اهتز سكان حي "خوصفات" بمدينة طنجة، صباح اليوم السبت، على وقع حادثة انتحار أليمة لسيدة خمسينية، من خلال إلقاء نفسها من نافذة المنزل الذي تقطن فيه. وحسب مصادر من مسرح فإن الهالكة البالغة قيد حياتها من العمر 55 سنة، توفيت مباشرة بعد سقوطها على الأرض. والتحقت عناصر الأمن وعناصر الوقاية المدنية بعين المكان، حيث تم نقل الجثة إلى مستودع الأموات، فيما فتح تحقيق في الحادث. ويدق خبراء اجتماعيون، ناقوس الخطر، من تنامي حوادث الانتحار بهذه الوتيرة المفزعة، التي تعتبر ظواهر غير مألوفة في المجتمع المغربي بصفة عامة وفي مدينة طنجة على وجه الخصوص، مما يستوجب تشخيصا وحلولا لهذه الظاهرة. ويفسر خبراء علم الاجتماع، استفحال حالات الانتحار خلال السنوات الأخيرة، بوجود مجموعة من الاختلالات النفسية والاجتماعية، وتزايد إكراهات الحياة اليومية المادية والاجتماعية، واليأس والإحباط وضعف الكابح الداخلي دينيا أو غيره. ويأتي تنامي حالات الانتحار الناتجة عن العلل النفسية، في الوقت الذي يسجل فيه نقص كبير على مستوى الطاقة الاستيعابية لمستشفيات الطب النفسي، "مثل مستشفى الرازي ببني مكادة، الذي لا يلبي شروط التطبيب وحاجات المرضى في ظل الاكتظاظ وقلة الموارد البشرية" يقول المتحدث. ويدعو مراقبون، السلطات المعنية، تحمّل مسؤولياتها وتوفير أطباء نفسيين في جميع المستشفيات، والتنسيق بين كل المتدخّلين، من سلطات وأهالي المرضى وفعاليات المجتمع المدني.