ولي العهد الأمير الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء الذي يقوم بزيارة قصيرة للمغرب    المغرب يدعو إلى هامش أكبر من الاستقلالية المادية لمجلس حقوق الإنسان    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب        رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'    أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء    الحكومة توقف رسوم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..        المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    "الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن        رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاعتداء الإرهابي بمراكش بعيون الصحافة الوطنية : ( 1 ) يومية الاتحاد الاشتراكي

تفاصيل تعقب أدوات الجريمة وغرفة العمليات بآسفي..
قصة "الجنون" الإرهابي الذي نفذ في أركانة مراكش وانطلق من آسفي..!!
محمد دهنون/ منير الشرقي
لم يكن يوما عاديا قي آسفي مثل أيام الله التي تمر بروتينها القاسي .. المدينة التي أعطت ثلاثة من الموقعين على وثيقة الاستقلال في 1944 .. أعطت في 2011 ثلاثة موقعين على وثيقة الموت المجاني .. !.. وتلك المفارقة الكئيبة التي تمس القلب النضالي والوجدان الإنساني .. آسفي اخترقتها حركة غير عادية .. أجهزة متوثبة وسيارات تتحرك على امتداد خارطة وجغرافية الحاضرة التاريخية .. وفي هذه الحركية رجال وشباب ينتمون إلى أجهزة الأمن المغربي .. يبحثون عن "الضائع" في قصة تفجير أركانة .ولاية الأمن عاشت لحظات غير مسبوقة .. فالآسفيون استيقظوا على وقع تهمة ثقيلة .. منفذو العملية الإرهابية في ساحة جامع الفنا بمراكش التاريخ .. ينتمون ثلاثتهم إلى آسفي .. وتلك المفاجأة الكبيرة التي شدت بخناق الجميع. ولم يصدقها البعض إلا عندما رأى أماكن ومواقع " التفكير" والانجاز التي تتبعت المخابرات المغربية تفاصيله عبر الدروب والأزقة المحلية .
غرفة العمليات..
شوهدت قافلة تسير صوب شمال آسفي حيث تنشط شاحنات الموت سراقة الرمال .. المكان مفتاح الخير أو حي جوهرة كما تحويه الوثائق الإدارية، فريق أمني متكون من المخابرات أي إدارة حماية التراب الوطني والفرقة الوطنية للشرطة القضائية وبطبيعة الحال زملاؤهم في نفس تلك الأجهزة محليا .. منزل يبدو مهملا بثلاثة طوابق ، المتهم الرئيسي في التفجير مخفور .. ينزل بهدوء .. يشيح بعينيه بعيدا .. يمسح الغابة المقابلة للبنايات ويدلف مع الأمنيين .. ما يزيد على الساعة والبحث والتنقيب جار في المنزل .. تم إخراج بعض الأشرطة وكتب ذات طبيعة عقدية ، وبقايا وسائل الاشتغال .. بالمختصر
لقد كان الجميع أمام ووسط وداخل " غرفة العمليات" التي دبرت الحادث .. هو منزل يعود لملكية أب العثماني عادل المهاجر للديار الفرنسية والذي يشتغل هناك منذ السبعينيات. لا تبدو على هذا المشتبه فيه أية علامات ارتباك وكأن الأمر يتعلق بتفتيش عادي .. هذا الشاب حليق اللحية والوجه يرتدي بذلة عصرية .. من قال أن الإرهاب وصناعه يختفي دائما وراء البرقع الأفغاني واللحية الشمطاء ..؟؟.. يبدو أن التطوير والتعديل والتقية لحقت الفعل الإرهابي بامتياز. تم إحضار مجموعة علب كرتونية .. وضعت فيها المحجوزات التي ذكرنا سابقا ، واستقل الجميع مركباتهم وبشكل أفعواني يعطي امتدادا لقافلة أمنية ينتظم فيها الأمنيون .. بدون صفارة إنذار كما كان يحدث سابقا .. تقف القافلة كلما لزم التوقف عند الضوء الأحمر .. فالأمر في نهاية المطاف يتعلق بتنزيل الشفافية واحترام القانون في التحقيق وفي واضحة النهار وتحت الشمس الحارقة .. الديستي والفرقة الوطنية قرر رجالها الاشتغال بالتزام تام لمضامين التوجيهات الملكية في البلاغ الصادر عن الديوان الملكي .. وتلك الرسالة التي أراد هؤلاء توصيلها بكل البساطة الممكنة.
