بعد ان وردتني ردود افعال كثيرة جدا حول مقالي السابق المعنون ب(مخاطر انفصال جنوب السودان على مصر), وبعد ان علمت ان هناك صحف اخرى نقلت المقال, قررت ان اكتب مخاطر انفصال جنوب السودان على ليبيا نزولا عند رغبة المحبين لامتهم العربية والراغبين بمعرفة ذلك...وايضا لان خطر انفصال جنوب السودان على ليبيا لايقل ابدا عن مصر على الرغم من ان النيل لايمر في الاراضي الليبية وعلى الرغم من ان الاقتصاد الليبي مختلف في موارده عن الاقتصاد المصري. الموضوع كبير الحجم جدا لذلك ساختصره بالنقاط التالية... اولا..حلم الوحدة الافريقية هو في الاصل صناعة ليبية ,تم العمل على تاسيسه بعد ان مرت ليبيا بتجارب مريرة معروفة للجميع,هذا الحلم سيبدا بالزوال بصورة متسارعة ومباشرة بعد اعلان استقلال دولة جنوب السودان فهذه الدولة الوليدة حديثا هي صناعة امريكية خالصة وقد شرحت ذلك في مقالي السابق. في المستقبل لن يستطيع كائن من كان ان يسعى لفك اي حصار دولي على ليبيا سواء في مجال الطيران او غيره ان استطاعت اميركا تقسيم السودان وجعل جنوبه قاعدة عسكرية متقدمة في قلب افريقيا. ثانيا...اجهزة الرصد الامريكية سترصد كل التطورات العسكرية العربية وخاصة في ليبيا ومصر واليمن والسعودية,ولن تسمح اميركا باي محاولة تقدم عسكري حقيقية وحتى السرية منها في هذه البلدان(كمية الاسلحة المستوردة من الغرب لاتعني التقدم العسكري الحقيقي بل الصناعة العسكرية والصناعات المساندة لها). ثالثا...الغرب يعتبر العقيد القذافي داعية اسلامي بسبب دخول بعض الناس الاسلام على يديه,واتذكر جيدا كيف ان الاعلام الغربي اقام الدنيا ولم يقعدها عند اعلان بعض الفتيات الايطاليات اسلامهن على يد العقيد القذافي وكيف شاع بين الناس هنا في اوربا ان القذافي اغراهن بالمال... متناسين ان كل الحركات التبشيرية التي تجوب العالم تعمل تحت غطاء المساعدات الانسانية وتبحث بين المعدمين عن الحالمين بالهجرة الى الغرب او الراغبين بالعمل كمبشرين من اجل الحياة الرغيدة التي يتمتع بها من يعمل في هذا المجال. نشاطات القذافي العلنية الداعية للاسلام في افريقيا واوربا لم ولن ترضي حركات التبشير الانجيلية الغربية العاملة في افريقيا وخاصة في جنوب السوادن مما سيجعلها تخلق المشاكل للنظام الليبي وبكل الطرق الممكنة بعد ان تستقوي بالتواجد الامريكي في جنوب السودان. رابعا...التواجد الامريكي في جنوب السودان سيؤدي الى نمو سريع للحركات المتطرفة (وخاصة القاعدة) في افريقيا عموما وفي ليبيا خصوصا وللاسباب التالية... *تتواجد القاعدة حيث يتواجد الامريكان بسبب الحرب القائمة بين الطرفين وسيحدث في افريقيا ماحدث في العراق من حرب بين الطرفين.....واعتقد ان الديمقراطية الامريكية ستدخل افريقيا بنفس نزاهة دخولها الى العراق؟؟!!. *ستجد القاعدة من يمدها بالمال والرجال بسبب النقمة الشعبية وخاصة عند المسلمين على التواجد الامريكي في افريقيا. *ستستخدم ليبيا كممر للمقاتلين الراغبين في محاربة الامريكان في السودان(المقاتلون القادمون من دول المغرب العربي او من اوربا عبر دول المغرب العربي). *من المحتمل ان تحول القاعدة الصحراء الليبية الى ملاذ امن على غرار ما يحدث في صحارى دول المغرب العربي حاليا بسبب قربها من السودان بل وربما ستنتقل تلك الحركات من جنوب دول المغرب العربي الى جنوب ليبيا. خامسا...كما اسلفت فان السودان ستصبح دولة فقيرة لان اميركا لن تسمح بان يكون نفط ابيي من حصة شمال السودان ابدا,وبالتالي سيكون شمال السودان عبئا اقتصاديا على دولتي ليبيا ومصر...بالنسبة الى ليبيا فسيتدفق عليها الكثير جدا من السودانيين الطالبين للعمل وستكون ليبيا مرغمة على التدخل الاقتصادي في السودان. محاصرة مصر مائيا ستؤذي الزراعة المصرية وبالتالي ستشل صناعة الغذاء المصرية وستجعل من مصر تحت رحمة دولة جنوب السودان وبالتالي لن تكون ليبيا بعيدة عن معاناة المصريين. سادسا...خفض منسوب مياه النيل قد يؤدي بمرور الزمن الى مشاكل بين السودان ومصر بسبب شحة المياه لان الطرفين غير قادرين مستقبلا على مواجهة جنوب السودان الامريكية الطابع او اي دولة من دول المنبع مما سيزيد نسبة الفقر في البلدين وهذا سيؤدي بالتالي الى مشاكل لليبيا (مشاكل اقتصادية ومشاكل على صعيد الحركات المتطرفة). سابعا...الوزن العربي عموما والليبي خصوصا سيخف في كل افريقيا وستجد الدول العربية الشمال افريقية نفسها معزولة لان معاداة العرب في افريقيا ستزداد...هذا الموضوع بحاجة الى شرح كبير منفصل. ثامنا...محكمة العدل الدولية جاهزة لفعل فعلها في افريقيا مستقبلا ,ولا اعتقد ان الحكومة الليبية ستكون بعيدة عن حسابات هذه المحكمة ومن خلفها. اكتب مقالي هذا املا في منع المحظور وليس من اجل انتظار الزمن من اجل اثباته. وشكرا عدنان شمخي جابر الجعفري adnan_(at)_adnan1.com