حذرت منظمة الصحة العالمية من انتشار فيروس إنفلوانزا الطيور وتهديده لحياة الإنسان على نطاق واسع، لكنها قالت إن الخطر الأكبر لا يزال يكمن في آسيا. واعتبرت المنظمة أن ظهور الفيروس في أوروبا يعقد الأزمة ويكشف عن صعوبة المواجهة. في غضون ذلك أعلن في اليونان عن بدء فحوصات واختبارات مكثفة للتأكد من تسجيل أول حالة إصابة بالفيروس يعتقد أنها انتقلت من تركيا.من جهة أخرى بدأ وفد يمثل الاتحاد الأوروبي مباحثات في تركيا قبل يومين لبحث مساعدة أنقرة على مواجهة إنفلوانزا الطيور التي بدأت تنتشر بشكل واسع غربي البلاد. وقد أعلنت تركيا في وقت سابق أن نحو ألف دجاجة نفقت بالقرب من الحدود مع إيران مصدرها من غربي البلاد حيث اكتشفت حالات من الإصابة بإنفلونزا الطيور. جاء ذلك في وقت أكد فيه مسؤولون أتراك أن خطر العدوى من الطيور بالنسبة للبشر قد زال مع انتهاء فترة الحضانة لفيروس إنفلونزا الطيور. وحددت السلطات الفيروس في تركيا على أنه من سلالة إتش 5 إن 1 وهو الفيروس نفسه الذي قتل أكثر من 60 شخصا في آسيا منذ عام ,2003 وأجبر السلطات على التخلص من ملايين الطيور. وكانت مخاوف من انتشار المرض في أوروبا قد ظهرت بقوة مع إعلان رومانيا عن أن الفيروس الذي تم رصده في البلاد هو فيروس إتش 5 إن 1 الخطير الذي قتل 60 شخصا في آسيا. يشار في هذا الصدد إلى أن فريقا من الخبراء بالاتحاد الأوروبي يقوم في الوقت نفسه بزيارة بلغاريا ورومانيا لبحث التنسيق ومنع انتشار الفيروس. وفي مصر أقامت وزارة الزراعة 27 مركز رصد على طول الحدود لجمع معلومات حول ما إذا كانت الطيور المهاجرة مصابة بفيروس إنفلوانزا الطيور أم لا. وقال مسؤول بوزارة الزراعة إن مراكز الرصد كانت قائمة بالفعل لمراقبة الحيوانات، مشيرا إلى أنه يستبعد أن تكون هناك طيور مصابة في مصر. وقد أكدت السلطات المصرية الأسبوع الماضي أنها حظرت استيراد الطيور من كل دول العالم وقررت إلغاء موسم الصيد البري هذا العام. كما أعلنت مصر أنها وضعت في الحجر الصحي 12 ألف ديك رومي وليد تم استيرادها من ألمانيا خشية أن تكون مصابة بإنفلونزا الطيور، ولكنها سمحت بدخولها إلى الأسواق المصرية بعد ان أثبتت التحاليل خلوها من المرض. من جهة أخرى رصد باحثون نسخة من فيروس إتش 5 إن 1 المسبب لإنفلونزا الطيور مقاومة لدواء تاميفلو الذي يعتبر العلاج الرئيس المتوفر حاليا لعلاج المرض ويتم تخزينه في العالم خشية انتشار وبائي. وقال الباحثون الدوليون في مقال نشرته مجلة نايتشر العلمية البريطانية إن هذه النسخة عزلت في فبراير 2005 لدى فتاة فيتنامية في الرابعة عشرة من عمرها. ويشتبه العلماء في أن الفتاة التي شفيت من المرض التقطت العدوى من أخيها وليس من طيور مصابة. ويعتبر دواء تاميفلو قادرا على التخفيف من أعراض المرض ومن مدته وبالتالي من نسبة الوفيات التي قد تنجم عنه إذا ما تم تناوله في اليومين الأولين للإصابة.