البركاسة .. لافيراي والباروكة..
وعلى التو التحق الجميع بحي الكورس التاريخي ، وتحديدا لمنزل أخ حكيم المتهم الثاني الذي التقطته المخابرات والذي كان الفاضح الأساسي لما يسمى تجاوزا ب "خلية الإرهاب الآسفية " .. وهو الذي أرشد الأمن إلى الخيط الرئيسي في قنبلة أركانة وهو عادل العثماني المتحدث عنه سلفا.ومن هناك تحول الجميع إلى السقالة التاريخية .. حيث أيام العز والمجد والمقاومة والنضال .. كورنيش آسفي اليوم كما يطلق عليه ، توقفنا .. لا نعرف ما الذي يقع ..؟.. ولا ماذا يريدون في ساحة تعتبر متنفسا للسكان المحليين على البحر .. استخرجت آلات التصوير .. قراف قراف .. ماذا يصورون .. سطل قمامة أو بركاسة كما تقول العامة .. فالمشتبه عادل العثماني بعد الفعلة بدأ يتخلص من أدوات الجريمة على حد اعترافاته وتصريحات بعض المسؤولين للجريدة. في رمشة عين كانت الوجهة حي البيار وهو المتاخم لمنطقة " دار بوعوده" ( لا نعرف من يسمي مثل هذه الأسماء ؟!!) مسقط رأس " الزعيم المفترض" سيد عادل .. مرة أخرى تعلو التساؤلات محيا الجميع ، نحن الآن أمام مستودع للمتلاشيات .. لافيراي .. دخل الأمنيون وهم يقصدون في مشيتهم .. ومباشرة إلى مكان قرب شجرة .. من قائل أنهم يبحثون أو يحاولون الوصول إلى المكونات التي صنعت منها القنابل .. لكن الأمر كان غير ذلك والتخمينات أخذت صفرا على اليمين واليسار .. فالمكان هو الذي رميت فيه الباروكة التي استعان بها العثماني للتمويه .. باروكة لا هي بالشقراء ولا السوداء .. قد نقول أنها صهباء .. خطأ تقني صغير ارتكبه المحققون .. تركوا صاحب لافيراي ، يصعد فوق سقف زنكي ، يعثر على الباروكة ويقدمها بيديه العاريتين .. أليس ذلك أخطاء المبتدئين في التحقيق .. وضعت في كيس وجيء بعلب بلاستيكية لأخذ ما تم "مسحه". صاحب محل المتلاشيات ذاك العجوز ، كأنما سقط عليه الطير ، المسكين لم يكن يعلم أن إحدى تفاصيل الجريمة تقبع فوق سقيفة براكته ..انتهى فيلم تتبع ورصد " أدوات العمل" التي "جاهد" بها هذا الثلاثي ضد الكفار حسب الرواية الأمنية.. باحة الاستراحة بأحد الأسواق الممتازة كانت مستقر الأجهزة الأمنية الذي ظهر على تقاسيم وملامح وجوههم .. أن المهمة انتهت بنجاح وبكل التوقعات الإيجابية .. فخارطة الطريق التي سلكها العثماني وصحبه كانت هي نفسها التي عبرها المحققون.
استنتاجات موضوعية..
