"طنجة لا تتوقف عن إبهار سكانها قبل زوارها وعشاقها"، هكذا علق أكثر من متتبع على مشهد المظلات الملونة، التي اعتلت صباح اليوم الأحد، واحدا من أشهر الأزقة بوسط المدينة، تزامنا مع احتفالات اليوم العالمي للسعادة، الذي اختار مجموعة طلبة بأحد المعاهد الخاصة، إحياءه بهذه الطريقة. الأمر هنا يتعلق ب"زنقة الجراوي"، الواصلة بين شارع "المكسيك" وشارع "باستور" المقابل لساحة "فارو" (سور المعكازين)، التي ارتدت صباح اليوم الأحد، حلة غير مسبوقة، عندما قام فريق من طلبة يتابعون دراستهم بالمعهد العالي للتدبير والتسيير (خصوصي)، بتعليق مظلات ملونة على شاكلة مدن عالمية جرت عادة سكانها أن يحتفلوا باليوم العالمي للسعادة على هذا النحو، ما يعني أن طنجة ما زالت متشبثة بمحيطها الحضاري العالمي، كما كانت منذ قرون. وتندرج هذه المبادرة، حسب القائمين عليها في إطار مهرجان "السعادة" الذي تم الاشتغال على تنظيمه تزامنا مع هذه الفعالية العالمية، وهي المناسبة التي تتضمن برنامجا فنيا يتضمن فقرات موسيقية وترفيهية، بمساهمة فنانين وفكاهيين شباب. ولم تكشف الجهة المنظمة، ما إذا كان "شارع المظلات"، كما أسماه سكان مدينة طنجة، على حاله الجديدة، أم أن الأمر سينحصر خلال الحيز الزمني المخصص للاحتفال باليوم العالمي للسعادة، دون أن يخفي الملاحظون أن يعمل أصحاب المبادرة على المحافظة على هذا الرونق البهي في هذا الزقاق العتيق، الذي من شأنه أن يعطي نفسا جديدا للطفرة الجمالية التي انتشرت في مدينة "البوغاز"، بفضل مبادرات تزيين أحيائها. انبهار الطنجاويين وغيرهم بروعة هذه الفكرة، تمثلت في عدة مواقف عبر خلالها العديد من المتتبعين من خلال وسائط التواصل الاجتماعي، عن تثمينهم لهذه المبادرة الشبابية الجديدة. "كل تخريب من مسؤولي المدينة تحت يافطة الاصلاح، يقابله شباب طنجة بإبداعات عظيمة بدون خسارة ملايير ضخمة..ألان سيجد سور المعكازين من ينافسه، فعوض أن يقال زرت سور المعكازين سيقال زرت شارع المظلات.."، يقول ناشط دون كلامه على صفحته الشخصية بالفيسبوك من مدينة تطوان. ناشط آخر، أبان عن تفاجئه بشكل كبير من مشهد هذا الصباح ب"زنقة الجراوي"، حيث كتب من خلال نافذته الفيسبوكية "مستوى جديد أرفع وأرقى في تزيين الأحياء بطنجة.. دمتِ أيتها المجنونة.. أنت وأبناؤك المجانين..". واليوم العالمي للسعادة، هو عبارة عن فعالية عالمية يحتفل بها المجتمع الدولي في 20 مارس بعد أن اعتمدت الأممالمتحدة في دورتها السادسة والستين هذا اليوم من كل عام يوما دوليا للسعادة اعترافا بأهمية السعي للسعادة أثناء تحديد أطر السياسة العامة لتحقق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر وتوفير الرفاهية لجميع الشعوب.