انهارت أطراف من الطريق الرئيسي الساحلي الرابط بين طنجة وسبتة وتطوان، عبر ميناء طنجة المتوسطي، وذلك بعد الأمطار الغزيرة التي عرفتها المنطقة خلال الأسابيع الماضية. وتعرضت أجزاء من الطريق، الذي تم توسيعه وتجديده قبل حوالي سنتين فقط، على الرغم من المبالغ المالية الكبيرة المعتمدة في إنجازه. وتعرض هذا الطريق لأضرار بالغة في عدة مناطق، حيث لوحظ تآكل أجزاء منه وانهيار التربة، غير أن الحالة الأكثر خطورة هي تساقط قطع ضخمة من الصخور على الطريق، والتي أدت إلى قطع حركة المرور بشكل شبه كامل. وسقطت صخور ضخمة من الجبال القريبة من الطريق، فيما أصبحت عددا من المنازل والقرى مهددة بدورها بالانهيار جاء هذه الانهيارات. ويقول عدد من سكان المنطقة، خصوصا في قريتي «الدشيشة» و«البيوت»، إنه خلال عملية توسيع الطريق تم التخلص من السواتر الإسمنتية التي تحمي من الانهيارات، وبعد إتمام عملية التوسعة لم يتم إعادة بناء هذه الجدران الواقية، مما جعل المنطقة معرضة للانهيارات الأرضية في أي وقت. ويضيف السكان أنه في كل مرة يحدث انهيار، تأتي الجرافات وتقتلع المزيد من الأتربة على حواشي الطريق من دون إقامة سواتر إسمنتية، مما يعرضها لمزيد من الأخطار. ويحظى هذا الطريق بأهمية كبيرة بالموازاة مع الطريق السيارة الرابط بين الميناء المتوسطي والطريق السيار الرئيس طنجة – الرباط. ويربط الطريق الساحلي بين طنجة والميناء المتوسطي، وتعبره آلاف السيارات والشاحنات يوميا، بينها مئات الشاحنات العملاقة التي تحمل أطنانا من الحجارة الخاصة بإنشاء عدد من الموانئ في المنطقة، وهي شاحنات ساهمت بشكل كبير في تردي حال هذه الطريق. وبدا لافتا أن يتعرض هذه الطريق، البالغ طوله حوالي 60 كيلومترا، لهذه الأضرار البالغة في وقت تعرض رصيف ميناء القاعدة العسكرية قرب القصر الصغير إلى أضرار بالغة، وهي أضرار نسبت مسؤوليتها للتيارات البحرية القوية في المنطقة بسبب هبوب رياح عاصفة. كما تعرضت عشرات المنازل في منطقة دار فوال إلى انهيارات كلية أو جزئية بعد انهيارات أرضية وهو ما عرض سكانها للتشرد في أجواء بالغة القساوة. وتعرض جزء من الطريق بين وادليان والديكي لأضرار بالغة بعد حدوث تشققات داخله وأصبح يشكل خطرا حقيقيا على السيارات. وتطرح هذه الانهيارات مجموعة من التساؤلات حول طبيعة بناء مشاريع مرتبطة بالميناء المتوسطي، بالإضافة إلى طبيعة البنية الأرضية في المنطقة، والتي توصف بهشاشتها وتعرضها لتغيرات جيولوجية، مما يعني أن الأمطار والأحوال الجوية ليست وحدها المسؤولة عما يجري.