغ وانتشر في الاشهر التالية الى كوريا وفيتنام وتايلاند وبلدان اخرى في جنوب شرق آسيا وادى الى تسجيل نسبة نفوق مرتفعة بين الطيور الداجنة. ولفتت منظمة الصحة العالمية الى ان انفلونزا الطيور "لم تؤد مطلقا في السابق الى انتشار متزامن يشمل هذا العدد الكبير من البلدان" مشددة في الوقت نفسه على خطورة هذا الامر الذي سيكون وقعه كارثيا على الزراعة في البلدان المعنية وعلى المخاطر المحتملة بان يتحول "اتش5ان1" يوما الى وباء عام ينتشر بين البشر. فالوباء لم يصب الانسان حتى الان الا هامشيا: 117 اصابة بشرية على الاقل، 60 منها قاتلة، منذ نهاية العام 2003. لكن الفيروس "اتش5ان1" الذي يعتبر خطيرا جدا بالنسبة للطيور قد ينتقل ايضا عبر بط المزارع بدون ان تظهر عليها اعراض المرض كما حذرت منظمة الصحة موضحة ان المزارعين سيلقون في هذه الحالة صعوبة في حماية انفسهم من اي اصابة ممكنة.