: يبدو أن ثقافة الاعتناء بجمالية الحي آخذة في الاتساع شيئا فشيئا، فبعد أحياء شارع أطلس بمقاطعة السواني، قام سكان حومة المرابط بمقاطعة مغوغة، بمبادرة تزيين حيهم من خلال صباغة جدران منازلهم باللونين الأزرق والأبيض، وواجهاتها بأصص لنباتات مختلفة، مما أضفى على الحي رونقا متميزا. وبفضل مجهودات فردية وجماعية، وبعيدا عن أي إطارات جمعوية وما دونها، تحول حي المرابط، إلى فضاء جذاب يتسم بجاذبية يقل نظيرها حتى في أرقى أحياء مدينة طنجة، بالنظر إلى براعة أصحاب الفكرة في ترتيب ألوان صباغة الجدران والأبواب، المتمثلة في اللونين الأبيض والأزرق، الذين أنضاف إليهما لون النباتات الأخضر الجميل وكذا ألوان بعض الزهور المنتقاة بعناية، في قالب جعل من أزقة الحي عبارة عن لوحة فنية تسر الناظرين. وحسب تصريحات لشباب من ساكنة حومة المرابط، فإن الفكرة مستوحاة في الأصل من مبادرة سكان شارع أطلس، التي ذاع صيتها على نطاق واسع واشتهرت باسم "الحزام الأزرق"، في إشارة إلى طغيان اللون الأزرق، "من هنا فكرنا أن نبادر إلى عمل مماثل يمنع لحينا الجمالية التي يستحقها سكانه" يوضح أحد شباب الحي. المتحدثون عبروا عن أملهم أن يحذو جميع سكان مدينة طنجة في هذا المنهاج، ويتم تعميم الفكرة في جميع أحياء المدينة ومناطقها الشعبية منها أو العصرية، لعله يصبح ممكنا أن تستعيد مدينة البوغاز جانبا من بعض جماليتها ورونقها الذي اشتهرت به في السنون والقرون التي خلت. جمالية حي المرابط المكتسبة بفضل هذه مجهودات سكانه وشبابه، جعلت منه فضاء مثاليا لجلسات سمر تجمع أبناء الجيران يتشاركون خلالها الطعام واحتساء الشاي، وهي عادة ستبدو حلاوتها أكثر مع ارتفاع درجات الحرارة، ربما لن يجد معها سكان الحي أي ضرورة للبحث عن فضاءات خضراء تكون مكتظة في هذه الفترة. "ما حك جلدك مثل ظفرك، فتولى أنت جميع أمرك"، مقولة شعرية معروفة، يبدو أن سكان حي المرابط، وقبلهم سكان شارع أطلس، قد أدركوا مغزاها، وبالتالي لم ينتظروا تدخل مسؤول عمومي أو جهة معينة، لأنهم يعلمون كباقي أبناء طنجة، أن مدينتهم كانت دائما مدينة الجمال والنظافة.