بسم الله الرحمن الرحيم أبنائي الطلبة ، إخواني الحضور ، بدوري أبارك لكم هذه الأيام المباركة ، العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم – نسأل الله عز وجل أن يكون قد رحمنا وغفر لنا وان يكرمنا في ما تبقى بأن يعتقنا من النار ، اللهم اجعل أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتقا من النار . موضوع الصحراء المغربية كان دائما مثار حساسيات، خصوصا لدى القوى الوطنية المناضلة، وعندما كنت في سنكم منذ ربع قرن طالبا في كلية الرباط، كان هذا الموضوع مثار حساسية شديدة في الأوساط الطلابية لسببين أساسيان: السبب الذاتي: وهو أن منزع الحركة الطلابية كان منزعا يساريا وكان يوالي في عمومه يسار الجزائر والبوليساريو ومعتقلي جبهة الماركسيين السرفاتيين، لأنهم كانوا معتقلين لموقفهم السلبي من الصحراء . السبب الموضوعي: لأن هذا الملف تم احتكاره من طرف الدولة، وتدبيره بطريقة مغلقة، وتمريره عبر وسائل الإعلام بعبارات منمقة ومصطلحات مسكوكة جامدة، ومكررة. كل هذا نفر المواطن المغربي، والمناضل المغربي، والطالب المغربي، وارتبط في ذهنه لاشعوريا الموضوع بسياسة رسمية ، وقضايا مخزنيه ، واهتمامات حكومية ، وهذا خطأ قاتل إذ لا ينبغي أن يختلط علينا النظام بالقضية التي يتبناها النظام -ولو بطريقة خاطئة - ينبغي أن لا تختلط علينا الدولة بالأمة ، ينبغي أن لا يكون موقفنا من المخزن كما نسميه هو موقفنا من المغرب ، ولقد جاء على شبابنا حين من الدهر كانوا لا يقبلون أن يعلقوا الراية المغربية، وكان من حاول في بعض المظاهرات تمزيقها وإحراقها ؟؟ لأنها في ذهنه السطحي والساذج ، وفي فكره القائم على رد الفعل غير العلمي، ولا الديني، ولا الأخلاقي، في أن الراية الحكومية هي الراية المغربية ، وهذا خطأ. ربما لكثرة ما طرق أبوابنا مقدموا الأحياء ، مطالبينا بأن نعلق الراية في عيد العرش ، وقد ارتبط عيد العرش عندنا بالنظام ، وارتبط تعليق الراية بالإكراه الرسمي ؛ وهذا خطأ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد الألوية، وكان المسلمون يقاتلون تحت هذه الألوية. لا بلد إلا وله راية ، ولا راية إلا وهي رمز الكرامة والوجود ، وكما نحمل راية فلسطين، وراية العراق، وراية الشيشان أيام الجهاد الشيشاني، وراية الأفغان أيام الجهاد الأفغاني وراية أي بلد عنده قضية عزيزة، ويمكن أن لا نستنكف عن حمل راية جنوب إفريقيا، أيام كان منديلا في السجن – ليس الآن عندما صارت جنوب إفريقيا، منافسا رياضيا،ومغرضا سياسيا – وهكذا فكيف بالأمر إذا كانت الراية هي الراية الوطنية، وإذا كانت القضية قضية وطنية، ولكن اختلط علينا الحابل بالنابل، فكنا ضحايا الحكومات والسياسيات الرسمية الفاشلة مرتين؛ ضحاياها لأنها سياسة فاشلة وضحاياها لأننا ارتددنا على أعقابنا كراهية للوطن وأحيانا للدين، والهوية والبلد، والشعب بأكمله، وأنا ازور العالم كله، وقد قدمت من قريب من لبنان، ومن السنغال ومن ايطاليا ومن ليبيا، وربما عدد زياراتي يزيد عن المرتين في الشهر؛ أقول لكم لم أرى بلدا أهله يشتمونه كالمغرب، ويخلطون بين الحاكم والمحكوم، وبين الدولة والنظام، وبين الحكومة والأمة. وآن الأوان أن نتخلص من هذه العقدة. وأنا شخصيا لم أكن أتحدث في موضوع الصحراء، خشية أن احسب على هذا الطابور والجوقة ذات اللغة الخشبية المنمقة التي نسمعها في وسائل الإعلام المغربية ، ولكن هذا خطأ قاتل؛ المغرب هو المغرب، والأمة هي الأمة، والشعب هو الشعب، والتراب هو التراب، والحدود هي الحدود، والسيادة هي السيادة، والكرامة هي الكرامة، والمصير هو المصير، والإسلام هو الإسلام، حكم فلان أم علان كانت الحكومة الفلانية أو العلانية، كنا على وفاق مع حكامنا أو على خلاف معهم، قادوا سياسات صائبة أو قادوا سياسات مخطئة. وفي هذا الإطار اقترح عليكم أن نتتبع هذا الموضوع الخطير في هذا المنعطف الخطير في أربعة محاور: 1- الخلفية التاريخية. 2- الخلفية الثقافية الحضارية. 3- ممارسة النقد الذاتي والأخطاء المتراكمة منذ ثلث قرن. 4- معالم في طريق الحل . غرضي من المحور الأول والثاني أبنائي الطلبة هو سد النقص الحاصل- ولو جزئيا وفي حدود ضيقة، حسب الوقت المتاح – في معلوماتكم ومعارفكم اتجاه قضية الصحراء وأبعادها الثقافية والحضارية، والتاريخية، ويؤلمني أن أقول إن هناك نقص ينبغي سده رغم أن محاضرة لا يمكن أن تقوم بذلك، يؤلمني لأنه من المفروض أن وزارة التعليم والتعليم العالي، ووزارة الثقافة، ووزارة الإعلام، ووزارة الأوقاف، وكل الوزارات القائمة على بناء الإنسان، المفروض على أن لديها برامج ومقررات دراسية وبرامج إعلامية، وثقافية تملأ هذه الفجوة، والحاصل أن الحديث عن الصحراء في الإعلام المغربي وفي الثقافة الرسمية والتعليم الرسمي، هو عبارة عن شعارات وأكليشيهات- احتفالات ب 6نوفمبر المسيرة الخضراء، والتي تظلنا ذكراها أل 29- أغاني وأناشيد، أهازيج صحراوية، تغطية فلكلورية مكررة، ومكثفة، ولكنها فقيرة وبئيسة العبارات. عندما ذهبت إلى إخواننا في العيون وخاطبتهم بخطاب الوحدة الترابية قال لي احد قياداتهم؛ والله الذي لا إله إلا هو، قال لي أنت آية من آيات الله، أنت الوحيد الذي تحدثنا عن الوحدة ونقبل كلامك أما مللنا عبارات الوحدة الترابية، أين الإنسان، هم يتحدثون عن التراب أما الإنسان فقد نسوه، وقال لي نحن كرهنا اللغة الخشبية التي يخاطبنا بها الذين يزوروننا من المسئولين الرسميين، أو عن طريقهم، وقلت له يكفي أن تعلم أنني أتيت على نفقتي الخاصة وبجهدي الخاص ولم استعمل حتى قناة البرلمان ولا قناة وزارة الداخلية التي توفر الأمن والحماية، وجئت كمواطن مغربي مناضل ومسلم إلى إخواني لكي أحدثهم حديث الأخوة الإسلامية، والوحدة الوطنية، ولهذا كان كلامي عندكم مقبولا لأن المأتى الذي أتيت منه ليس المأتى الرسمي لم آتي محمولا على طائرة وزارة الداخلية ولا حجز لي فندق خمسة نجوم ولا اخذ تعويضا من جهات رسمية لكي أكلمكم كلاما هو اقرب إلى لغة الخشب، هذا النقص الحاصل ينبغي تداركه باعتباره احد الأخطاء القاتلة في قضية الصحراء ينبغي أن يتشرب المواطن المغربي في الأقاليم الشمالية قضية الصحراء بروحه وفكره؛ ثقافة، وتاريخا وجغرافيا، واقتصادا، وكيانا، وأحداثا، وعلاقات، وطرق تجارية، وممرات برية، وطريقا للحج، حتى يمتلئ اقتناعا من الداخل بالقضية ويفهمها ويستوعبها، ويكون مستعدا لمتابعتها والجهاد في سبيلها، ولما لا فدائها بالنفس والمال إن اقتضى الأمر ذلك. فقضية الصحراء بالنسبة لوجود المغرب مستقبل المغرب، استمرار المغرب ، كيان المغرب ، قضية مصيرية ، وليست قضية عرضية . I. الخلفية التاريخية لنبدأ إذن بالمحور الأول وهو الخلفية التاريخية وسوف انقل لكم بعض النصوص القليلة التي على سبيل الاجتزاء والتمثيل من أحد المراجع القيمة التي أتمنى على خلافنا مع مؤلفه في الأطروحة العامة ، لو قرر في شعب التاريخ، وشعب العلوم السياسية من اجل أن يعتمد كمرجع جاد وعميق " الصحراء المغربية : عقدة الوحدة والتجزئة " للدكتور عبد المالك الشامي، وللأسف انتظرنا أن يأتينا رجل من خارج الوطن لكي يكتب كتابا لم يكتبه مغربي ولا مولته مؤسسة مغربية، ولا أخرجته كلية من كليات الآداب ولا شعبة من شعب التاريخ - للأسف الشديد - يقول الدكتور عبد المالك الشامي : " منذ انهيار إمبراطورية الموحدين، والساقية الحمراء تحتضن العلماء والمتصوفين دعاة الوحدة والدفاع عن الإسلام ابتداء من غدالة الصنهاجية في القرن 15/16 وصولا إلى الشيخ ماء العينين في القرن 19، والصحراء المغربية تعيش ألما وحلما؛ ألم انهيار المشروع التوحيدي وحلم تجديده. الأقدام كانت في الصحراء، بينما العيون كانت على الأمة، الصحراء المغربية لم تكن إمارة مستقلة سياسيا ولا اقتصاديا مثل الإمارات المغربية الأخرى - يقصد الجزائر وتونس- كانت تتبع إحداها بنسيج من العلاقات الأيديولوجية والتجارية، تميل الأحداث التاريخية إلى ربطها بإمارة المرينيين ومن بعدهم العلويين في المغرب الأقصى ، إن وضع تاريخ الصحراء المغربية في سياق التطور العام للمغرب العربي يجعل عملية تجديد تحديد الانتماء السياسي مسألة عملية لا يمكن تجاوزها، فالارتباط التوحيدي الذي مر عبر مراحل تأسيس متعددة من الفتح العربي إلى رحلة حيان بن نعمان، إلى مجيء المرابطين والموحدين، استمر ماثلا للعيان" . نص واضح قوي ومرتبط ومسبوك، ويستعرض حركة التاريخ، ويبين اندراج الصحراء في عموم الجسم المغربي اندراجا تلقائيا في التاريخ . نص آخر – وأنا لن اعلق لكي آخذ فرصة للتحليلات سيكون عندي فيها دور في التعليق. يقول فيه " كان قائد المقاومة المحلية مؤسس خليفة للسلطان عبد العزيز يمثل السكان أمامه وينقل إليهم أوامره – أي أوامر السلطان عبد العزيز - وهو عاش حاكما إلى سنة 1904، إذ نحن نتكلم عن مرحلة متأخرة جدا قبل مجيء الاستعمار الفرنسي، مما جعل مشكلة الصحراء مشكلة استعمارية حقيقية بوضوح – العلاقة الدقيقة التي كانت تربط الخليفة في العيون والسمارة بالسلطان في فاس ومراكش، لم تخرج قط عن دائرة الانتماء الوطني حتى في لحظة انهيارها التام. والتاريخ الذي بدأ يتبرعم مع قيام مدينة السمارة وصل إلى نقطة انتمائه المحورية سنة 1904، ففي هذا العام عقد الشيخ ماء العينين محادثات مطولة مع السلطان، موضوعها الوحيد دائر حول كيفية التعاون لإيقاف العدوان الفرنسي الذي بدأ يتوسع انطلاقا من جنوب الصحراء، انتهت المفاوضات بعودة ظافرة إلى السمارة، فقد