– زكرياء العشيري: لم يخلف سكان أحياء بعينها في مدينة طنجة، صباح اليوم السبت، موعدهم مع احتفالات عيد الفطر المبارك، بطرق خاصة، اعتادوا على تنظيمها كل سنة، منها ما اتخذ أشكالا عفوية، ومنها ما جاء طبقا لتخطيط وتنظيم مسبق. وبرزت مشاهد الفرح والسرور وتبادل التهاني والتبريكات، بشكل لافت منذ اللحظات الأولى لعودة المصلين من المساجد والمصليات، بعد أدائهم لشعائر العيد المبارك، قبل الالتحاق بمنازلهم لتناول أول وجبة فطور رفقة أهاليهم، وهي وجبة تتألف غالبا من الشاي المنعنع والحلويات المغربية التقليدية والفطائر. وفي أكثر من حي بالمدينة، اختار السكان تنظيم احتفالات جماعية، ابتدأت باستقبال المصلين، من طرف نساء وأطفال الحي، حاملين أطباق الحلويات، في لوحة احتفالية أكثر ما ميزها وأضفى عليها جمالية كبيرة، هو طابعها العفوي والمشاركة المكثفة من لدن أعداد كبيرة من الساكنة، مثلما كان الأمر في حي "مبروكة" وحي "أرض الدولة" وأحياء أخرى. تبادل التهاني والتبريكات والعناق بين الجيران والأصدقاء، مشاهد أخرى أثثت هذه اللوحة الاحتفالية، في محاولة لإعادة الاعتبار لمعاني الجوار والأخوة التي تكاد تنعدم بين السكان بشكل شبه كلي طوال أيام السنة بسبب انغماس الجميع في روتينيات الحياة اليومية، في عصر طغت عليه المادية والمصالح المحدودة والضيقة. رويدا رويدا، بدأ نطاق الاحتفالات يتسع، وامتلأت الشوارع والساحات العمومية بالناس القاصدين وجهات مختلفة مترجلين أو راكبين، فالعيد مناسبة للم الشمل وصلة الأرحام، لذلك المسافات لا تحول بين وإن طالت بين الأقرباء لزيارة ذويهم، إذ تتضاعف طاقة وسائل النقل الاستيعابية خلال أيام العيد لتمكين الأسر من ممارسة شعائر العيد السعيد، التي تعتبر تتويجا لشهر من الطاعات والعبادات. بدأت الحياة في العودة إلى طبيعتها تدريجيا في شوارع طنجة، المقاهي فتحت أبوابها لزبنائها المعتادين على مدى شهور السنة، بعد أن ظلت تقتصر على تقديم خدماتها في فترة ما بعد المغرب طوال شهر رمضان، الساحات العمومية والفضاءات الخضراء، ترفل بحركات الأطفال وهم يلهون بألعاب وبالونات هوائية فرحين بهذه المناسبة، التي يتم تخليدها في صور تذكارية تؤرخ لهذه اللحظة السعيدة.