أثار اختفاء مواطن مغربي وزوجته الألمانية قلقا واسعا بعد انقطاع الاتصال بهما منذ مساء الجمعة الماضي، أثناء قيامهما برحلة سياحية بين جبال أمسمرير بإقليم تنغير وزاوية أحنصال بإقليمأزيلال. وكان رشيد حرشاوي وزوجته في رحلة استكشافية للمنطقة المعروفة بتضاريسها الوعرة وجمالها الطبيعي الخلاب إلا أنهما لم يصلا إلى وجهتهما المحددة، ما أثار مخاوف عائلتيهما وأصدقائهما، خاصة أنهما حجزا ليل الجمعة مأوى للمبيت في إقليمأزيلال، لكنهما لم يصلا إليه. وفور تلقي بلاغ الاختفاء باشرت عناصر الدرك الملكي والسلطات المحلية، مدعومة بأصدقاء المفقودين، عمليات تمشيط واسعة في المنطقة، شملت الطرق الجبلية والوديان المحيطة، إلا أن الظروف الجوية الصعبة والتساقطات الثلجية والمطرية الكثيفة زادت من تعقيد المهمة. ونظرا لصعوبة التضاريس واتساع رقعة البحث طالب أصدقاء للمفقودين بتسخير مروحيات لتمشيط المنطقة بشكل أكثر فعالية، خاصة مع احتمال تعرضهما لحادث سير وسقوط سيارتهما في أحد المنحدرات الشاهقة، مؤكدين أن عملية البحث التي عرفتها المنطقة اليوم لم تسفر عن أي نتيجة إيجابية. وفي تصريح رسمي أكد مصدر مسؤول من السلطات المحلية أن "عمليات البحث جارية على قدم وساق"، مضيفا: "نحن نبذل قصارى جهدنا للعثور على المفقودين. نقدر قلق العائلات والأصدقاء، ونؤكد لهم أننا لن ندخر أي جهد في سبيل الوصول إليهما"، مشيرا إلى أن عامل الإقليم يتابع القضية عن كثب مع السلطات المركزية. وأضاف المسؤول ذاته أن هناك مجهودا يبذل في هذا الإطار من أجل العثور على المفوقدين، سواء كانا حيين أو ميتين، مشيرا إلى أن السلطة الإقليمية في شخص العامل أعطت تعليمات صارمة لمواصلة البحث وتسخير كل الإمكانيات البشرية واللوجيستيكية للعثور عليهما. وتتعدد الاحتمالات حول مصير الزوجين، بدءا من تعرضهما لحادث سير، ومرورا بضياعهما في المسالك الجبلية الوعرة، ووصولا إلى تعرضهما لأي طارئ صحي، فيما تركز فرق البحث جهودها على المناطق التي يحتمل أن يكونا عبرا منها، مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف الجوية القاسية التي سادت المنطقة خلال الأيام الماضية. وأثارت هذه الحادثة موجة من التضامن على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد من أصدقاء المفقودين عن تعاطفهم معهما ومع عائلتيهما، داعين إلى تكثيف جهود البحث وتوفير كل الإمكانيات اللازمة للعثور عليهما في أقرب وقت، وملتمسين إرسال تعزيزات أمنية من الدرك الملكي والقوات المساعدة والجيش ومروحيات من أجل ذلك. وأورد مصدر لجريدة هسبريس الإلكترونية أن المختفيين يعيشان في غالب الأوقات بفرنسا، حيث مكان عمل الزوجة التي تحمل الجنسية الألمانية، مشيرا إلى أن سفارتي فرنسا وألمانيا دخلتا على خط هذه القضية، وأخبرتا السلطات المغربية بإمكانية إرسال فرق بحث للمساعدة في العثور على المفوقدين.