رجع الشيخ مدعوما بشرعية مخزنيه واضحة ومعززا من إمكانيات حربية ... " . المهم الذي يقول في آخره، ففي رسالة وجهها إلى إحدى قبائل المور، مؤرخة في أوائل 1905 يعرض السلطان مضمون محادثاته مع الشيخ ماء العينين ويلمح إلى شرعية قيادته، ويركز على ضرورة اتفاق القبائل، فهو يقول : " إن الشيخ نقل إليه تخوف السكان في الصحراء من محاولات الأمم الأجنبية المستهدفة غزو بلادكم، كلام السلطان عبد العزيز بالحرف وأن القبائل متفقة على محاربة الأجانب ولا ينقصها إلا إذن خاص (من الملك) وزعيم مطاع (ماء العينين) وأسلحة حديثة، وقد وجدنا أن نحذركم من هؤلاء الذين عندهم مشاريع سيئة في بلدكم، وأن اتفاقكم مع القبائل للدفاع عنه هي براهين عن حكومتنا الشريفة التي تعترفون بها منذ زمن طويل، وحجة تدعم مطلبكم، وتثبت صدق مودتكم اتجاهنا، بهذا الاعتراف تدافعون عن دينكم تبقون دائما على مكانتكم المحفوظة ". انتهى كلام عبد العزيز بالحرف. هذا غيض من فيض من النصوص، والوثائق التي تقدم بها المغرب إلى محكمة لاهاي سنة 1974 وبموجبها، ورغم أن هذه المحكمة تابعة للأمم المتحدة، ورغم أن الأمم المتحدة داخلة ضمن الهيمنة السيادية للذين أسسوهاسنة 1945، وكان الأقوياء، ورغم أن هذه الهيئة وكل فروعها لم تقم قط بالنسبة للمسلمين إلا بتأييد سياسات التقسيم كما فعلت في تيمور الشرقية في اندونيسيا وكما فعلت في ماليزيا عندما فصلت عنها سنة 1975 سنغافورة ، وكما تحاول اليوم في دارفور بالسودان فإن محكمة لاهاي رغم الهيمنة الأمريكية ، والإستكبارية العالمية عليها، وجدت نفسها محصورة أمام كم الوثائق وقوة الملف المغربي ، فحكمت بذلك حكم واضح غامض ، الإيجابي النافي ، النعم اللا ، ولكن المغرب فسره باتجاه نعم وأمضى بموجبه مسيرته الخضراء وفرض الأمر الواقع بجحافل ديمغرافية ، متدفقة تقترب من ثلت مليون ، لا يمكن للإسبان أن يقوم اتجاهها بمجزرة تضعه في منعزل أمام البشر و التاريخ معا،ولهذا كان تصريح محكمة لاهاي الدولية بناء على هذه النصوص التي قرأت عليكم نصا أو نصين وهي بالآلاف.إن هناك وثائق تاريخية تثبت أن هناك صلات تاريخية بين الأقاليم الجنوبية للمغرب وبين شماله بموجب البيعة وإمارة المؤمنين،والمصالح المشتركة،والراية الموحدة،كان هذا كلاما واضحا رغم أنه لم يقل نعم لضم المغرب للصحراء.إذا كان بلد سيضم الصحراء فهو المغرب، وإلا فإن المصير الذي انتهى إليه هذا التعثر المؤسف بسبب تآمر خصومنا ، وتواطؤ جيراننا ن وتآكل كفاءاتنا انتهت سنة 1980 إلا أن نرجع إلى الوراء –ونعوذ بالله من الحور بعد الكور – لكي نقبل الاستفتاء الذي جرنا إلى هذه السياسات الخاطئة إلى اليوم . شكلت الصحراء على مدار القرون العمق الأمني لسكان المغرب ، الأرياف والمدن الآهلة تتلقى لهجمات الدائمة من وراء البحر ، الإسبان، والبرتغال، والفرنسيين والإنجليز. فيما الصحراء تقدم الحصن الدفاعي ، بلغة اليوم " العمق الإستراتيجي " للقبائل الهاربة أو المتراجعة ،وسط هجومي وصحراء دفاعية يصنعها تاريخ واحد ، البدوي والتاجر الملتجئ للصحراء مؤقتا والتاجر والبدوي، استقر بالمدينة الممر أواخر 1905يقوم اجتماع تارخي لقبائل الصحراء جميعها بمدينة السمارة بحضور بعثة رسمية من فاس من السلطان. خطب موفد السلطان يؤكد على الزعامة السياسية لماء العينين بمباركة من الدولة المغربية وبتفويض سلطاني له بجمع الزكاة باسم السلطان ، بل وسمي رسميا خليفة السلطان في الأقاليم الجنوبية ، وفي هذا الاجتماع تم تعيين كل العمال الذين أصبحوا رؤساء على جميع القبائل الممتدة مابين الأخصاص وبودنيب بظهائر سلطانية ، كان التعامل النقدي في الأسواق بالعملة المغربية كالمثقال والزنبيل والريال الحسني والدرهم، إلى أن ألغته السلطات الاستعمارية الإسبانية سنة 1933 في وقت متأخر جدا أي بعدها بالاحتلال الفعلي بحوالي واحد وعشرين سنة كانت القوافل السنوية للتجارة إلى كلميم وتندوف وموريتانيا ومراكشوكلميمة ، تتحرك في كل القصور وفي كل الاتجاهات ، كانت عمليات التخريب التي تتعرض لها التجارة الأوروبية من قبل قبائل أولاد الدليم لمواجهة الاحتلال المسيحي كما كانوا يسمونه كانت تواجه باتفاقيات مع المخزن للي ذراعه وإحراجه في مراكش أمام البخلاء الاروبيين والتوال إذا كانت كما يزعم الاستعماريون والجزائريون،من اليمين الاسباني المتطرف وكل من يريد الانفصال والتجزئة في بلاد المسلمين إذا كانت الصحراء مستقلة وقضية الشعب وتقرير المصير ،فلماذا كانت قبائل أولاد الدليم عندما تهاجم على التجارة باسم مواجهة الاحتلال النصراني و إخراج الكافرين من البلاد.تقوم الدول الاروبية بالضغط على فاس ومراكش ،حيث الحكومة المغربية الضعيفة في ذلك الوقت وتلزمها باتفاقات وتلوي ذراعها حتى انه في وقت عهد المولى عبد العزيز كان يرسل الأسلحة سرا إلى الصحراء ليعين ماء العينين واحمد الهيبة على القتال،ويتبرأ من ذلك أمام السفارة الاروبية،طبعا كنا في حال من الضعف ولولا انه ضعف لما احتللنا لولا انه ضعف لما كانت اتفاقية الحماية1912في 30 ومارس.لو لم يكن ضعف لما أصبحنا اليم متخلفين إلى اليوم ولكن هذا الضعف لايسوغ أن نفرط في حقنا وان نعترف بان جزء صر أمرا واقعا بعدما إن صارت أجزاء أخرى أمرا واقعا ، هذا على المستوى التاريخي،واختم هذه الاثارات التاريخية الدقيقة بسؤال بسيط وواضح تمثل الصحراء لا المغربية تمثل الصحراء الكبرى كلها من العيون عند شواطئ الأطلسي إلى واحة سوى ، هناك عند شواطئ البحر الأحمر في الجنوب المصري . هذه الصحراء الضخمة اكبر صحراء موجودة في الكرة الأرضية ، الصحراء الكبرى كما يسمونها هذه الصحراء تمثل امتدادا على المستوى التاريخي والجغرافي والطبوغرافي والجيوبوليتيكي الإستراتيجي هي امتداد واحد شمال إفريقيا عربي امازيغي مسلم من المغرب إلى مصر حيث يصبح هناك عربيا قبطيا ومسلما ومسيحيا شمال أفريقي واحد مسلم والصحراء تمتد جنوبه أجزاء منها تنتمي إلى دول الشمال وأحيانا أجزاء وليس دائما الاجتزاء منها تنتمي إلى دول الجنوب ، ودول الجنوب التي تمث مع دول الشمال دول حوض الصحراء ، هي ايضا دول مسلمة هي من الغرب الى الشرق السنغال ثم مالي ثم نيجيريا ثم النيجر ثم السودان ، وهذا الإمتداد واحد في هذه الدول الخمس شمالا ، وهذه الدول الست جنوبا . فلما ياترى يستثنى جنوب المغرب لكي يدعى ان هناك شعبا قائما بالذات ، وديمغرافية مستقلة ، وكيانا جغرافيا ، وتاريخيا و سياسيا ؟ والسؤال موجه بالتحديد ليس لمصر ولا لتونس ، وان كان موجها في وقت من الأوقات لليبيا عندما كانت تمول جبهة البوليزاريو ، وتسلحه ولكنه موجه بالأساس الى الجزائر . ان للجزائر صحراء مثل صحراء المغرب ؛ هي نفسها نفس صحراء المغرب في الإمتداد التاريخي والجغرافي والحضاري والديمغرافي والإستراتيجي والجيوبوليتيكي نفس الغمتداد على هذه المستويات بل ان صحراء الجزائر اطول واعرض من صحراء المغرب ، انها اكثر ايغالا في الجنوب من صحراء المغرب ، فما الي يجعل صحراء المغرب كيانا مستقلا جغرافيا وديمغرافيا وبشريا وتاريخيا ، وليس كذلك الأمر بالنسبة لصحراء المغرب ، ان كان انفصال بلد عن بلد يقلس بالإتساع الجغرافي وبالبعد في المسافة فصحراء الجزائر ابعد عن شمالها من صحراء المغرب عن شمال المغرب ، ان كان في الإختلاف فلا يوجد اختلاف ديمغرافي ، ولكن ان بحثنا عن اختلاف صغير فسنجده في الجزائر وليس في المغرب ، ففي الجزائر يوجد الطوارق في الجنوب ، ولا يوجد في المغرب طوارق ، سكان الصحراء بيض عرب وامازيغ مثلهم مثل سان الشمال في السحنة واللغة واللهجة والديانة والتاريخ ، ان كان من يمكن ان يعتبر الإيغال في المسافة والشساعة في الجغرافيا سببا في الإنفصال هو الجزائر ان كان بلد يمكن الإعتماد فيه على الإختلاف في الديمغرافيا فهو الجزائر حيث يوجد الطوارق بل اكثر من ذلك الذي ينظر في خريطة المغرب العربي ، وشمال افريقيا، والصحراء الكبرى، سوف يجد أن دولة الجزائر تمتد بشكل غير طبيعي بالنسبة لكل خرائط الدنيا ، دولة الجزائر مثل شمشون جبار الذي يظهرونه في تلك الأفلام الرومانية القديمة وهو بيديه عمودين حجريين – مصنوعين عند المخرج بطبيعة الحال من الورق القوى والدي جعل الجزائر هكذا بطنا ضخما ممتدا بلا أضلع الى المغرب في أقصى الغرب والى تونس وليبيا في أقصى الشرق ، والى عمق عمق مالي والنيجر ، والتشاد في الجنوب سبب واحد معروف ، هو ان هذه الدول كلها احتلت متأخرة ، كان آخرها المغرب سنة 1912 ، أما لجزائر فاحتلت مبكرا ، وكانت منطقة احتلال فرنسي ، وماحولها دول ضعيفة تذوذ عن نفسها ، فعجزت عن حماية اراضيها فامتدت فرنسا وتمططت ، وتغولت ، واعطت للجزائر هذا المجال كله بفكرة معروفة ولاتخفى على احد ح وهي ان فرنسا كانت تطمع ان خرجت من كل هده الأرض ن بعد لأي انها لن تخرج من الجزائر +، وكانوا يحفظون الطلبة في الإبتدائي في حصة الجغرافيا ان فرنسا تمتد من حدود التشاد الى بلجيكا ، ويذكرون ذلك بالمدن ، من دانكرك الى الجغبوب ، يقولون ان الجزائر فرنسية ، الجيش الفرنسي يتدرب وشعاره " تحيى الدولة الفرنسية " وكان الفرنسيون يقوون ان البحر الأبيض المتوسط يخترق جنبات فرنا كما يخترق نهر السين جنبات باريس ، كانوا يعتقدون ان البحر البيض المتوسط مرد نهر يخترق جنبتي فرنسا الشمالية والجنوبيةالجزائر ن كنا نناضل من اجل ان نستقل ، وكان معترفا لنا اننا مستعمرون في حين الجزائريون ناضلوا قرنا كاملا لمجرد الإعتراف بانهم مستعمرة ، كان من يقول الجزائر