ذكر رئيس مصلحة بمديرية الأوبئة في وزارة الصحة ل "التجديد" أن المعلومات التي تقدمها مديرية تربية المواشي بوزارة الفلاحة والمندوبية السامية للمياه والغابات، تشير إلى أن مراقبة الوضع الوبائي في المغرب لم تسجل أي إصابات في صفوف الطيور، سواء الداجنة منها أو المتوحشة، بفيروس أش 5 إل 1 (H5N1) المميت، كما لم ترصد أي حالة إصابة عند البشر. وكانت السنوات الأخيرة قد عرفت تسجيل حالات إصابة بالفيروس في بعض دول آسيا كما انتقل في الأونة الأخيرة إلى دول أخرى كروسيا وكزاخستان ورومانيا... ونبه المصدر ذاته إلى أن المغرب ليس بمنأى عن الخطر، لأنه معبر للعديد من الطيور المهاجرة والتي قد تحمل الفيروس، خصوصاً وأن هذه الطيور تبحث عن المناطق الدافئة، وبالتالي فمنطقة حوض المتوسط ودول جنوب الصحراء بإفريقيا مهددة بانتقال العدوى إليها. ويعزز احتمال تعرض المغرب للخطر ما ذكرته يومية لوموند الفرنسية يوم الأحد نقلاً عن وكالة رويتز للأنباء من أن الوكالة الفرنسية للأمن الصحي للأغذية قد أوصت السلطات الفرنسية في الأيام الماضية بتشديد المراقبة الوبائية لأصناف عديدة من الطيور المهاجرة منها الإوز، وخاصة القادمة من إفريقيا الحاملة للفيروس، والتي تقضي فصل الخريف في المناطق الدافئة، وتتوجه إلى القارة الأوروبية مع حلول فصل الربيع في سنة .2006 وهو ما يعني أن المغرب معني بالأمر في هذا الفصل بذاته فصل الخريف بمراقبة أراضيه ما دام أنه معبر للطيور المهاجرة، والتي ستتخذ بعض مناطقه مستقراً لها إلى حين، ويذكر في هذا الصدد محميات طبيعية كمحمية مولاي بوسلهام وبوغابة في جهة الغرب. وبخصوص أعمال اللجنة الوطنية المكلفة بتتبع الموضوع، أضاف رئيس المصلحة أنه تجري اجتماعات أسبوعية تتفاوت وتيرتها حسب تطورات الوضع، سيما وأنها منكبة على تهيئ برنامج عمل وطني تشارك فيه القطاعات الوزارية المعنية لوضع خطة قابلة للتنفيذ، وهو الآن وصل إلى مراحله النهائية وتتلخص أهمية الخطة في أن يتوفر المغرب في كل مرحلة من مراحل خطورة الفيروس، وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية، على الإجراءات الضرورية لمواجهتها حتى لا ننتقل إلى درجة أخطر. وذكر محمد باكوري، وهو عضو في الجمعية الوطنية لبياطرة المغرب، ل>التجديد< أنه لا توجد في المغرب ظروف مواتية لظهور وانتشار وباء انفلونزا الطيور وعلى رأسها تربية البط بشكل كثيف، فلا بد يضيف باكوري أن يصيب المرض هذا الطائر أولاً ثم ينتقل بعدها إلى دواجن كالدجاج، وأظن أن الاحتياطات المتخذة في المغرب مهمة وتدعو إلى الاطمئنان. مضيفاً أن الطيور المهاجرة الحاملة للفيروس تنقل العدوى عند حلولها بمكان ما واتصالها بطيور الإوز، شريطة أن يتم الأمر على مقربة من مكان تربى فيه الدواجن بشكل كثيف، وآنذاك تتوفر إمكانية تغير مكونات الفيروس ويصبح قاتلاً. وصرح باكوري إن أفراداً من الجمعية، يعملون أساتذة في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، هم أعضاء في لجنة مراقبة الوباء ويشاركون في أشغالها بغرض تقييم خطر هذا الوباء في الخارج وانعكاسه على الأوضاع الداخلية أو ما يسمى المراقبة الجوائحية، برصد الخطر ومكامنه ونوعية الوباء وكيفية انتشاره... تجدر الإشارة أن فيروس انفلونزا الطيور يخرج من جسم الطيور مع فضلاتهم، والتي تتحول إلى مسحوق ينقله الهواء، وتتشابه أعراض الفيروس مع العديد من أنواع الأنفلونزا الأخرى؛ إذ يصاب الإنسان بالحمى واحتقان في الحلق والسعال، كما يمكن للأعراض أن تتطور لتصل إلى التهابات ورمد في العين، وقد كانت أول حالة إصابة بين البشر قد ظهرت في هونج كونج في العام .1997 تأتي هذه التطورات في ظل وضع عالمي أشبه بإعلان حالة طوارئ في عدد من بقاع المعمور تحسباً ووقاية من اتساع رقعة الفيروس وانتقاله إلى دول أخرى، انطلاقاً من الدول المصابة به كأندونيسيا وتركيا ورومانيا التي سجلت فيها حالات إصابة في صفوف الطيور وهلاك عدد منها، والاشتباه في انتقاله إلى البشر، ففي أندونيسيا التي أعلنت سابقاً عن وفاة سبعة أشخاص فيها بمرض أنفلونزا الطيور، ذكر أن مواطناً توفي بأحد مستشفياتها أول أمس الاثنين بعدما كان يعاني من أعراض مماثلة لأعراض المرض ويشتبه أن يكون قد أصابه الفيروس. وقد فرضت بعض الدول كأوكرانيا حظراً شاملاً على واردات الدواجن القادمة من رومانيا وتركيا بسبب تسجيل الإصابة بالفيروس فيهما، ولمواجهة هذا الخطر العالمي عقد يومي الخميس والجمعة الماضيين مؤتمر دولي بواشنطن لوضع استراتيجية عاجلة لمنع انتشار وباء انفلونزا الطيور، كما ستحتضن أستراليا مؤتمراً إقليمياً في آخر الشهر الجاري للسيطرة على الوباء، وسيشارك فيه مسؤولو إدارات الصحة والكوارث في 21 دولة في المنطقة، إضافة إلى خبراء الصحة والأمراض في الدول الأعضاء بمجلس التعاون الاقتصادي لآسيا والهادي والباسفيك.