أدت الأمطار الغزيرة التي بدأت بالهطول على طنجة وضواحيها منذ الساعات الأولى لصباح أمس، إلى شلل كامل في عدد من الطرقات الرئيسية، وتوقفت حركة المرور في أرجاء واسعة من المدينة، وغرقت عشرات السيارات وتعطل الكثير منها، فيما كان الناس يسيرون وسط المياه التي تجري في الشوارع كأنهم يسيرون وسط أنهار. وتوقفت، صباح أمس، الحركة الملاحية للطيران بشكل كبير، حيث ألغت عدد من شركات الطيران رحلاتها نحو مطار ابن بطوطة بطنجة. وقال مصدر من المطار إنه لم تأت أية طائرة إلى طنجة صباح الاثنين، وإن شركات الطيران التي تنشط بين إسبانيا والمغرب، أعلنت عن إلغاء جميع رحلاتها بسبب سوء الأحوال الجوية. وأضاف أن الطائرات التي كانت موجودة بمطار طنجة استطاعت المغادرة، فيما لم يتم تسجيل أي تسرب للمياه فوق العادة نحو مدرج المطار. وتم تسجيل هطول أزيد من 30 ملمترا على منطقة المطار منذ السادسة صباحا من صباح أمس، فيما عرفت منطقة الميناء هطول أزيد من 60 ملمترا من الصباح وحتى حوالي منتصف النهار. كما غمرت المياه السكة الحديدية، وغمرت أيضا الطرق الموصلة نحو الميناء، فيما انجرفت الأتربة على أجزاء من الطريق الرئيسية بين طنجة وباقي المدن المغربية، مما جعل حركة السفر صباح أمس غاية في الصعوبة. وفي ميناء طنجة توقفت كليا حركة السفر البحري عبر السفن السريعة، فيما ظلت عدد من السفن الكبرى تنقل المسافرين عبر ضفتي مضيق جبل طارق على الرغم من سوء كبير في أحوال الطقس. ومنذ أن بدأت الأمطار في التهاطل بغزارة تجمعت المياه في عدد من المناطق الحساسة بالنسبة إلى نقاط المرور، وعلى الأخص ملتقيات الطرق مثل ملتقى 20 غشت بالسواني وملتقى «رياض تطوان» في الطريق المؤدية إلى تطوان، وساحة المدينة التي تربط بين عدد من أحياء طنجة، وشارع مولاي عبد العزيز الذي عادة ما تؤدي فيه الأمطار إلى شلل كامل لحركة المرور وغرق سيارات ومحاصرة التلاميذ داخل المدارس. وقال مصدر من مصلحة الوقاية المدنية ل»المساء» إنه لم يسجل وجود ضحايا غرق صباح أمس، غير أن هناك طرقا عديدة مغلقة بسبب المياه. ولوحظ وجود تجهيزات وقائية وسيارات إسعاف كثيرة في المنطقة الصناعية مغوغة، والتي كانت في «الخميس الأسود» للعام الماضي على وشك كارثة غير مسبوقة بسبب الفيضانات، فيما قال مصدر من جمعية أصحاب المصانع إن الوضع «تحت السيطرة» حاليا، لكن لا يمكن التنبؤ بما سيحصل في حال استمرار هطول الأمطار، وهو ما دفع عددا مهما من المصانع إلى تسريح العمال.