مستعمرة يعدم ، الجزائر فرنسية ، والفرنسيون في الجزائر جزائريون ، والجزائريون في في فرنسا فرنسيون ، ولأن فرنسا كانت تحلم بأن تبقى الجزائر عندها والى الأبد ، وكان شعارها ان الجزائر لم تكن قط أمة ولا شعبا ولاكيانا في حين وفي المغرب وبموجب اتفاقية المعاهدة والإعتراف ولو الشكلي بالسلطان وحكومته التقليدية ( الوزراء ). كان المغرب كيانا قائما حتى في كل أدبيات ووثائق واعترافات ومفاوضات الفرنسيين ، وكذلك كان الشأن بالنسبة لتونس ، ولكثير من البلدان ، لكن هذا الإعتراف لم بكن قط بالنسبة للجزائر ، ولأن فرنسا كانت تخطط بهذا الشكل فقد وسعت من حدود الجزائر حتى اكلت اجزاء كبيرة من صحراء المغرب وموريتانيا ومالي والنيجر وجنوب تونس وغرب ليبيا ن ومن المعلومات التي لاتعرفون – وأنا لاأحرض الآن ، ولاأحب الخصام بين الإخوة الأشقاء ، ونحن والجزائريون كشعب ليس عندنا مشكل ، المشكل مع بوتفلقة الذي صنع هذه المصيبة عندما كان وزيرا للخارجية ، والمشكل مع الجنرالات الذين لا يعيشون إلا على التوتر مع المغرب ، فبفضل هذا التوتر يبقى هذا الجيش حاكما ، ويبقى ملجأ ،ويبقى الكهف الذي يأوي إليه كل السياسيين الخائفين من اندلاع حرب مع المغرب ، ويطالب آنذاك بالإعتمادات التي يريد وبالميزانية التي يريد وبالأسلحة التي يريد ، وتعلمون ان الجيوش لاتعيش إلا في جو من التوتر العسكري كما أن الأجهزة الأمنية لا تتغول إلا إذا صنعت الخوف ، وصناعة أحداث إرهابية ن ونسبتها الى أطراف بريئة ، ثم بعد ذلك تنتعش هذه الجهات الأمنية ، وتتمول وتأخذ الإعتمادات ، ومن الصعوبة أن تجد حكومة مدنية ، أو نظاما سلميا كالمغرب يمكن أن يعطي للجيش أو للمخابرات أموال نفوذ وسلطة ويستجيب لجشع لا منتهي إذا لم تكن هناك أزمات داخلية وتوترات حدودية ، وهذا الذي يجعل الجنرالات في الجزائر يعيشون على قضية الصحراء ، ويقتاتون عليها بالإضافة إلى أنهم عمليا ينهبون كلما يعطى بإسم البوليزاريو ، ويعطى للشعب الجزائري لكي يبيعوه الى الحدود هناك في بنيدار نفطا ، وفي أسواق الفلاح ، وغيرها في مدينة وجدة ، مواد غذائية ،وسلعا وأدوية وأقمشة ، ومنتوجات كيماوية – للأسف الشديد ، ولكنه الواقع ، أنا لاأقول هذا من باب التحريض فالأمة الإسلامية أمة واحدة من طنجة إلى جاكرتا ، من المغرب إلى أندونسيا ، هكذا ينبغي أن تكون " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا " وقد أمرالله أن نكون متوحدين ، وخطب فينا الرسول صلى الله عليه وسلم خطبة حجة الوداع وهو يقول لا ترجعوا بعدي كفار ا يضرب بعضكم أعناق بعض ،ولكنها الدعاوي الجزائرية تضطرك أن ترد عليها بمنطقها ، المغرب ، موريتانيا ، النيجر ، مالي ، التشاد ، تونس ، ليبيا ، كلها أكلت منها الجزائر ، طبعا بقرار إستعماري لكن بمباركة من ليفيلين عندما جاءت إلى الحكم ، جبهة تحرير اجزائر التي جائت لتتحول هي كذلك إلى إستعمار للأسف الشديد ، هكذا يعيد التاريخ نفسه ، ونعيد إستنساخ الإستعمار في شخص أشخاص هم من بني جلدتنا ويتكلمون بلساننا ، وفي هذا الإطار ينبغي أن تعرفوا أن جزء كبيرا من النفط الجزائري هو نفط ليبي ، لأن نفط الجزائر يأتي من حاسي مسعود ، وحاسي مسعود ليبية ، وولكن وقت ضعف الدولة العثمانية ، وانهيار قدرتها العسكرية في ليبيا وعجز والي بلغازي وطرابلس كما كان يسمى عند الدفاع عن هذه المنطقة الموجودة في أقصى الجنوب الغربي بليبيا ، تغولت السلطات الإستعمارية الفرنسية القوية جدا في ذلك التاريخ سنوات 1830-1840- 1850 ولم تسقط الدولة العثمانية إلا سنة 1918، ولكنها كانت ضعيفةمنذ قرنين قبل ذلك التاريخ ، فأخذت حاسي مسعود . و الآن ليبيا بقيمها الوحدوية ، بشعاراتها القومية ، بحديثهاعن افريقيا تستحي مجرد إثارة الموضوع والمطالبة بحاسي مسعود لأن ذلك سيجر إلىشنآن وصدام مع دولة الجزائر . في تونس هناك مشاكل عند نهر " المجردة " الموجودة على الحدود وهو ينبع في الجزائر ويصب في تونس ، ولكن الجزائر نصبت معامل ملوثة على الحدود ، وبالتالي حفظت ماءها ولكن الماء الذي يدخل الى تونس يدخل ملوثا ، هناك مشكلة الجرف القاري بين تونس والجزائر وهي منطقةاستراتيجية ، ومنطقة بينية ، ومنطقة نفطية أيضا تونس عاجزة عن المطالبة بها ، الحدود المغربية ، المغرب سلم فيها لمجرد أن يسلم له في الصحراء ومستعد لتوقيع اتفاقية حدود ثابتة لم تقم لحد الآن لأن البرلمان المغربي في الستينيات رفض أن يوقع عليها رغم أن الحكومة المغربية بعد ما سمي بحرب الرمال المتحركة 1963- 1965 سلم بها لمجرطلب السلام والأمان ، وكذلك الحال مع باقي الدول، كمالي، والنيجر، وموريتانيا، وهي دول أضعف من أن تطالب الجزائر بشيء، ولكن لجزائر مستمرة في غيها، وتتحد عن شعب صحراوي، والحاصل أن لديها في الصحراء بشرا وأنه يمكن بسهولة عن طريق الإلصاق والنقل أن تقول إنها إذا كان هذا شعب، فإن هذا شعب وقلنا أن الصحراء الجزئرية أكبر، وأن الديمغرافية الجزائرية قد يكون فيها تنويع، بالنسبة للطوارق رغم أن الجميع مسلم وعرب وأمازيغ. I. الخلفية الثقافية والحضارية الخلفية التاريخية رأينها، شقها الأول هو تاريخ ممتد واحد ليس من الرباط إلى العيون، ولكن من طنجة إلى نهر السنغال، بل إلى سيراليون في عهد المرابطين، وفي عهد الموحدين كان البلد واحدا كل الغرب الإفريقي كان جزءا من المغرب. والوجه الثاني له كيد استعماري خصوصا مع الإستعمار الفرنسي للسعي لإلغاء هذا التاريخ، لكن المستوى الثاني او المحور الثاني وهو البعد الثقافي والحضاري أهم لأن البعد الأول يتعلق بجغرافيا وتاريخ يتعلق بتراب وببشر، بإمتداد غقليمي أما هذا المستوى فيتعلق بالكينونة، والهوية، والمصير، يتعلق بما يسميه صاموئيل هانتيغتون، وحاضرة فيه منذ سنوات السبع او الثماني، هو صدام الحضارات سوف أطرح سؤالا في البداية: النظام المغربي في سياسته الخارجية، في ديبلوماسيته الرسمية، في اتفلقاته التجارية، وعلى رأسها اتفاقية الشراكة مع الإتحاد الأوربي، واتفاقية التبادل الحر مع أمريكا، في ولاءاته العسكرية، وعلى رأسها المناورات المشتركة التي مرت منذ شهرين في السواحل الجنوبية المغربية مع إسبانيا و أمريكا و دول أخرى و دخول المغرب في الحلف الأمريكي ضد العراق في حرب 1991 – 2003 و غير ذلك من مظاهر السياسة المغربية أضف إلى ذلك تصويتاته في الأمم المتحدة باستتناء موقفه من قضية فلسطين لأنها قضية محرجة ، الآن المغرب يلاحظ عليه نوع من الإندراج في الفلك الغربي ،والنظام المغربي بذلك يصنف كنظام حليف وقد أعلن جورج بوش مند شهور أن النظام المغربي نظام حليف عسكريا واستراتيجيا،رغم أنه ليس عضوا في الحلف الأطلسي ولم يرق نظام إلى هذا الوصف خارج الحلف الأطلسي إلا المغرب ، ونحن كمعارضين و أنتم كقوى طلابية ثورية إذا عارضنا النظام المغربي و انتقدناه وناضلنا ضده أحيانا واحتججنا عليه فمن أجل هذه السياسة المهادنة المندرجة في الفلك الأمريكي الأوربي الطاغوطي ،فلماذا رغم كل هذا الإندراج و الولاء، هذه القوى تناكف المغرب في الصحراء وتضربه أسفل الحزام ،وتتواطؤ سرا ضد وحدته الترابية وقضيته المقدسة . السؤال بسيط ، الجواب عنه أبسط ، لأن القوى الإستكبارية من أمريكا وأوربا والصهيونية العالمية والأمم المتحدة التي هي صنيعة لهم ،ومجلس الأمن وكل هذه القوى لاتنظر إلى المغرب كنظام ، لاتنظر إلى الحاكم، ولا تنظر إلى وزير الخارجية، ولاتنظر إلى الحكومة ، ولاتنظر إلى البنية السياسية الحاكمة؛ تنظر إلى المغرب ككيان له أبعاده تاريخية، وحضارية، إنها تتحالف ضد، تتآمر على، تكره مغرب يوسف ابن تاشفين،ومغرب المرابطين،والموحدين العظام، مغرب المجاهدين الكرام، مغرب طارق ابن زياد، وموسى ابن نصير الذي عبر منه وبه، وبفضل أبنائه، بفتح الأندلس، مغرب الزلاقة، ومغرب المعارك الكبرى التي كسرت فيها التحالفات الأوربية الصليبية على صخرة شمال الأندلس في أيام تاريخ هو بعيد بالنسبة إلينا ، ولكنه قريب ماثل، خذوا اسانيا مثلا، وتواطؤاتها السرية والعلنية، وموقفها المستفز،الظاههر أحيانا إذا حكم أثنار، والخفي إذا حكم زابثيروا. فإسبانيا لاتنسى صراعها التاريخي مع المغرب،لاتنسى أن الذين فتحوا المغرب انطلقوا من تراب المغرب، وطارق ابن زياد مغربي، وإن كان موسى ابن نصير ليس مغربيا فإن 90 في المائة من الجيش الذي فتح في معركة " برباط" الشهيرة التي قضي فيها على جيش القوط سنة 92ه هذه المعركة وقودها 90 في المائة ربما 95 في المائة من جيشها كانوا من المغاربة، لاينسون أن المغاربة بعد ذلك مثلوا جزء من ديمغرافية الأندلس لمدة ثماني سنوات " برباط" الشهيرة التي قضي فيها على جيش القوط سنة 92ه هذه المعركة وقودها 90 في المائة ربما 95 في المائة من جيشها كانوا من المغاربة ، لاينسون أن المغاربة بعد ذلك مثلوا جزء من ديمغرافية الأندلس لمدة ثماني قرون حيث كانت أربعة أجناس تتناوب وتتنافس على الحكم وتنمية البلاد : العرب الصقالية، والبربر، والإسبان، لاينسون أنه انهار الكيان الاندلسي العربي في أقل من اربعة قرون والذي مدد عمره، أربعة قرون أخرى هم المغاربة، مرة أخرى لا ينسون أن هذا المضيق الذي يشهد اليوم الجثث الطافية من قوارب الموت الراحلة لذلك الاتجاه، الذي كان يعرف ظل السفن المغربية العالية الممجدة الرافعة لألوية الجهاد في سبيل الله مكتوب عليها " لا إله إلا الله محمد رسول الله، جيش منصور بالله " وأن هذه السفن كانت تلقي بفلذات أكباد المسلمين، وتنثر أحشاء المجاهدين بالسيوف