لم يتأخر سكان أحياء مختلفة بمقاطعة السواني في التجاوب مع المبادرة التي سابق إليها مجموعة من سكان أزقة بشارع أطلس التي منحت لهذه الأزقة لونا معينا ينسجم بشكل لافت مع ألوان تشتهر بها مدينة طنجة، وهي اللون الأزرق واللون الأبيض. أحياء أخرى في شارع أطلس وحي سبيلة بوعلي، إلى جانب أحياء أخرى في منطقة السواني، اتفقوا بشكل تلقائي بعيدا عن أي اجتماعات أو بروتوكولات، على أن يمنحوا هم أيضا لأزقة أحيائهم رونقا موحدا على غرار مبادرة "أزرق أبيض" التي انطلقت من أزقة أخرى بنفس المنطقة، وإن كانت النسخة الثانية مختلفة عن الأولى من حيث اختيارات السكان. وضع أحجار زينة على جدران المنازل ثم صباغتها باللون الأصفر يشوبه بعض من اللون الأبيض، هو الذوق الذي فضل سكان الأحياء المنخرطة في النسخة الثانية لهذه المبادرة تعميمها على جدران منازلهم، وهو ما أضفى جمالية وسحرا ملحوظا على أزقة هذه الأحياء. "اختيار اللونين الأصفر والأبيض جاء من خلال إدراك مسبق بان ه\ين اللونين هما الذين يناسبان مدينة طنجة"، يتحدث أحد شاب من حي سبيلة بوعلي عن دواعي اختيار اللونين المذكورين، ثم يضيف مستطردا " لا ننسى أن طنجة كانت مرشحة لكي تتلون بهذين اللونين لولا توقف المسؤولين في حث الساكنة على صباغة منازلها بعد فشل مشروعهم في الترشح للمعرض الدولي الذي كان مقررا هذه السنة". قد تختلف الآراء حول اللون الذي تمييز كل حي به في المدينة، لكن ما لا يختلف حوله هو أن مدينة طنجة محتاجة للمزيد من هذه المبادرات التي تشيع روح التعاون والانسجام بين السكان في زمن يقال عنه إنه زمن "الأنانية المفرطة".