– عصام الأحمدي: يفتخر سكان وتجار زنقة "الناصرية"، في قلب المدينة العتيقة لطنجة، برونق وجمالية زقاقهم، الذي بات مميزا عن بقية الأزقة والأحياء، بفضل حملة النظافة والتزيين ، التي انخرط فيها جميع مكونات الحي، منحته رونقا أندلسيا، يثير إعجاب وتقدير العابرين. وبفضل مجهودات فردية وجماعية، تحولت زنقة "الناصرية"، إلى فضاء جذاب يتسم بجاذبية يقل نظيرها حتى في أرقى أحياء مدينة طنجة، بالنظر إلى براعة أصحاب الفكرة في ترتيب ألوان صباغة الجدران والأبواب، المتمثلة في اللونين الأبيض والأزرق، في أفق تأثيث ناصيتي الزقاق بمزهريات وأصص تحتوي نباتات وزهور متنوعة. " الهدف من هذه المبادرة هو إعادة بعض الجمالية للمدينة العتيقة التي افتقدتها بسبب عوامل عديدة"، يقول "يونس الشيخ علي"، تاجر معروف بحي الناصرية، الذي أخذ على عاتقه رفقة بعض جيرانه تدشين مبادرة تزيين الحي. ثم يضيف "المدينة القديمة هي الوجه الحقيقي لمدينة طنجة، وإذا لم نعتني به بالشكل الذي ينبغي فهذا يعني أن لا هوية لنا ولا تاريخ". ويؤكد "يونس الشيخ علي" في دردشة مع صحيفة "طنجة 24" الإلكترونية، أن سكان الحي وتجاره، قد واجهوا مشروع الفكرة منذ البداية بحماس وترحيب كبير، إداراكا منه بما ستضفيه جمالية الحي من جاذبية ورواج. ويضم حي "الناصرية" وسط المدينة القديمة، مجموعة من أشهر المحلات التجارية المتخصصة في مختلف انواع المعروضات الأثرية والعصرية، بشكل يمنحه دينامية اقتصادية وسياحية كبيرة. ويراهن "يونس الشيخ علي"، على مشروعه الثقافي "مقهى لحظات طنجة" الذي سيفتح أبوابه خلال الأيام القليلة، في تثمين هذه الحركية، "فالثقافة عنصر مهم وفاعل في إنجاح أي مشروع تنموي"، يقول "يونس". وتعد مبادرة سكان وتجار ي "الناصرية" بالمدينة القديمة، امتدادا لسلسلة مبادرات أخذت مسمى "الحزام الأزرق"، أطلقها سكان حي "شارع أطلس بمقاطعة السواني وحي "المرابط في مقاطعة مغوغة، من أجل تحسين الفضاء العام لهذه الأحياء، وجعلها نماذج راقية لمبادرات تلقائية، لا تيةؤطرها أي خلف سياسية، بقدر ما هي نابعة من روح التفاني والإخلاص.