لابد من تسجيل وتثمين السرعة التي فكت بها أجهزة الأمن المغربية ونظيرتها الغربية المتعاونة لغز تفجير مقهى أركانة ، وأن الديستي بتعاون مع بقية الأجهزة الأخرى توصلوا إلى الحقيقة بشكل قياسي .. لكن السؤال الجوهري وكما استقينا ذلك من مسؤول استخباراتي الذي تحدث عن معرفتهم القبلية بالمنفذين . لماذا لم يكونوا تحت المراقبة وهم لهم سوابق في " الهجرة إلى الله" .. والجهاد في أرض أفغانستان والعراق ضد الكفار ..؟.. لابد من تسجيل أن الأمن المغربي تشتت انتباهه بفعل الحركية الاحتجاجية التي يعرفها الشارع ، وهي شبه غفوة وسهو عن سؤال الإرهاب وخلاياه النائمة .. وهذا خطأ في التقدير .. يضاف إليه العطل والتعطيل الدائم لكاميرات جامع الفنا .. "سقط سهوا" كلفتنا الكثير وحاولت إصابة استقرار البلاد في مقتل.لابد من تسجيل أن الأمن المغربي وأجهزة السلطة بعد اعتقال المشتبه فيهم لم تكلف نفسها تسهيل مهام الصحافة الوطنية .. رئيس الدولة قال بالشفافية والوضوح والقانون في التحقيقات تحت إشراف مؤسسة القضاء .. وعندما كنا نطلب المعلومة بعد حلول المحققين بآسفي .. كان بعض الأمنيين ورجال السلطة يهربون من ظلهم .. "القفقافة" لا تليق بملف ذي بعد وطني ودولي .. والوصول إلى المعلومة مطلب مهني أصيل في تطمين الرأي العام .. ولأجل هذا كنا وسط الحدث نلاحقه ولا نبحث عنه .. لابد من تسجيل أن أهل آسفي ونخبها وشبابها فوجؤوا بالذي حدث واستنكروه في الحين .. لأن المدينة مناضلة وليست لقيطة وطنية ولا متسولة تاريخ ، لكن التهميش والخنق وسيادة منطق الريع وطبقة سياسية فاسدة في جزء كبير منها آتية من اليمين الانتهازي ولا يمين .. وسلطة كانت في جزء منها فيما سبق سواء على المستوى الإداري أو التمثيلي أو القضائي لا تفكر في التنمية ولا تنصت لمطالب الناس والشباب ، ومثل ذلك وقع في اليوسفية المجاورة عاصمة حمر في 2003و 2004 .. هذه هي النتائج ولي مابغا يفهم يتهجا راه الحر بالغمزة .. لابد من تسجيل أن المنطقة التي أتى منها المتهم الرئيسي توجد في جنوب المدينة ، تضم تجمعا ديمغرافيا كثيفا .. تؤطره البطالة والفقر والقمع والتهميش .. ومكان مثالي للجريمة والإحصائيات تؤكد ذلك .. وسوق رسمي للمخدرات وكرابة جهنم .. وهي المنطقة أيضا التي بدأت على شكل أبنية عشوائية بحال العريسة الزاوية النوايل دار بوعودة .. وفيها ينزل تجار الانتخابات ليكذبوا على الناس .. والسلطة بطبيعة الحال كانت تحمي هذا الكلام وهاته السياسات العرجاء .. وفيها أيضا استوطن عمال الفابريكات ومعامل التصبير والمساكين والمياومين وبدو الضواحي .. لابد من تسجيل أن المتنورين من داخل السلطة أو خارجها .. يؤكدون على أن قصة خلية آسفي وقفت هنا .. والمسألة وما فيها ترتبط بثلاثة شبان ساخطين لا رابع لهم ولا عقل مدبر ولا شبكة ولا خلايا أخرى تقف وراءهم .. يريد الجميع أن يصدق أن هذه الجريمة هي محض تفكير ثلاثي آمن بالفكر الجهادي الذي استقاه من المواقع السيبرنطيقية .. ولا يريد الإعلام الرصين والنزيه أن يكون محط استعمال في قضية إرهابية ربما نفاجأ .. ونقول ربما .. غذا بأنها إحدى الأرجل الأخطبوطية لتنظيم إرهابي يتجاوز آسفي وينتهي في المغرب الإسلامي .. حذاري.نقول في الأخير رحم الله ضحايا حادث مقهى أركانة .. والمطلوب استيعاب الرسائل والدروس .. ليس بمنطق أن الإرهاب يريد أن يلهينا عن تنفيذ أجندتنا السياسية والدستورية كما يقول " ثوار الشارع" .. فالمسألة اليوم تتعلق بالوطن .. تتعلق بالمغرب .. المغرب أولا وأخيرا ولا شيء بعد ذلك .. انتهى الكلام.
نوافذ..