اللامعة، والخوذات الناصعة، يوغلون في العدو إلى أقصى مدن الشمال، ويصدون الحلف الفرنسي الإنجليزي، الألماني، الإيطالي، الإسباني، ضد المسلمين من أجل مشروع استعادة اسبانيا من جديد، يالترات القوط والأسبان،ويالترات الكنيسة الكاثوليكية، لا ينسون أبدا معركة الزلاقة، وقد قادها شيخ عجوز قد قارب المائة: اسمه يوسف ابن تشفين كان يلبس الصوف في هذه الرحلة، وهو دائما كذلك، ويأكل خبز الشعير في تلك المعركة وهو دائما كذلك، وكان يقول احزموني بالحبال على فرسي -لأنه من فرط هرمه لا يستطيع الثبات عليه- حتى أكون أول من أقاتل وأثخن في العدو، وكان يطلب الشهادة، ويتعرض لها بعد عمر طويل؛ حكم فيه من مراكش إلى منطقة تؤوي اليوم أكثر من 30 دولة وكان يبيت ساجدا ويظل ساغبا صائما وكان لا يستمع إلا لفقيه، ولا يطيع إلا لعالم، ولا يخضع إلا لشرع الله، إن هذا هو المغرب الذي لا ينسون، هذا هو المغرب الذي أبدا يذكرون، هذا المغرب الذي يخافون ويحاذرون أن يعود – الله أكبر – من جديد وحقدهم على المغرب وصراعهم مع هذا المغرب، وحسابهم الذي يريدون أن يصفوه مع هذا المغرب، ويقولون من نضمن ومن يضمن لنا أن لا يقوم يوسف ابن تشفين جديد كما يقول الصليبيون اليوم في الشرق والصهاينة كيف نضمن أن لا يقوم صلاح الدين جديد، ولقد قاموا جميعا مثل عنقاء الغول من الرماد، قاموا من صفر، كان المغرب منهارا وممزقا وضائعا، ومتخلفا عندما قام يوسف ابن تشفين وكذلك كان الشرق مهانا ومحتلا بالحملات الصليبية، ومذبوحا أكثر مما هو اليوم عندما قام صلاح الدين الأيوبي لا ينسى الشرق أبدا أن صلاح الدين فتح حطين ومعه كتيبة مغربية كبيرة ضاربة أرسلها إليه الموحدون، لا ينسون أبدا أن التاريخ يعيد نفسه، وأن النظام المغربي حتى في مرحلة الاستعمار والانحطاط والتبعية، أرسل مرغما أو راضيا تجريدة عسكرية هناك إلى ارض الشام، وأن للمغاربة هناك آثارا وقبورا هناك في المنطقة السورية المتنازع عليها- منطقة الجولان – هم يعلمون أننا رغم كل الهوان ، والذلة ، والجهالة ، والعلمنة ، والتحديث ، والتغريب ، والفرنسة، والضياع، والانحراف، والسيدا، مسلمون في العمق وسنبقى مسلمين، وسيأتي يوم ما ينهض هذا الدين من رماد كما نهض عدة مرات، ولهذا حسابهم مع المغرب هو حسابهم مع هذا العمق الحضاري والثقافي للمغرب ، ومواقفهم ليست من النظام المغربي حتى لو انبطح هذا النظام كلية ، حتى لو ساير طوعا أو كرها، أو كليهما كل المخططات الدولية والأممية، المغرب ينازع في صحرائه، ويذود عنها وفي إطار الشرعية الدولية والمقررات الدولية، وسياسة الأمم المتحدة، وإخضاعه لقرارات مجلس الأمن، وهي في غالبها قرارات ظالمة مجحفة مستفزة ومتحيزة، ونزيف الأموال والدماء للمغرب يستمر منذ ثلث قرن والمغرب صابر لا يستطيع أن يخرج عن هذه المظلمة الكاذبة الظالمة المغرضة ، ومع ذلك فان الجزائر وهي ليست طرفا من الناحية القانونية، رغم أنها طرف حقيقي في الصراع السياسي، والجزائر لا يستحق لها أن تؤيد مقاتلين، ولا أن تسلحهم، ولا أن تطلقهم من أرضها على أرض مجاورة، وعند فعل صدام حسين ذلك في الكويت أدب، وعندما فعل عيدي أمين في تنزانيا أعدم ويا ويل من يجرؤ من دولة إسلامية أن يمد نفوذه إلى بلد آخر بمستوى توحيدي كالكويت، أو صدامي عسكري كالسودان أو اوغندة، أو بمسمى حقوقي إنساني كإندونيسيا. فما بال هذه القوى تغض الطرف عن بلد من أرضه تنطلق العمليات المسلحة ، والمذابح المنظمة للجيش المغربي والعدوان المستمر المتوقف مؤقتا منذ سنة 1990 ولعله –لا قدر الله – قابل للاشتعال فأي لحظة يكفي أن نعلم أن المينورسو يمشي معنا بالقطارة ، وأن قرار تجديد القبعات الزرق في المغرب ، في جنوب المغرب قرار يمدد كل سنة شهور ، ونحن نعيش على أعصابنا بإيقاع أن لايجدد ، ولا يمدد، فيستأنف البوليساريو ، وعصابته المسلحة من الجزائر عدوانهم علينا ، من الذي لا يجعل أمريكا تقف هذه الوقفة العنترية التي وقفتها ضد العراق مع الكويت الآن البلد الآخر المعتدي بلد غير مسلم ألآن لأمريكا تحالفات مع الجزائر ، بالعكس إنها تكره الجزائر أكثر من المغرب ، فالنظام الجزائري نظام يساري إاى وقت قريب ومناكف ، ونظام نفطي وغني ونظام عنده تاريخ في مقاومة الاستعمار لا يحبونه ، ولكن لأن النظام الجزائري يمشي في اتجاه التجزئة على كون ولائه أقل للأمريكان ، ولأن النظام المغربي يمشي ضد اتجاه التجزئة على قربه وولائه لأمريكا . وماذا نفعنا أننا أول بلد في العالم اعترف بالولايات المتحدة الأمريكية في عهد سيدي محمد بن عبد الله سنة 1747 ، وماذا نفعنا أننا نتمتع بأقدم وأطول معاهدة في التاريخ بين بلدين هي المعاهدة التجارية والسلمية والسياسية بين المغرب وأمريكا ، والتي عمرها أكثر من قرنين في حين أمريكا اليوم نفسها ليس لديها أية معاهدة من أي طرف آخر حتى ولو كانت بريطانيا ، حتى لو كانت إسرائيل بهذا الطول لأن عمر إسرائيل نصف قرن ، ولأن بريطانيا كانت في البداية موضوع صراع واقتتال من أجل الاستقلال ، لا يوجد أي بلد حتى البلدان المسيحية الأوربية الأقرب إلى قلب ووجدان الأمريكيين ، والبلاد التي يتحالف معها الأمريكيون بحكم الروابط والصلات الدينية ، و الديمغرافية ، والتاريخية ، لا يوجد بلد عنده معاهدة استمرت ، واستقرت ولم تنقطع طيلة قرنين ، ولكن ما ينفع ذلك كله وحظنا السيئ أننا نذود عن صحراءنا وعن أقاليمنا ، وأقاليمنا ، ووحدتنا الترابية في اتجاه الاتجاه المضاد للمشروع الاستعماري الكبير ، المشروع الإمبريالي الذي شرحه منير شفيق ، في كتابه الرائع " النظام الدولي الجديد ، وخيار المواجهة " وكتب كثيرة منه كتابات محمد السماك الإستراتيجية ، - وأدعوكم دائما إلى قراءة كتب هذا الرجل العظيم ، وهو صاحب عبارة أن سيكس بيكون الجديدة التي يقودها جرش بوش ، اليوم هي قائمة على شعار تجزيء المجزأ ، وتقسيم المقسم ، وكما أن سيكس بيكون 1916 قسمت منطقة الشرق الأوسط من أجل التمهيد لقيام الكيان الصهيوني ، فإنها اليوم تريد إعادة التقسيم لمزيد من التجزئة من أجل التمهيد لقيام إسرائيل الكبرى ، ونحن نندرج في المشروع حتى والمغرب في سياساته اتجاه الكيان الصهيوني ، ولا يرضينا ، ولا يعجبنا ،وفي الغالب يساير الأهواء الأوربية ، و الرغائب الأمريكية ، والأنانيات الصهيونية . حتى أنا وكثير من أمثالي منذ سنوات ونحن نصرخ في وجه التطبيع، وندين التطبيع لم يشفع للمغرب أنه يطبع جزئيا ولو كليا وسرنا وعلنا وسياسيا واقتصاديا، مع العدو الصهيوني لإرضاء الغرب ولكن الغرب لا يرضى لأن سياستك بنيويا ضد مشروعه التجزيئي أمام الجزائر حتى ولو لم تطبع، وهي الآن بدأت تطبع حتى وهي يسارية، وقد أصبحت لآن اليمين حتى وهي معادية لأمريكا، قد أصبحت الآن مع وحيد القرن خاضعة مثل الآخرين لكن الجزائر تمضي في اتجاه التجزئة، ومشروع نظامها وجنرالاتها المعقدين، وحاكمها السيئ في اتجاه التجزئة. فإذن تنصر الجزائر علينا، هل سمعتم قط رسالة كاذبة حبرا على ورق ، مدادا للهجوم علينا وهذا شيء لا تقبله المواثيق الأمم المتحدة وممنوع ، وغير مسموح به في دارفور على أرضه فكيف يسمح للجزائر أن ترفع السلاح على غير أرضها لدعم ما تسميه قوى وطنية تحررية وتدعي أنها غير طرف وأن البوليساريو مستقل وأن الشعب الصحراوي ينبغي أن يقرر مصيره ثم يقبل ذلك منها ، بأي حق تقدم الأمم المتحدة الشرعية الدولية برامج وحلولا ومقررات وصلت الآن خمسة حلول ، هذا كتاب الحل الخامس " سلطة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية " لباهى محمد أحمد ، وهو ابن الصحراء ، وهو من الركيبات ، ومن القيادات الفكرية والإعلامية . قضى 11 سنة في تندوف سجينا وهو الآن يتنقل في أرجاء الوطن وخارجه ، وعلى نفقته لغيرته الوطنية وروحه الصحراوية مدافعا عن وحدته الترابية ، ولا يتلقى أي إنصاف من الحكومة وأي دعم ولا حتى تمويل طبع كتبه التي زادت على العشر . الحلول الخمس أربعة منها قدمتها الأمم المتحدة والمغرب صاحب القضية، والطرف المظلوم يقبل. والجزائر ترفض بأي حق ترفض الجزائر ، هي ليست طرف قانوني كما يقولون ، ترفض تأز صنيعتها البوليساريو وعملائها من فقراء الدول الإفريقية التي توزع عليهم شيكات النفط فيرفضون . والعجيب أن الأمم المتحدة تطرح حلا وتحدد أجلا وتهدد،في النص من يعترض فإنه سيلقى العقوبة وهي تنوي المغرب فيفهم المغرب الإشارة فيقبل ثم ترفض الجزائر لا تهديد ولا وعيد ، إذن إذا لم نفهم البعد الثقافي والحضاري ، سوء حظا المغرب أو حسن حظه فإننا لا نستطيع أن نفهم تلاعبات أمريكا ومناورات الأمم المتحدة وروغانات الإتحاد الأوروبي والقوى الاستعمارية . إن المغرب معه قلبا وقالبا في السياسات الخارجية ، وأيضا في سياساته الداخلية طالبو منه آخر ما تبقى من الشريعة في ترسانته القانونية ، وهي مدونة الأحوال فعدلها وحضي بالشكر والشهادات بحسن السلوك من كل دول العالم ، وشكرنا بوش عل مدونة الأحوال الجديدة كل ذلك لم يشفع لنا . نحن مثل ذلك البخيل الذي كان يأتي دائما إلى مدينة ويزور رجلا تاجرا كريما يشتري منه السلع فيكرمه ويطعمه ويأويه ، وكان دائما يقول : حبذا لو تزور بلدي فأكرمك ويعلمان التجارة في هذا الاتجاه وليس في الاتجاه الآخر ، ذات يوم ذاك الرجل المسكين صدق الكذبة ، فأخذ عطلة ورحل – ليس في سياق تجارة ، ولكن في سياق سياحة – دخل المسجد بحث عن صاحبه فوجده ، نظر إليه ، عبس في وجهه ، خلع عمامته – ربما تغير عليه ، لأنه رآه بلباس السفر لن يعرفه ، خلع عليه القلنسوة ، لو يعرفه ، خلع البرنص، لم يعرفه ، قل : لو خرجت من جلدك ماعرفتك . فوالله لو خرج المغرب من جلده ما نصر في قضية الصحراء ، إلا ما حك جلدك مثل ظفرك ، إلا ان نقوم بتعبئة وطنية ، وهذا ما سنتحدث عنه في المحور الثالث والرابع ، وننصر أنفسنا بأنفسنا ، ونقف عظمة في حلق الأعداء الذين لايهددون الصحراء ، ولا النظام المغربي ، يهددون كياننا التاريخي ودورنا الحضاري . ما هو هذا الدور الحضاري ، الذي رمزت إليه بيوسف بن تشفين والمرابطين والموحدين ، وفتوحات الأندلس تثرى ، هو باختصار شديد ، حكاية تعود إلى سنة 1492م أي بعد ثمانمائة وثمانين سنة من حكاية 92ه، الحكاية تقول أنه كان يامكان ملكة جبارة مجرمة كاثوليكية متعصبة اسمها الملكة إيزابيلا ، وكان لها زوج ضعيف إمعة ، اسمه الملك فرنان دو الثالث ، وتزوجا فوحدا مملكتيهما قشتالة وأركون ، وزحفا عللا ما تبقى من مملكة إسلامية في جنوب الأندلس ، تسمى مملكة بني الأحمر تلفظ أنفاسها على أسوار غرناطة ، ثم إنه اشتد الحصار ، وكانت الزوجة امتنع من زوجها ، فلا عرس ولا دخول إلا في قصر غرناطة ، وكان الذي يقودها ويسيرها ، هو القسيس الأكبر بابا الكنيسة الكاثوليكية في اسبانيا وهو يسير من بابا الفاتيكان . كانت امرأة شديدة التدين حتى انها لم تغتسل قط في حياتها ولا مرة واحدة ، لأن الورع في ذلك الزمان التخلف كان بالنسبة إليهم عدم مس الماء ولم تكن تعرف الطيب ، وكانت إلى جانب ذلك ذميمة ، وعلى أسوار غرناطة في الغزوة الخامسة أو السادسة وتجنبا لألا يقع فشل جديد فيطول أمر الخطبة بدون عرس أو زواج ، فإنهما جاءا هذه المرة وثبتا مخيمهما الكبير ، وعسكرا بجيشهما، وقعدا هناك يصليان ويدعوان ويتوسلان بالقديسة العذراء وبالمسيح المخلص من أجل أن ينهار برج الشر لمتبقي في غرناطة ، وقام المسلمون الفدائيون في كل ليلة بعملية اختراق وإحراق لهذه الخيام ، فغيرت الملكة الحديدية قرارها وهدمت الخيام وبنت مدينة كاملة ، بنية الإقامة الطويلة –أنا هنا حتى تسقط غرناطة – وسميت هذه المدينة مدينة الإيمان المقدس وأصبحت اليوم حيا من أحياء غرناطة ، كما أن غرناطة القديمة كلها أصبحت حيا سياحيا ، وفي مدينة الإيمان المقدس قعدت الملكة سنتين ليس عندها شغل ، إنها تحاصر وهي مرتاحة غير محاصرة ، مدينة تلفظ أنفاسها بالجوع والعطش والدمار نفسا نفسا وهي هناك تشتغل بأمور أخرى – أنظروا إلى الدفعة الدينية عندما تخلق صحوة حضارية وتنطلق في الكر وقد أصبح الآخرون في الفر، وهناك استقبلت كريستوف كلومبس واعتمدته سفيرا مفوضا لها في الآراضي الجديدة وأمدته بالإذن والمال والسفن والرجال والسلاح ، لكي يذهب إلى العالم الجديد فكانت رحلة كريستوف كولومبس في نفس السنة التي حوصرت فيها غرناطة حصارها الأخير وهناك بدأت تفكر الملكة في المستقبل مع الفراغ ومع الحقد ومع الصليبية وعقلية محاكم التفتيش ، جمعت حولها زوجها وقسيسيها وكبراء مستشاريها ووزراءها وطرحت عليهم السؤال : الآن غرناطة في اليد أوتكاد وغدا نقضي على آخر صومعة وهلال في أرضنا فنوحدها ونعيدها إلى حاضرة الصليب ، لكن ما الذي يضمن أن لا ينطلق المغرب أيضا من رماده مرة أخرى ويأتي إلينا هذه المرة فاتحا كما جاء مع الموحدين والمرابطين ، هناك مع الشورى مع الدهاء السياسي مع الرؤية المستقبلية والإستراتيجية نبع مخطط ن هذا المخطط سوف يتآمر على المغرب ويتآمر على صحراء المغرب منذ 1492 والمؤامرة تشهد اليوم فصولا جديدة مأساوية ، لأننا منذ سقوط غرناطة ونحن في نزول وهم في صعود – ولا حول ولا قوة إلا بالله – ماذا كان هذا المخطط ؟ سمي بمخطط الأحزمة الملونة المتوازية ، حزام أبيض ، أزرق ، أخضر ، أصفر ثم أسود ؛ ما حكاية الألوان هذه ؟ هل كانوا ينسجون ثوب بنيلوب وهي تنتظر عودة أوليس – وإنم كانوا يتحدثون عن رؤية استراتيجية مبنية عل ىوضعية طوبو غرافية ، الخط الأبيض هو أوروبا ، وكان الأوربيون يسمون أنفسهم le pays blanc وينسبون ديانتهم إلى ديانة البيض ، ثم الخط الأزرق وهو البحر الأبيضالمتوسط ؛ ماء بحري أزرق ثم الأخضر ن وهو شمال افريقيا المسلمة ودائما يسمون الخضر ويتكلمون عن الزحف الأخضر والخطر الأخضر ولازالوا إلى اليوم يفعلون هذا ، ثم الخط الأصفر وهي الصحراء الكبرى الممتدة من العيون إلى واحة سوى ، ثم خط أسود وهم سكان جنوب الصحراء الأفارقة السود ثم الدول التي ذكرنا من السنغال غربا إلى السودان شرقا ، هذه الخطوط ما حكايتها ، حكايتها أن الخط الأخضر وهو العدو وهو شمال افريقيا المسلمة محصور بين خطين قاحلين ، خط أصفر وخط أزرق ن هناك بحر قاحل لاسبيل إلى عبوره لايستقر فيه ن حاجز مائي طبيعي فهو يمكن أن يحصر عنا ويحاصر ويحجز عنا الخط الأخضر ، وهناك في الجنوب الخط الاصفر صحراء قاحلة ن عندما رسم ابن بطوطة خريطته على تلك الكرة الفضية وصل إلى أعماق أعماق تنبوكتو ثم كتب بعدها بلاد غير سكونة بسبب الحر ، وكان لايعلم أن ورائها عند خط الإستواء أرض خضراء يانعة وسافانا وغابات كثيفة وأمطار موسمية صفية ن فكتب بلاد غير مسكونة بسبب الحر ، كانوا يحلمون أن يعزلونا نحن الوجود الإسلامي في جنوب افرقيا المرموز له الخط الاخضر بين خطين قحلين حتى يكون ذلك حاجزا لنا عن أن نمتد إلى إفريقيا فنتقوى بها وبموانئها ومعادنها وشعوبها والإسم الذي يستشري فيها والخط الأزرق من أن نمتد إليه فنعود إليهم شبحا كما كنا وكما كاونوايعتقدون وبموجب هذا كان الضرب ، التركيز على الممرين الإستراتيجيين الدذين يمكن أن يقطع الخط الأبيض عن الخط الاسود وهما الممر الموجود لى الساحل الأطلني وهو الصحراء المغربية ، والممر الموجود على ساحل البحر الأحمر وهو جنوب السودان ، إنه ما بقي جنوب السودان ممتد مع شماله وموصولا مع جنوبه وما بقيت الصحراء المغربية فإن تغذية تمويل الحضارتين للدعوة الإسلامية بالطرق اصوفية بالمجاهدين بالحجاج بطريق الحج بزوار الاضرحة بالطريقة التيجانية بالجهاد وبالباحثين على الرعي بالتجار المتصوفة المجاهدين المتزهدين ، كل هذا الإمتداد البشري الديني سيبقى مزورا ومخصبا . ممدا للشمال م لجنوب ، أما على مستوى الخط الأزرق فثم قطع أيضا الوصلتين مشروع صهيوني كيان صهيوني هناك يمنع مابين الشام وسيناء واحتلال جبل طارق وسبتة ومليلية ولاحظوا أن المخطط قد نجح على أبعاد ومستويات واستغرق خمسة قرون ، ولكن مازال ماضيا ، كل الدرست الإسلامية أو القومية أو الشيوعية أجمعت على أن احتلال فلسطين على مستوى الإختيار الديني فحن نعرف ماذا ن على مستوى الإختيار الدولي فهو اختيار لموقع استراتيجي يفصل آسيا العربية المسلمة عن افريقا العربية المسلمة ويفصل أيضا ف تلك المنطقة إمكانية المرور من الخط البيض تركيا إلى الخط الأخضر مصر عبرر ساحل الشام الذي هو فلسطين فلسطين الممتدة مثل رمح تماما مثل الصحراء المغربية تماما مثل جنوب السودان الممتد مثل رمح تماما مثل جبل طارق ن وهكذا مازلنا إلى اليوم مقطوعين عند الوصلتين من الجانبين. هكذا إذن تفهمون لماذا الحرب على الصحراء المغربية حرب كبيرة ومصيرية وخطيرة ، هكذا إذن تفهمون كل الأنظمة تتظاهر بالولاء للمغرب بإعتباره يمضي في خيارات السلام والتطبيع والإنفتاح والتحدث وكل ما يريدون ومع ذلك فإنهم لاينالون شيئا لأن الأمر ليس بيد المغرب ، غدا سوف يستعيد المغرب صحراءه أوتوماتيكيا موضوعيا تلقائيا يمتد الجسر الموصول من جديد ن وبغض النظر قد يذهب حاكم ويأتي حاكم ن يذهب نظام ويأتي نظام وتتغير الأحوال وتعود قوتنا إلينا بعد ضعف وعافيتنا بعد مرض ثم يجدون أنفسهم قد فرطوا في فرصة تاريخية لتعويقنا بنيويا . في هذا الإطار يمكن أن نفهم لماذا سنة 1880 بتاريخ 3 يوليوز هكذا تفهمون بعد هذه امقدمة التي شرحة فيها من الناحية الحضارية للرجو إلى سقوط غرناطة والملكة إيزابيلا ستفمون ما سأقرأ عليكم من إشارات تآمرية واتفاقات دولية ضد المغرب ومنذ زمان ، في 3 يونيو – تذكروا جيدا – 1880تجتمع فرنسا واسبانيا ،ممكن هذه دو جوار تتآمر علينا ، أمريكا ممكن دولة عالمية ، م يجتمع – اسمعوا جيدا فرنسا ألمانيا النمسا هنغاريا بلجيكا الدنمارك اسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية ، ايطاليا هولاندا البرتال السويد النرويج ، كم من دولة ؟ أربعة عشر دولة اجتمعوا في 3 يونيو 1880 في مؤتمر في مدريد لتحديد طبيعة وحجم الوجود الديبوماسي الدولي في المغرب ، هذا هو العنوان تحديد طبيعة الوجود الديبلوماسي في المغرب – أما الحقيقة فهي الحديث عن تقاسم النفوذ والوصول إلى عمق المغرب والسيطرة على المواقع الإستراتيجية والأسواق ، ويطرح سؤال : إنه في ذلك الوقت لم يكن في المغرب لا نفط ولا سمك وليس فيه اليوم نفط ، ولكنه عنده مدخل للإمساك بإفريقيا هو الصحراء . إذن تفهمون الآن – لو قرأت عليكم هذا النص من قبل لما فهم ما كل هذا العداء والتخطيط ، ثم تترى الإتفاقات السرية بعد أن تم ترضية كل هذه العصابة التي تداعت علينا كما تداعى الأكلة على قصعتها كما قال الرسول صلى الله ليه وسلم ، ثم تخليص الأمر إلى أطراف محدودة . في سنة 1904 تنعقد اتفاقية سرية فرنسية اسبانية لتقسيم المنطقة من طنجة إلى نهر السنغال في شكل أربعة أحزمة يتناوب فيها الوجود الإسباني من الشمال ن فالفرنسي فالإسباني فالفرنسي ، الشمال لإسبيانيا والوسط لفرنسا والصحراء لإسبانيا موريتانيا، واسنغال لفرنسا مع النص أن تكون طنجة منطقة دولية ن استمعوا جيدا : وفي اليوم نفسه يصدر تصريح علني مشترك لسفيري البلدين ينص على أن الدولتين تتشبتان بصفة أكيدة بوحدة تراب المملكة المربية تحت سيادة السلطان في نفس اليوم الذي تم فيه التقسيم ، الإعلان على أن الدولتين تتمسكان بالوحدة الترابية للمغرب تحت سيادة جلالة السلطان . هذا وجه من أوجه الخديعة والنفاق الغربي الذي مازال مستمرا إلى اليوم ن أنا أقول لكم عندما تسمعون في شأن الصحراء المغربية كما في شأن فلسطين أوالعراق أو السودان أو سوريا أو أندونيسيا أو الشيشان أو كشمير أو أي بلد ، عندما تسمعون تصريحا مثل إن الولايات المتحدة الأمريكية بمناسبة زيارة الملك لأمريكا مثلا ن أو لقاء كولن باول مع وزير الخارجية ن إن أمريكا تعلن أنها تدعم المخطط الأممي فيما يتعلق بالصحراء المغربية ، تعرفون العكس أنها تخرب المخطط الأممي في سنة 1961 ثم اغتيال باتريس لومومبا كزعيم وطني يمكن أن يصبح رمزا لأفريقيا كلها حتى قبل ظهور مانديلا واشتهاره ، باتريس لومومبا كان رئيس دولة منتخب بشرعية كاملة ، وبدأ في إطار بناء نهضة بلده الكونغو يقلم أظافر الوجود الإستيعماري البلجيكي القديم هناك، بلجيكا لجأت الى احد عملائها وهو جنرال انقلابي مرتزق سلحته انقلب، وبدأت معركة دامية ذهب رحاها الوطنيون المساندون للشرعية والديمقراطية والمحبون للزعيم التاريخي، كيف كانت الاذاعة البلجيكية في ذلك الوقت سنة 1960-1961 تتحدث بالحياد والبراءة عن وجود حركة تمرد مؤسفة في الكونكو وانها تترجى المسلحين والثوار_ تسميهم ثوار وهم مرتزقة_ أن يتلطفوا ويرفقوا وأن لا يقوموا بتدمير البلد، والحرب كانت كلها على مناجم كنشاسا من الذهب والالماس والنفط والى اليوم، الشركات البلجيكية تحتكر النفط الكونكولي هذا الاخير كما يقول الفرنسيون:ّ لا يظهر في ميزانية الدولة " مداخل الدولة التعيسة البئيسة الفقيرة الغارقة في السيدا والاقتتال ليس فيها مداخل نفط، الشركة البلجيكية تحتكر النفط وتخرج النفط هذا هو الوضع الذي رفضه باتريس لوممبا وقتل من أجله، من الذي قتله؟ انقلاب عسكري، من الذي موله؟ بلجيكا، من الذي يتبرا؟ بلجيكا. في اليوم الذي اغتيل فيه الرجل سلم سرا إلى جندي بلجيكي وسلم هذا الجندي بأربعة أواني مليئة بالأسيد الكلوردريك بحامض شديد التركيز وزد بمنشار حديدي وأعطي بضع قنينات من الخمر لكي يشربها فيتشجع، وراديو لكي يأنس به وطلب منه ان يقطع باتريس لومبا، وكان الرجل ضخم طويل القامة، وبمعيته رجلين من الزعماء وتذويبهما في تلك الاحواض وبلقهما في مجاري المياه، كان الخوف حتى من بقاء قبر الرجل ظاهرا يمكن ان يتحول غلى رمز وذاكرة، يحكي هذا الرجل عندما بلغ سن الثمانين واصبح خارج القوانين الجنائية ويريد شهرة_ لاحظوا دمويته وهم مجرمون بالفطرة_ ويريد مالا من وسائل الاعلام، خرج فجأة على وسائل الاعلام وجمعها امام كوخه الريفه في بلجيكا وأعلن في يوم مرور الاجل القانوني وانتهاء المتابعة الجنائية بوصوله سن الثمانين انه يريد ان يحكي للناس حكاية، ماذا حكى هذا المجرم؟ وقرأ ذلك مترجما في الصحف المغربية أذكر ذلك في الاتحاد الاشتراكي والصباح، قال للصحفيين وهو يقهقه بالضحك أنه لما كان شابا سلموه جثة باتريس لوممبا ومساعديه ومنشار حديدي... وراديو وخمر. قال وشربت الخمر لكي اتشجع وبدات في تقطيع الجثث وتدوبها في الاحواض، الشاهد عندنا انه يستمع للراديو للإستئناس طبعا إذاعة بلجيكا لأنه بلجيكي سيستمع إلى بلجيكا وفجأة يسمع بلاغ من وزارة الخارجية: يعلن وزير الخارجية البلجيكي عن قلقه بصدد انباء تناقلت بالكونكو عن افتقاد اي خيط معلومات عن الزعيم لوممبا، وان وزارة الخارجية البلجيكية تصرح باسم جلالة الملك والحكومة البلجيكية ان بلجيكا تناشد الثوار اذا امسكوا بالزعيم ان يترفقوا به وان يعامله بموجب معاهدة جنيف وأن يحترموا وضعه كرئيس للدولة. أنا حكيت لكم هذه اللقطة لأنها ذكرتني بالاتفاق السري على تقسيم المغرب، الشمال لاسبانيا والوسط لفرنسا والجنوب الذي هو الصحراء لاسبانيا، وبقية الجنوب الذي هو موريتانيا والسنغال لفرنسا، خمسة اطراف فاصبحوا ست دول وطنجة منطقة دولية طبعا لارضاء الاطراف المتنازعة التي تريد موقع طنجة الاستراتيجي والتجاري، في نفس الوقت يعلانان أنهما يتشبثان بالوحدة الترابية والسيادة الكاملة لجلالة الملك. هكذا يجب عليكم ان تفهموا كل نفاق الغرب، لما تسمعوا ان الغرب يتكلم عن اطفاء النار اعلموا انه ارسل من يشعلها لا اطفاءها، وهكذا هو... ولهذا لاحظوا ان اوربا تتحدث عن تعاطفها مع المشروع النووي الاراني وتدخل في مفاوضات عندما ترفض ايران استقبال الامم المتحدة ولو كانت الوكالة الدولية للطاقة النويية ولا أمريكا ولكنهم يدخلون مع ايران في المفاوضات فقط للوصول الى اسرار للسماح بالتفتيش لاخذ اقرارت للوصول الى نصف الاتفاق ثم بعد ذلك يقدموا هذا السر لأمريكا كهدية ويقولون الان الخطوة التالي... تصلبي فيما هو التزام لك أما التزام إيران فقد استلمناه منها وإن تراجعت عنه فإننا ننفض يدنا ونكون معك ضدها، وهذه السياسة لم أكن اتصورها بهذا الخبث حتى جلست إلى رجل استراتيجي مثل الأستاذ منير شفيق وطرحت عليه أسئلة فقال لي هو كذلك أوربا ليست كيانا معتدلا مجافيا للغطرسة الامريكية ومتوسطا ومراعيا لمصالحه في المنطقة، أوربا تلعب الدور حيلة لجبهة سماها صمويل هانغتون ّ الجبهة المسيحية اليهودية ّّ لجبهة موحدة مصالحها موحدة مندرجة كلها في الانحاد الغربي ضدنا والحلف الاطلسي والتمسك بالبيت الابيض، وهي التي تحركه كما تشاء، وتمسك بمجلس الامن كما تشا وراءها قوة صهيونية، وهم يقولنها الان: إنها الجبهة المسيحية اليهودية في مواجهة الجبهة الاسلامية والجبهة الكنفوشوسية يتحدثون فيها عن الصين واليابان. إنه بعد ارضاء كل من بريطانيا والمانيا عن طريق تعديل تاكتيكي في المعاهدة بمهاهدة جديدة يوم 27 يناير 1912 تقوم على تعديل التقسيم الجغرافي والامتيازات الاقتصادية وتوقيع اتفاقات تجارية والمعاهدات الاقتصادية ثم الشروع فورا في عملية احتلال المغرب واقتطاع صحراءه منه، واداعها لدى اسبانيا، ومرة اخرى ليست صدفة ان تكون إسبانيا التي كانت تحكمها ازبيلا هي التي ستضع يدها على الصحراء تماما كما كانت ساسبيكو تقسيما للشرق الاوسط بين فرنسا وبريطانيا، ليس صدفة أن فلسطسن تكون من حصة بريطانيا التي أعطت وعد بلفور في نفس السنة، وطالما طمحت فرنسا أن يكون الامتداد الفرنسي على فلسطين ولنفس الاهداف وهي أن نابولين عندما غزى مصر وفي طريقه ضرب الفاتيكان والبابا للوصول الى الشعب كان في جيشه ألاف من أغنياء وسياسي اليهود وكان قد استقدمهم وأقنعهم بتمويل الحملة من اجل أن يسلمهم فلسطين لكي ينشئوا عليها دولة إسرائيل لأنه هو كمسيحي مخلص يريد أن ينزل المسيح وهناك شرط ضروري من أربعة شروط لنزول المسيح هو قيام دولة يهودية من جديد، ولنفس الهدف الكاثوليكي كان البروتستانت الانكليكان، ولعلي في محاضرة ّ هل امريكا دولة علمانية _ان وصلكم هذا الشريط_ شرحت بما فيه الكفاية في أن أمريكا دولة دينية وموقفها من اسرائيل موقف ديني محض وأنه لا يستقيم التحليل الاقتصادي ولا السياسي في هذه النقطة الا في الدرجة الثانية وثانوية، لنفس الهدف كان الانجليز يريدون تقديم فلسطين لليهود هدية من اجا أن تقوم دولة يهودية حتى ينزل المسيح لأن المسيح لن ينزل إلا بأربعة شرط هذه إحداها. وهكذا سلمت فلسطين لبريطانيا التي أعطت وعد بلفور وهكذا سلمت الصحراء المغربية لإسبانيا التي وضعت نظرية الاحزمة الملونة المتوازية. في سنة 1902 سيتم تعزيز اتفاقت ق 19 ببروتكول سري يتحدد فيه البند الاول عن مواقع السلطة المغربية مغفلا عمدا الصحراء أي من الان رجع الاستقلال أن تكون الصحراء مغربية في معاهدة 1945 18 مارس معاهدة لالة مارينا ثم الاتفاق السري بين فرنسا واسبانيا على تحديد حدود منطقة الشمال بدقة، لا تنسوا أن عام 1945 هو عام انتها الحربق العالمية الثانية وعام الانتفاضة التي خندة لتحرير فرنسا وبريطانيا وهي مستعمرة من قبل هذين البلدين، هي السنة التي تلي نقديم وثيقة الاستقلال ليوم 11 يناير1944 هي السنة التي وليت ثلاث سنوات بعد ذلك قبل ذلك اجتماع الدار البيضا الاربعة الكبار روزفلت تشرشل دكول محمد الخامس وبموجبها اشترط محمد الخامس على أمريكا أن تنصره لكي يحصل المغرب على استقلاله مقابل أن يسمح لقوات الحلفاء بالضرب للمحور انطلاق من المغرب، ففي هذه السنة هناك احساس بأن الأمور تتزعزع في ثلاثة شهور قبل الانزال التاريخي 5 يونيو 1944. بعد ذلك بشهور قليلة الذي تم فيه تحرير فرنسا بالكامل من بريطنيا وألمانيا أحست فرنسا واسبانيا أن الأمور تتحرك ، والحركة الوطنية تتململ والعالم الثالث كله يتململ فوضعوا اتفاقية للا مرينة 18 مارس 1945 السرية لإعادة تثبيت المناطق ومرة أخرى تم إقصاء الصحراء وتهميش الصحراء وعدم تحديد حدودها ولا ذكر موضع لها ن مع البند الرابع تطل مسألة الصحراء لتأخذ صيغة مازالت سلبياتها ترمي بأثقالها لغاية هذه اللحظة ، هكذا يقول البند الرابع : في الصحراء لا يوجد حدود ترابية يمكن إقامتها بين البلدين لأنها أراضي غير صالحة و لا تفيد إلا ممرا للعرب التابعين للدولتين ، والحل تحديد أسماء القبائل التابعة لإحدى الدولتين وتركهم كرحل يتماوجون بين الحدودن كلام حق أريد به باطل ، وهو تمييع الصحراء من أجل تضييعها نفس الآلية التي ستلجأ إليها فرنسا قبل ذلك بقرن كامل سنة 1844 أي قرن وسنة بعد هزيمة اسلي المشهورة معركة ايسلي التي هزم فيها 60 ألف مغربي أمام عشرة آلاف فرنسي ، وبموجبها قدم المغرب