تجري أشغال على قدر كبير من الخطورة حاليا في منطقة «أشقار»، حيث تقوم شاحنات بملء بحيرة طبيعية بالأتربة من أجل تحويلها إلى تجزئة سكنية. وتفرغ عشرات الشاحنات أطنانا من الأتربة في البحيرة الطبيعية الموجودة على مقربة من شاطئ سيدي قاسم، في ما تم وضع لوحات عليها أرقام هاتفية تشير إلى أن المنطقة ستتحول إلى تجزئة سكنية للبيع. ووفق ما يقوله سكان من المنطقة، فإن هذه الشاحنات تواصل العمل ليل نهار من أجل فرض الأمر الواقع وتحويل البحيرة إلى تجزئة، وهو ما لم تقم السلطات والجماعات المنتخبة بأي رد فعل تجاهه حتى الآن. وكانت تلك البحيرة تحولت في السنوات الأخيرة إلى ملاذ طبيعي لكثير من أصناف الطيور والحيوانات الأخرى، وهو ما كانت تفتقر إليه طنجة، غير أن تحولها إلى تجزئة سكنية إضافية سيحرم المدينة من فضاء طبيعي آخر لفائدة من يسميهم السكان «وحوش العقار». وقالت مصادر مطلعة ل»المساء» إن جانب الخطورة فيما يجري حاليا لا يتعلق فقط بتحويل منطقة طبيعية إلى تجزئة سكنية، بل لأن تلك التجزئة السكنية إذا ما تم إنجازها، فإنها ستكون معرضة باستمرار لمخاطر الفيضانات، خصوصا وأنها لا تتوفر على أية أودية لتصريف مياه الأمطار، كما أن موقعها جعلها في شبه مستنقع وغير صالحة بتاتا للسكن. وقال سكان من المنطقة إن خواصا بسطاء يملكون فقط جزءا صغيرا من الأرض المجاورة للبحيرة، وأن أجزاء كبيرة أخرى «استولت عليها»، حسب تعبيرها، جهات نافذة، وهي التي تقوم بملئها بالأتربة من أجل بيعها. وكان سكان تجزئات في تلك المنطقة، خصوصا تلك الموجودة في الطريق الفرعية بين أشقار والمنطقة الصناعية اكْزناية، تلقوا وعودا من قبل بأنهم سيعيشون على مقربة من بحيرة طبيعية يوجد بها مختلف أنواع الطيور، غير أن هذه البحيرة هي التي تتحول اليوم بدورها إلى تجزئة إضافية، وتحمل معها مخاطر كبيرة، خصوصا وأن الأتربة وصلت إلى بعض الأودية وتهدد بإغلاقها، وبالتالي تعرض أجزاء واسعة من المنطقة لأخطار كبيرة في موسم الفيضانات، وهي فيضانات أصبحت تعيشها طنجة بشكل غير مسبوق حدة وخطورة.