· الديستي والفرقة الوطنية قرر رجالها الاشتغال بالتزام تام لمضامين التوجيهات الملكية في البلاغ الصادر عن الديوان الملكي .. وتلك الرسالة التي أراد هؤلاء توصيلها بكل البساطة الممكنة.
· أهل آسفي ونخبها وشبابها فوجؤوا بالذي حدث واستنكروه في الحين .. لأن المدينة مناضلة وليست لقيطة وطنية ولا متسولة تاريخ.
· المنطقة التي أتى منها المتهم الرئيسي توجد في جنوب المدينة ، تضم تجمعا ديمغرافيا كثيفا .. تؤطره البطالة والفقر والقمع والتهميش .. ومكان مثالي للجريمة والإحصائيات تؤكد ذلك .. وسوق رسمي للمخدرات وكرابة جهنم.
بورتريهات
العثماني من بائع أحذية إلى صانع قنابل
شاب في مقتبل العمر كبقية شباب المغرب ، هاجر أبوه مبكرا إلى فرنسا وتركه صحبة إخوته في زاوية سيدي واصل جنوب أسفي .. درس إلى حدود الباكالوريا لم تكن تظهر عليه أية آثار للتدين المبالغ فيه أو المتطرف .. يلبس الجينز وينصت إلى الموسيقى الغربية كباقي أترابه ، ظل مشدودا إلى الخارج لكن هذا الحلم تبخر مع إصرار والده الشودروني على بقاء الجميع بالمغرب .. هجر أقسام الدراسة بعدما تبين له أن آفاق الديبلوم بعيدة المنال وستكون مضيعة للوقت وهدرا للعمر .. اشتغل في لحظة منفلتة مع شباب حيه على استخراج الطحالب البحرية ، الربيعة من شواطئ آسفي في كويطلة ، كاشطون ، المالح ، سيدي دنيال ، سيد الغزية. لكن لم يستقر به المقام طويلا في تلك الحرفة المؤقتة. حاول الخروج أكثر من مرة إلى الخارج . تمكن من الوصول إلى بلاد البرتقيز (البرتغال) لكنه أعيد إلى المغرب ، حاول مرة ثانية خصوصا بعد إعدام صدام حسين ودعوة القاعدة إلى الجهاد في العراق أن يصل إلى هناك. أخذ وجهة ليبيا ومن هناك إلى تركية وانتهى في دمشق عاصمة سوريا ، لكن مخابرات هذا البلد المشرقي أعادته إلى المخابرات المغربية . ومن هناك إلى آسفي حيث ظل قابعا في دار بوعودة .. الحي الذي أنجبه ، وهنا يحكي أبناء دربه أن عادل العثماني انطوائي كتوم منعزل قليل الكلام ، يكفر حتى مقابلات البارصا والريال. هنا بالضبط بدأت تظهر أمارات التطرف العقدي والديني في تفكيره وسلوكه. لكن لباسه ظل عصريا وصيفيا حتى في عز الشتاء والبرد. وبعد تفجير أركانة عاد إلى الحومة ، سأله بعض أولاد الدرب في قهيوة ديال الشريكات (السردين) عن الحادث ، قال لهم هديك غير بوطة. لأول مرة شوهد وهو يرتدي بذلة عصرية وهو الذي لم يلبسها قط إلا عندما يرغب في أخذ صورة فوتغرافية ، حلق ذقنه ، لا لحية ولا شارب .. ما سر هذا التحول كما حكى لنا بعض المقربين من عائلته .. أهي طريقة لإبعاد الشبهة .. تقول المخابرات أو كما قال هو للمخابرات أنه اشترى لوازم وعدة التفجير من الأسواق المحلية بالمدينة .. طنجرتا ضغط (كوكوت) والباروكة والكيتار والمسامير والنيترات والأملاح وقام بالتجربة الأولى في سيدي دنيال على بعد كيلومترات قليلة من المعامل الكيماوية التابعة للمكتب الشريف للفوسفاط. تقول الروايات أيضا أن عادل على خلاف دائم مع أبيه وأخيه الأكبر وبذلوا المستحيل من أجل ثنيه عن تعميق التفكير في الجهاد. طلق زوجته الأولى بعد أن كان يتركها وحيدة لشهور حبيسة منزل أبيه الذي تحول إلى غرفة عمليات حادثة مقهى أركانة. وتزوج مرة ثانية منذ ثلاثة أشهر تقريبا. سكان الحي كانوا يشاهدون تردد عبد الصمد بيطار وحكيم مداح العنصرين المورطين معه على محله في دار بوعودة الذي يتاجر داخله في السباط والسبرديلة . لقد كانت علاقتهم علاقة أحذية لأن ثلاثتهم كانوا يتاجرون في الأحذية المستعملة من شمال المدينة إلى جنوبها. لم يصدق أحد من معارفه أنه يمكن له القيام بهذا العمل المجنون الذي انتهى به في ظرف أسبوع في فبضة المخابرات المغربية.
