توقفنا في الحلقة الماضية (الجزء الأول)عند الأسئلة التي طرحها القس على أبي اليزيد البسطامي الذي انبرى للإجابة عن كل سؤال بالدليل الشرعي القاطع. أما بخصوص السؤال الأول المتعلق بالأول الذي لا ثاني له، أجاب أبو اليزيد البسطامي:" اقرأ قوله تعالى :قل هو الله أحد الله الصمد....." أما الاثنان التي لا ثالث لها، قال أبو اليزيد اقرأ قوله تعالى :"وجعلنا الليل والنهار آيتين". أما الثلاثة التي رابع لها ، فهي أعذار موسى مع الخضر خرق السفينة وقتل الغلام وبنى الجدار. أما الأربعة التي لا خامس لها، فهي أربعة كتب سماوية مقدسة وهي: التوراة والزبر والإنجيل والقرآن الكريم. أما الخمسة التي لا سادس لها، فهي خمس صلوات فرضهن الله في اليوم والليلة. أما الستة التي لا سابع لها، فهي الأيام الستة التي خلق الله فيها السماوات والأرض قال تعالى :"ولقد خلقنا السماوات والأرض في ستة أيام وما مسنا من لغوب" . هنا عقب القس قائلا: "لماذا ختم الله الآية بقوله" وما مسنا من لغوب"؟ واللغوب هو التعب والنصب والإرهاق. رد أبو اليزيد قائلا :لأن اليهود زعمت أن الله لما خلق السماوات والأرض تعب واستراح يوم السبت فرد الله قائلا "وما مسنا من لغوب ". أما السبعة التي لا ثامن لها، فاقرأ قوله تعالى: "الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمان من تفاوت.". أما الثمانية التي لا تاسع لها فاقرأ قوله تعالى": ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية"، أي حملة العرش. أما التسعة التي لا عاشر لها، فهي معجزات موسى (الضفادع والقمل والجراد والدم والطور واليد والعصا والسنون والطور).."آيات مفصلات". أما العشرة التي لا أحد عشر لها، فمصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف" "والله يضاعف لمن يشاء". أما الأحد عشر التي لا ثاني عشر لها ،فاقرأ قوله تعالى:"إني رأيت أحد عشر كوكبا". أما الاثنا عشر التي لا ثالث عشر لها، فاقرأ قوله تعالى:"وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا". أما الثلاث عشرة التي لا رابع عشرة لها ،فاقرأ قوله تعالى": إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين" أي سجد ليوسف بعد أن اعتلى عرش مصر أحد عشر كوكبا وأمه وأبوه. أما المخلوقات التي خلقها الله وليس لها أب ولا أم، فهي الملائكة (وهي مخلوقات نورانية تتكاثر بالكاف والنون ، ولا تتناسل، ولا تأكل ولا تشرب، وكل شهيق ونقير لديها سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله .)،بالإضافة إلى آدم قال تعالى: "إن مثل عسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون الحق من ربك فلا تكونن من الممترين". علاوة على ناقة صالح وكبش إسماعيل. أما الذين كذبوا ودخلوا الجنة فهم إخوة يوسف، قال تعالى":قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين" أما الذين صدقوا ودخلوا النار، فهم اليهود والنصارى قال تعالى:وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء"،لأنهم ما آمنوا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. أما القبر الذي مشى بصاحبه ،فهو بطن الحوت الذي التقم سيدنا يونس ،اقرأ قوله تعالى: فالتقمه الحوت فلولا انه كان من المسبخين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون." أما المحلوق الذي خلقه الله وتنفس، فهو الصبح قال تعالى :والصبح إذا تنفس"، أي أضاء. أما الشجرة، فهي اليوم والليلة، فيهما ثمرتان في النهار وهما الظهر والعصر، وثلاث ثمرات في الليل وهي الفجر والمغرب والعشاء. لقد أجاب أبو اليزيد عن هذه الأسئلة مجتمعة بالدليل القاطع على مرأى ومسمع من مريدي القس النصراني،وهنا سيسأل أبو اليزيد القس سؤال وحدا مؤداه:"ما هو مفتاح الجنة؟".وقف القس حائرا ومضطربا ،فتدخل المريدون للاستفسار عن سبب ذلك، خصوصا بعد أن أجاب أبو اليزيد عن كل الأسئلة،فأجاب القس مخاطبا المريدين:"لقد خفت منكم"فرد عليه المريدون :أجب ولا تخف" فقال القس:مفتاح الجنة "لا اله إلا الله محمد رسول الله".فقالها المريدون دفعة واحدة ،والنتيجة أن تحولت الكنيسة إلى مسجد وتحقق ما رآه أبو اليزيد في منامه ."ولله الأمر من قبل ومن بعد".