غرامة ملايين فرنكات فرنسية تم اقتطاعها من المغاربة بالجباية والإكراه ، وتم الإبقاء على احتلال وجدة ونواحيها وقصف كل من الصويرة وطنجة لتركيع المغرب ، وبموجبها فرض على المغرب أن يعترف بحدود فرنسية جزائرية لم يكن يعترف بها وكان يمول بالمقابل الجهاد للجزائري الأميرعبد القادر والشيخ بوعمامة وكان الجزاء هو ما ترونه من الجزائر اليوم وبموجب هذا الإتفاق ، اتفقية الهدنة ثم القول بأن الصحراء منطقة قاحلة يصعب فيها تحديد الحدود وأن على المغرب أن يحدد قبائله من قبائ الجزائر وبموجب هذا الزحف حتى اصبحت الجزائر تأخذ هذه الصورة المتغولة مثل بطن الغول ن ولما جاء إستعماري عريق هو الذي سيستعمر المغرب بعد ذلك الذي يسمون به اليوم ثانويته الإستعمارية بالدار البيضاء بالأحياء الجامعية مؤشر على روحهم الإستعمارية الجنرال ليوطي لما أصبح قبل احتلاله للمغرب وتعيينه حاكما ومقيما عاما فيه قائدا للقوات العسكرية الجزائرية في منطقة الغرب كان يقول إنني أطبق على المغرب سياسة بقعة الزيت التي نهبت صحراء المغرب وموريتانيا ومالي لصالح الجزائر ، هذه إتفاقية استسلام المغرب في هزيم اسلي 1844 نفس الآلية سوف تستعملها اتفاقية للا مرينة بين اسبانيا وفرنسا . أريد أن أغلق هذا المحور لأنني تعبت وأتعبتكم وأكثرت عليكم من النصوص ولكني أمام طلبة جامعيين وفي حرم جامعي فلا بأس من رفع امستوى الأكاديمي من المحاضرة لأنه إذا بدأنا وهي النقطة الموالية في التعبئة لقضية الصحراء ، لن نعبئ بالعاطفة الخاوية وافراغ بل سنعبئ بالمعرفة ، ما وقود التعبئة يوما ما شعبيا وجهاديا غير الطلبة من أجل أن لاتمر المؤامرة ليس على المغرب ولا على النظام والمغرب ولا يمكن أن نفهم كمارضين أو كمناضلين أو كمخالفين للسياسات الرسمية أن الأمر يتعلق بسياسة حكومية ، هذا خطأ كبير وقع فيه الماركسيون وجماعة السرفاتي ن أيام النضال الأخرق في السبعينيات كانوا يتمنون أن ينهار المغرب ويسقط النظام المغربي إذا فشل في الصحراء ن وينسون بأنه لو جاء البوليزاريو إلى الصحراء وأقاموا دولة فإن الصراع سيكون بين الإخوة الأشقاء على أشده لو حكم – لاقدر الله – كالقتال الذي كان بين يسار اليمن شمالها وجنوبها ، وجنوبها لوحده أيضا ، اتلعبئة تبدأ بالمعرفة المعرفة أداة الإستعمار والإنتماء لمعرفة نسج الوجود والإرتباط بدون معرفة لا وجود لأن اليهود بقوا عبر توراتهم وتلموذهم ومشناحهم وأغانيهم وبكائياتهم وأناشيدهم وأعراسهم يبكون ويغنون أورشليم أورشليم ، لأن خريطتهم بقيت منقوشة في القلب لأنهم يقرأون يوميا التوراة والتوراة كتاب للجغرافيا السياسية لم يترك قرية من القرى فلسطين إلا وذكرها وذكر عندها مناسبة أو موقعا ، حسبكم سفر يشوع وهو السفر الذي يصف عملية غزو يشوع أو يوشع بن نون لفلسطين بعد وفاة موسى وهارون وفتحها بلدا بلدا وقرية قرية وتدميرها للوجود الكنعاني أو ما يسمى العماليق أو الجبارين وكيف أن الذي يقرأ التوراة ، واليهود يقرأونها يوميا يقرأ سفر يشوع فيقرأ فلسطين خريطة مدققة نقطة نقطة ، لم ينسى اليهود فلسطين وعادوا إليها بعد آلاف السنين وكان ذلك استثناء في الحركة البشرية التي ما انتقلت قبيلة أو أمة منها واستقرت قرونا في بلد آخر إلا ونسيت بلد المنشأ ، من يذكر الآن الهند من الأوروبيين ألم يأتي الأوربيون من الهند من يذكر الجزيرة العربية أتى الأمازيغ منذ خمسة آلاف سنة وأتى المسلمون العرب منذ 1400 ، كل العالم عرف حركة تموج جغرافي مثل حركة الرياح والرمال والجميع نسي الجميع ، نسي أصله استقر وانغرس لأن الإنسان إلف ، ولكن اليهود شكلوا استثناء مضاد للثقافة البشرية ن معجزة ن لماذ ؟ لأن هناك حالة تربية استثنائية هي الإمتلاء امتلاء بالشيئ ، فلا ينسى أبدا ، ولهذا كانوا يقرأون ويبكون في سبأ بابل عند ضفاف نهر الفرات دعاءهم الشهير من سفر آخر هو سفر نشيد الإنشاد " شلت يميني إن نسيتك يا أورشليم "حتى الطفل الذي ولد لساعته إذا بكى وهدهدته أمه فإنها تهدهده بكلمة واحدة تلحنها فيهدأ بها هي : أورشليم أورشليم ، خرائط أورشليم في القلب والعقل وفي الوجدان وفي الدين وفي التوراة وفي المشناح وفي السياسة وفي التخطيط وفي كل شيئ ن خريطة اسرائيل الآن الكبرى منقوشة عند باب الكنيست وفي العملة النفقدية ومرموز لها في الراية بالخطين الأزرقين ، الخط المائل الأول وهو النيل ، أما الخط المائي الثاني هو الفاث ، لايمكن لشخص يتذكر أن ينسى ، الحق في الذاكرة شعار صهيوني بموجبه يتم ابتزاز العالم بالهلوكست وبمذابح هتلر المزعومة ، أيض حقنا في الذاكر وللذاكرة حق ينبغي أن نرفعه كشعار وأن لاننسى ، أقول دائما في محاضرات فلسطين إن علينا أن نعرف فلسطين لكي نحمي فلسطين من جهل فلسطين انمحت من وجدانه لأن الشيئ المجهول شيئ معدوم لأن من جهل شيئا عاداه وبالتالي الشعب المغربي البسيط على حبه لفلسطين وعلى استعداده للجهاد تسري عليه أكاذيب لأنه جاهل بفلسطين ، لو سألت بعض المواطنين المغاربة عن الفلسطينيين لقال لك هم الذين باعوا ديارهم وأراضيهم ، وهذه فرية لم يبع الفلسطينيون شيئا ، قتل الفلسطينيون اغتيلوا هددوا أغروا ، هجروا ، ضيق عليهم ، عاشوا في الجحيم لكي يبيعوا أرضهم عرضت عليهم ملايين أضعاف ثمنها، /، والله في القدس اليوم منزل قديم مملوء بالرطوبة والعفونة مساحته خمسين متر مبني بحجارة مهدمة لا يساوي عشرين مليون سنتيم ، صاحبه يرفض أن يأخذ فيه 100 مليون دولار ، ولكن المغاربة لأنهم جهلوا وجهلوا ونعود إلى العيب الذي بدأناه مع الصحراء هاهو الآن مع فلسطين ن أين وزارة التعليم أين وزارة التعليم العالي أين وزارة الثقافة ن أين وزارة الإعلام أين التلفزة أين البرامج ن الصحراء أعيدت قبل 30 سنة من يعرف عدد قبائل الصحراء . إنه عملية تقزيم وتتفيه مقصودة مدروسة ، هناك اجرام هناك كما يقول علماء القانون والجريمة جميع أركان الجريمة متوفرة ومنها القصد ، قصد افراغ هذا الشعب من هويته وكيانه وقضيته ن ويريدوننا أن ننصر الصحراء بالشعارات الكلاسيكية وبالعبارات المسكوكة ن لاتسمعون في الإذاعة الجهوية للعيون إلا أغاني حسانية منذ ثلث قرن لا تكاد تفهمها ، طيب الأغاني جيدة والأهازيج جيدة والرقصات جيدة والضراعات جيد والخنات جيد والكمبري والهجهوج جيد ولكن ماذا بعد ذلك اين التاريخ اين شرفاء وصلحاء وأولياء وشهداء الصحراء؟ من يعرفهم؟ من يدرسهم. من يطبع الكتب عنهم؟ اين زوايا وثكايا الكطرق الصوفية في الصحراء؟ اين العلماء والرحالة والسائحون والمستكشفون؟ اين المجاهدون والفاتحون والمربون؟ اين الدبلوماسيون والاستراتيجيون والعسكريون اين المدن والقرى والنجود؟ اين المساجد والمعابد اين هي؟ الصحراء مختصرة عندنا في اعنية تتكرر وصوت يتقعر باللهجة الحسانية وبكاء الهجهوج، ودراعة زرقاء وقحولة مطيقة من الصحراء الى الصحراء، بعد ثلاثين سنة هذا ما نعرفه عن الصحراء، انها سياسة مقصودة سياسة الخواء والافراغ من الداخل ولهذا علينا ان نعرف القضية الصحراوية مثل القضلة الفلسطينية. الان واختصارا للوقت فانا ادمج المحور الثالث والرابع في محور واحد لأن احدهما نقيض الاخر . III. ممارسة النقد الذاتي والأخطاء المتراكمة منذ ثلث قرن. النقد الذاتي للاخطاء التي مورست في مشروع اعادة الصحراء والمحور الاخير هو معالم في الحل (اي اصلاح الاخطاء، اي تحويل السلبي الى صورة مطورة). مقاتل السياسة الرسمية تجاه القضية الصحراوية: والتي جعلت هذه القضية الى اليزمم تتعثر، والتي جعلت الاعداء الصليبيين والخصوم/الاخوة الاشقاء والانفصاليين، تنجح هي مجموعة من الاخطاء البنيوية القاتلة –سوف اركز على عدد قليل منها-. 1. تهميش ابناء الصحراء واقصائهم من المواقع والمسؤولية والاستشارة وتعيين ابناء مناطق الشمال مما اثار حفيظة وشك وخوف ابناء الصحرا فالتحقوا بالبوليساريو والجزائر، وفتحت اذانهم لسماع اطروحة العدو لانهم لم يجدو من المغرب اية ضمانة والحاصل ان الذكاء كان يقتضي العكس، أول عامل يتعين في العيون كان يجب ان يكون صحراويا او مسؤول جهوي لاي مديرية من المديريات او مندوبية من المندوبيات كان يجب ان يكون صحراويا، انا اعذر النظام المغربي لانه يريد ان يحافظ -وهو حديث عهده بالصحراء- على ضمانات التماسك، ربما اعذر المغرب ان يعين قائد المنطقة العسكرية من الشمال الى حين ربما مسؤول المخابرات يمكن اين يعين من منظقة اخرى الى حين لكن العامل والكومسير، مندوب التعليم، مندوب الصحة، مندوب الشباب ما السلطة الذي لديه؟ ماذا يستطيع ان يفعل لو اعلن ولاءه للبوليساريو؟ ايستطيع ان ينفصل بها؟ الضمانة بسيطة، هي ان يكون عند المغرب الامن العسكري والاستخباراتي والباقي اعطيه للسكان لكي يحسوا بان الاض ارضهم وان يحسوا بان المغرب لم يغزهم وانما حررهم، بالعكس كان ابناء الصحراء بان المغرب لم يات لكي يضمهم اليه او انهم سيستبدلون حكما اسبانيا بحكم مغربي، خصوصا مع الانغلاق الذي بالقبائل المغربية الصحراوية وافتقاد الحس الديني، لان الحس الديني هو الذي يترك الانسان يتسع الى اندونيسيا ولا يكون لديه شعور، -أنا كاسلامي لو توحد العالم الاسلامي لا ضير عندي ان كانت العاصمة بكين او يكون رئيس المغرب في اندونيسيا والمغرب جزء من اندونيسيا، لانه لدي عقيدة التوحيد- لكن بمجرد ازالة هذه العقيدة وازالة "واعتصموا بحبل الله جميعا" فتبدا العصبيات بالظهور وينبجس المنطق الاقليمي الجهوي في بعض مناطق المغرب، منها وجدة والريف والصحراء، هذا واقع يجب الاعتراف به ولهذا لكي نكون كلنا اخوان مسلمين ويصبح عندنا هذا المنطق مفقودا هذا حلم هذه نخبة تتربى على الاسلام لكن الشعب يجب ان تراعي له انتماءاته البسيطة. وهكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يربي الصحابة على مستوى عال من الانتماء ويحادث الاعرابي على مستواه، جاء اليه اعرابي بسيط وساذج "يا رسول الله كيف اوقر ربي؟ قال كما توقر شيخ قبيلتك" –حاشى لله ولله المثل الاعلى وهل يقارن رسول الله بين شيخ القبيلة وبين الله، أبدا ولكن يعلم ان هذا البسيط اقدس ماعنده شيخ قبيلته، غنه لايستطيع امام الشيخ ان يكذب، ولا ان يسرق ولا ان يزني ولا ان يظلم ولا ان يعتدي زلا ان يفر من القتال ولا ان يبخل بعطاء، وهذا الذي يريد منه، يريده ان يقدر الله كما قدر شيخ قبيلته فلا يسرق ولا يقتل ولا يزني زيجاهد في سبيل الله وياتي الزكاة. نحن لم نستطع ان نميز هذه المستويات اهل الصحراء عندهم تخوف من المغرب لانه وافد جديد عليهم عندهم انقباض من سياسات مغربي، -أنا لما ذهبت الى العيون يقولون لي تريدوننا ان نقبل ان تبسطوا علينا نفوذكم انظروا الى تلفزتكم صدرت الينا العري والدعارة والفسق والفجزر والمشاهدة الجنسية، فاخفض راسي في الرمل، لا يكمن ان ادافع عن السياسات المغربية لذا ان افصل المغرب كنظام عن المغرب ككيان وادافع عن الوحدة الترابية في ابعادها التي شرحت، البعد التاريخي والبعد الثقافي ولا اشرحها في البعد السياسي، ولا اتكلم اللغة الخشبية ولست بوقا للنظام، انا معارض واسلامي وثائر ولله الحمد، وسابقى هكذا منذ ان كنت طالبا في سنكم الى ان القى الله نسال الله الثبات ولكن مبادءي لا تمنعني ان اتكلم في امور سياسية فوق النظام وان كانت بالموازت مع النظام، هم عندهم توجس وتخوف. لديهم مثل مشهور: اذا ذهب ابنك الى موريطانيا فغض عنه الطرف فانه يذهب الى حفظ القران والى المعاهد الدينية واذا استقبل المغرب غض عنه الطرف فانه يذهب الى الخمر والقمار والفساد و"الحريك"، هذه صورتنا عند الصحراويين، وهذا واقع يجب معرفته، الصحراويين اناس منغلقون قبلييون لديهم شعور يصل احيانا الى الغرور. ثم بالاضافة الى هذا نحن لدينا اخطاء فلما وصلنا الى الصحراء احتكرنا السلطة وتم تهميشهم وننتظر الا يلتحقو بالبوليساريو؟ اذن لا اريد ان اطيل اذا ظهر المعني لا فائدة من التكرار، الخطا الاول القاتل هو تهميش ابناء الصحرا، والان ما هو الثمن نتوسل من قيادة البوليساريو الرجوع الى المغرب فتعطى لهم المناصب والاموال ونعرضهم على شاشة التلفاز ونفرح بهم والوطن غفور رحيم، بعد ماذا؟ بعد ان قتلوا جنودنا وعذبونم، وبعد ان تامروا علبنا وهلكوا اقتصادنا، وبعد ان اغرقونا فب الديون، والان نفرح بهم. ولماذا من الاول يتم احتضانهم، هذا الخطا الاول. 2. عدم وضوح صيغة الحكم الذاتي: للمغرب عقلية تسلطية، هي تنادي بالامركزية وتاتي الى الصحراء وتطبق حكم مركزي واحيانا حكم عسكري مباشر، اذا اردت ان تقوم بمحاضرة في مدينة العيون تنقصك رخصة من وزارة الداخلية والى اليوم.
بالقدر الذي تكون فيه الصحراء بعيدة ومنفلتة بالقدر الذي "يشنقون عليها" ولكنه بهذه الطريقة لا يمكن ان ترضي الناس، لانه ماذا يفعل الانسان الغريق لما ياتي من ينقذه: "يشنقه" فيغرق الاثنان. فللاسف الشديد المغرب لم يوضح لاهل الصحراء صيغة مرنة للحكم. حتى الان المغرب بالاموال والدماء وبالاستفتاء المعلق يقول الحكم حكم ذاتي موسع، تخيلوا معي عندما دخل المغاربة العيون عام 1975م لو قالوا: اهل الصحراء يحكمون الصحراء واعطونا ثلاثة او اربعة مناصب لا نستطيع اعطاءها لكم، من سيتحول ال صف البوليساريو، ولكن ان نحلم بان تحكم العيون اكثر من شوارع الرباط هذا ما لا يمكمن –انا اقوا هذا الكلام بحرقة فنحن لا نتلذذ بنقد حكامنا وسياساتهم نحن في الحركة الاسلامية لما دخلنا الى العمل السياسي اخلاقنا ليست هي المزايدات السياسية، الاخرون زايدوا بالصحراء وزايدوا بالحركة الطلابية وبالمراة، وانا كنت اتمنى لو ان المغرب يكون في المستوى الذي لايسمح له ان يقوم بهذا- الصحراء كانت دائما متمتعة بوضع خاص ليست خاضعة لحكم مركزي لان الصحراء بطبيعتها تحمي اصحابها وهم فيها اسياد ومستقلين فيها كما يشاؤون ولا يخضعون فيها لحاكم فالذي يخض لحاكم هو الذي يجلس على الارض ويحرث ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قعدتم عن الجهاد ورضيتم بالزرع وضُرٍبتم باذناب البقر" وابن خلدون –عقل هذه الامة المضيع الذي لم يُستثمر- لما يتكلم على انماط الخضوع للحكم يتكلم عن المستقريين وانهم يدفعون الضرائب والجزيات وتحميهم الدولة ويتكلم عن الرحل انهم اسياد انفسهم ولا يمسهم احد ولا يعطون الدنية في انفسهم. اذا الصحراء دائما كانت مغربية، وقد انتهينا في المحورين الاولين الى هذا، وهذا واحد في المليار من الادلة لانها حقيقة لا تحتاج الى قولها لان المغرب كان يمتد من السينغال وكان يمتد الى سيراليون لكن لم تكن الصحراء خاضعة مركزي مثل الرباط والدار البيضاء ومكناس وفاس، اذ كانم الملك يعين شيوخ القبائل. اذا كان على المغرب ان يوضح لساكنة الصحراء انه لا يريد حكما مركزيا ليفوت على الخصوم اية فرصة. بعد وفاة فرانكو استرجع الإسبان الملكية لكي يكون الملك رمز الوحدة ، لأن الملكية تلعب في أوروبا دور مركزي في توحيد الحكومات المحلية المنفصلة ، رأيت أين توجد استراليا ، وكندا ونيوزيلاندا وطاسمانيا ، المالويون ن فكلهم تابعون للتاج البريطاني ن وكندا يوجد رئيس وزراء والعملة فيها صورة الملكة ن فطبقوا الديمقراطية والحكم الذاتي فأصبحوا عشر حكومات مستقلة أندلسية لشبونة قشتالة ... وهذا هو الذي كسر الإنفصال العسكري في الشمال وأضعف حركة إيطا الباسكية لأن سكان الباسك لم يعودوا مقتنعين بالإستقلال ، إذا كانوا مستقلين فعلا ن فتركت اسبانيا الراية واحدة والعملة النقدية واحدة ودستور واحد وحدود واحدة وهي الحدود الأوروبية وهي السيادة ، إذا كان لديك العملة والجيش والراية والبرلمان المركزي فما الضير إذا أعطي الباقي لسكان الصحراء . 3. الديبلوماسية المغربية : ديبلوماسية كسيحة ن ديبلوماسية عاجزة ، ديبلوماسية نائمة ، الديبلوماسية المغربية ضعيفة لأسباب بنيوية : اختيار أشخاص بالولاء لا بالثقة والقدرة . التدبدب أمام السياسات الجزائرية العدوانية بحجة عدم التسبب في اشعال الحرب . تغيير الأشخاص وإعادة توزيع الملفات مما يجعل المسؤولين عن ملف القضية دائما عندهم نقص في المعلومات وعجزهم في كل مرة يحاولون الإحاطة بالملف وما أن يحيط أحدهم بالملف حتى يعزل ن في حين في الجزائر ديبلوماسية قوية ايديولوجية ديماوجية وعلى رأسها وزير الخارجية التاريخي الأسطوري ، أصبح الآن رئيس الدولة هو بوتفليقة والذي قال في تصريح له ل Times قبل مجيئه للجزائر ليترشح رئيسا لما كان في سويسرا حيث كان يتمتع بملايير التي نهبها من الشعب الجزائري قال لهم : أنا أفتخر لأنني أنا الذي خلقت مشكلة الصحراء أيام بومدين ، بومدين كان له عداء مع الحسن الثاني وصراع شخصي ، وقال لي الفقيه البصري ن قال لي شخصيا خرجت من الجزائر لما تأكدت من أن بومدين لا يريد أن يعيننا كقوى وطنية تقدمية وإنما يريد فقط التآمر على المغرب ن قال : قال لي بومدين شخصيا لقد تيقنت أن شمال افريقيا والمغرب العربي لا يجمع رجلين ولايسع رجلين ، إما أنا وإما الحسن الثاني ن أنظرو إلى هذه العقلية ننن الصراع النفعي الذي يؤدي إلى ضياع الوحدة والمشاريع التنموي والحدود المفتوحة والإستقرار ، قال له بهذه العبارة المثل العربي يقول لايجمع في الغمد سيفان ن فقال لي الفقيه البصري ك أنا كنت مخالف للحسن الثاني ومحكوم علي بالإعدام وفار من البلد ، ولكن أنا لست خائنا لما أحسست بأن الجزائر ستوظفني ضد وطني خرجت من الجزائر وذهبت إلى مصر ن وهذا هو السبب الذي ترك البصري يبقى عشرين عاما يتنقل مابين باريس والقاهرة ولم يعد للجزائر هذا الكلام قال لي وكنا صائمين والله يشهد ، ولأنه كان له هذا الكلام فوض لبوتفليقة أن يتكفل بزرع المشكل ففتح بوتفليقة مشكلة الصحراء ن علما بأنه يوجد تسجيل صوتي موثق في الأمم لمتحدة وفي هيآت دولية معتمدة لبومدين وهو يصرح لمجموعة من الرؤساء أمام الحسن الثاني أنه لن أتدخل في الصحراء .بالإضافة إلى هذا أطماع الجزائر معروفة ، تريد ممرا إلى المحيط الأطلسي ولكن هذا الممربالإضافة إلى أنها أرضنا التي ستغتصب يوجد مشكل آخر هو أن هذا سيقطعنا عن العالم ، إذا أخذت الجزائر الممر فأصبحت تحيطنا من هنا ومن هنا ونحن لدينا معها مشاكل والحدود مغلقة ، المغرب يوجد في مكان استراتيجي وفي نفس الوقت أكبر الدول انغلاقا ليس لديه أية حدود مع أي دولة فيفرض عليه قهرا الإنفتاح على أوروبا وأمريكا. هذه الديبلوماسية المغربية الضعيفة هي التي تركت الديبلوماسية الجزائرية تنتصرعليها. IV. معالم في طريق الحل . بإختصار شديد الحل هو اصلاح هذه المظاهر الثلاث : أ- اعادة اشراك الصحراويين في البلد. ب- طرح صيغة واضحة للحكم الذاتي ن فيه كثير من الحرية مع ضمان الوحدة والسيادة ج- تفعيل الديبلوماسية وتعيينها بالكفاءة لا بالإمتياز . وأخيرا اشراك الشعب المغربي كله في هذا الملف ، مازال هذا الملف مغلق وما زلنا ندعى للمسيرة ثم يدار الملف بين الاخلية والجيش وأجهزة الإستخبارات والقصر الملكي ، حتى الحكومة ليس لها فيه دور كبير وهذا خطأينبغي أن ننتهي منه . أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجمع المسلمين ن وآخر دعوا أن الحمد لله رب العالمين .