حكيم الخيط الذي قاد المخابرات لمنفذي عملية أركانة ..
حكيم مداح عرف بالشاب لي مخنز الضواسا.. حشيش ومعاقرة الخمر وحيحة وعربدة في أزقة الكورس .. "متخصص" في شتم وسب المقدمين وسنسفيل السلطة ، هكذا طبع على صفيحته من طرف أبناء حيه .. اشتغل في الممنوع والمشروع .. وانتهى به المطاف كنادل بمقهى مجاور لدربه ، ماقاري ما والو حدو البيت الخامس. يعرج برجل واحدة ، وربما إعاقته والظروف التي عاشها غرست فيه عدوانية بائنة .. باع الحوت وكرط الحوت .. لكنه لم يستقر على حال. فجأة ركب لحية ، لازم المسجد كما لازم العثماني وسط الأحذية .. بمعنى تحول إلى بائع سباط متخصص ، صادق ولد عيشة أو عبد الصمد بيطار الذي اعتقل كواحد من الثلاثة. وحسب رواية المخابرات هو من قاد الأجهزة لفك لغز أركانة. حياته لم تعرف الاستقرار .. البطالة ، العطانة ، العدوانية ، التدين الأعمى ، لا اعتدال على الإطلاق ، تطرف في الانحراف وتطرف في العبادة وإيمان أحول بالفكر الجهادي .. النهاية إصرار مفكر فيه على قتل الأبرياء باسم الإسلام والدفاع عن دار السلم ضد ديار الحرب. هكذا أعاد صياغة شخصيته ومساره في قالب لا يؤمن سوى بالعنف. وتلك الخلاصة التي لا تبتعد عن مسارات أصحاب 16 ماي وأحداثها الأليمة.
ولد عيشة مول السبرديلة..
عبد الصمد بيطار أو واحد من ولاد عيشة كما يلقبونهم في حي بياضة التاريخي شمال آسفي ، تتوزعه هو الآخر جريرة البطالة، عرف كواحد من أظرف خلق الله ، لم يشرب قط ولا يدخن ، علامات التدين لازمته منذ المراهقة ، أسرته طيبة وذات سمعة حسنة في اجنان الشقوري ، اشتغل في الميناء كراتق أو خياط الشباك ، امتهن حرفا ذات طبيعة تجارية وهو ابن الخضار المعروف بسوق راس بياضة. متزوج وأب لإبن حديث الولادة ، لم يتمكن حتى من تنظيم عقيقته . صبيحة الاعتقال كنا هناك ، نفطر على البصارة الجميلة والبيض البلدي وزيت العود. لا أحد في ذاك المكان الشعبي كان يراهن على أن يكون ولد عيشة أحد مشاركي ومتواطئي ومساندي ومفكري ومدبري قنبلة أركانة . فهذا الشاب المعروف هناك ببيع السباط لا يمكن أن براهن عليه أحد بأنه إرهابي متخفي وراء السوميلة والسبرديلات. لكن هذا ما وقع بالتحديد ، وكان آخر المعتقلين الذين سقطوا في شراك المخابرات. المصيبة أن المخابرات كانت تعرف هؤلاء لماذا تركتهم يتواصلون بالأنترنيت ويتهامسون ويجتمعون في أوقات مشبوهة ويتصرفون ويغيبون ويحضرون ولهم "سوابق" وبصمات وسمات وعلامات تفيد بتبنيهم لثنائية الكفار والمسلمين .. هل هي هشاشة أمنية أم نجاعة استخباراتية لم تظهر حنتها إلا بعد التفجير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.