كشف رئيس قسم المحميات الطبيعية والمتنزهات بالمندوبية السامية للمياه والغابات أن مصالح هذه الأخيرة تلاحظ قدوم الأسراب الأوائل للطيور المهاجرة، المحتمل أن تنقل وباء إنفلونزا الطيور، للمناطق المغربية في آخر شهر نونبر، حيث تبقى بعضها طيلة شهري دجنبر ويناير، ومع بداية فصل الربيع تشرع في رحلات العودة إلى أوروبا لتقيم أعشاشها هناك في ذلك الفصل وفي فصل الصيف، وأضاف أن بعض الطيور تتخذ بلادنا محطة توقف لمدة أسبوع أو أسبوعين في رحلة ذهابها من أوروبا وإلى أعماق إفريقيا، وكذا في رحلة الإياب، وتقصد هذه الطيور على وجه الخصوص المناطق الرطبة الموجودة في المغرب وعددها 80 منطقة، نصفها تقريباً يقع على الساحلين الأطلسي والمتوسطي، والباقي يوجد في الأطلس المتوسط ومناطق أخرى. وبخصوص مهمة إدارة المياه والغابات المشرفة على المناطق الرطبة، ومنها المحميات الطبيعية، في الوقاية من الإصابة من فيروس انفلونزا الطيور، أوضح محمد الريبي أنها تتجلى حالياً في المراقبة في عين المكان والقبض على الطيور المشتبه في حملها للفيروس لأخذ عينات من دمها وتحليلها، وقال إن هذه العملية الأخيرة ليست من صلاحيات إدارة المياه والغابات. وأضاف أن عدم وجود تربية كثيفة للدواجن بالمغرب قرب المحميات وأماكن حلول الطيور المهاجرة عامل إيجابي يقلل كثيراً من إمكانية احتكاك هذه الأخيرة بالدواجن ونقلها الفيروس إليها كما يقع في الدول الآسيوية المصابة بالداء. وفي حالة الاشتباه في الإصابة تقوم مصالح المياه والغابات بإخطار اللجنة المكلفة بتتبع الحالة الوبائية، التي تقرر الإجراءات الواجب اتخاذها. تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه القارة الأوروبية حالة استنفار وتعبئة لدى مصالحها البيطرية والصحية تحسباً لانتشار الإصابة بالفيروس في بلدانها بعد اكتشافه في تركيا ورومانيا، وأعلنت المفوضية الأوروبية عن إجراءات للحيلولة دون تفشي الداء، طالبة من الحكومات الأوروبية تحديد المناطق الأكثر تعرضاً لخطر تفشي المرض فيها والفصل بين الطيور الداجنة والطيور البرية التي تحمل الفيروس المسبب للمرض. وكان خبراء في الصحة والطب البيطري قد أوصوا بهذه التدابير عقب اجتماع طارئ لهم مباشرة بعد التثبت علمياً أن سلالة (أش.5 أن.1) القاتلة من الفيروس المسبب للإنفلونزا وصلت إلى غرب تركيا وهي على مشارف أوروبا. يشار إلى أن صنف الطيور المائية كالبط والإوز أكثر أصناف الطيور المهاجرة نقلاً لفيروس إنفلونزا الطيور، وهي طيور تقصد المغرب كثيراً بحكم موقعه الجغرافي، حسب المسؤول ذاته، نظراً لمجاورته لقارتي أوروبا وآسيا والامتداد الطويل لساحله الأطلسي، وأضاف أن هذه الطيور التي تقصد بلادنا تعشش في الأصل في أوروبا إلا أنها ترحل إلى دول إفريقية، منها المغرب، في فصل الشتاء بحثا عن الدفء وهروباً من البرد القارس بأوروبا». وتوجد ثلاثة أصناف أخرى من الطيور المهاجرة التي تحل بالمغرب هي: صنف البطيات وصنف طيور المستنقعات التي تقتات بجانب البحيرات، وصنف الطيور البحرية.