في الحلقة الماضية من سلسلة طرائف رمضانية، تابعنا حكاية التاجر المسلم مع قاطع الطريق، وما تخللها من أحداث ووقائع تؤشر على مآل الظلم، والنهاية المأساوية للظالم.وفي الحلقة الجديدة، سنحاول الغوص في ثنايا حكاية طريفة بطلها أبو اليزيد البسطامي، وهو من أعلام التصوف في القرن الثالث الهجري ،ويلقب بسلطان العارفين،الذي كان ذات يوما نائما ،فإذا به يرى رجلا يتلألآ وجه نورا كالشمس في كبد السماء، ولم يكن ذلك الرجل بطبيعة الحال إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل:"من رآني فقد رآني فان الشيطان لا يتمثل بي".وهذه ثمرة العمل الصلح ،ومجاهدة النفس الأمارة بالسوء، والنوم على وضوء.وحدث أن الرسول الأكرم أمر أبا اليزيد بأن يقوم الساعة، وسيرى عجبا.بعد أن توضأ الرجل، وصلى ركعتين، توجه نحو كنيسة النصارى ظنا منه أن القس ومريده لن يعرفوه رغم ارتدائه لباسا شبيها بلباسهم.فجأة، سيتدخل كبير القساوسة عن المجاهرة بتعاويذه وطقوسه الكهنوتية، لائذا بالصمت، فاستفهم الأتباع عن سر ذلك،ليخبرهم قائلا:":إن معنا رجلا محمديا"،فالتفتوا من ورائهم، فلم يتعرفوا عليه، فوقف أبو اليزيد البسطامي، فقال الأتباع:"وما أدراك انه محمدي؟".فقال؟"لأن أتباع محمد سيماهم في وجوههم من أثر السجود"،متسائلا عن سبب دخول أبي اليزيد الكنيسة بدون استئذان ،فلمن يرد عليه الرجل المسلم لأن وراء الأكمة ما ورائها .قال القس":اسمع يا محمدي سنطرح عليك أسئلة إن أجبت عنها تركناك وشأنك ،وان لم تجب عنه ضرب السيف عنقك".قال أبو اليزيد:"سل ما شئت فان الله يقول:"واتقوا الله ويعلمكم الله" قال القس:ما هو الأول الذي ل لا ثاني له؟وما هي الثلاثة التي رابع لها ؟وما هي الخمسة التي لا سادس لها؟....وهذا دواليك حتى بلت الأسئلة ثلاثة عشر سؤالا،وزاد عليها أسئلة أخرى منها:"ما هي الكائنات التي خلقها الله وليس لها أب ولا أم؟ومن هو القبر الذي مشى بصاحبه؟ومن هم الذين كذبوا ودخلوا الجنة؟ومن هم الذين صدقوا ودخلوا النار؟وما ه الشجرة التي خلقها الله تعالى وفيها ثلاث ثمرات بالليل واثنتان بالنهار؟".أجب عن هذه الأسئلة وإلا ضربنا عنقك؟ يتبع