أمسية رائقة اجتمعت فيها نون النسوة للاحتفاء بمجهود متميز لسيدات تنتمين لأرض آسفي المعطاءة،وكان فضاء الرابطة الفرنسية المغربية مخترقا بحركية تشير إلى أن هناك نشاط واستقبال و انتظار لضيوف من عيار خاص.اللحظة كانت لحظة تكريم لآسية الوديع و كلود لازار،المنتميتين لبنات الخمسينيات اللواتي انطلقن كل واحدة على حدة ، لنحت مسارها الخاص و المتميز والبصم على مسيرة جادة لتطوير الذات وسط مجتمع ذكوري بامتياز .أسية المرأة الوديعة ابنة شاعر آسفي الأول الوديع الآسفي ، المحامية والحقوقية القاضية والإنسانة حضرت إلى آسفي لحضور محطة تكريم في اليوم العالمي للمرأة، عديد من الشهادات حاولت التوقف عند مسارات المرأة وجغرافية عملها المتميزة بإصرار مثير على صناعة التميز في كل عمل تباشره ،ماما آسية تعرضت " لسيل من الشهادات" عالجت شخصيتها المهنية والإنسانية في تفاصيلها العميقة . كان هناك بنيس الشيخ الآسفي الذي أعاد الألق للجمعية الثقافية صحبة المجموعة المسيرة باسترجاعهم للإشراقات المحلية في تقاطعاتها الوطنية ..زهور رشاد المرأة الناضجة المتمرسة على النضال النسائي أوفدت كلمات رنانة وهادئة إلى قلب الحضور،تحدثت عن الوديع الآسفي وعن ثريا السقاط وعن الوفية لهذه العائلة المناضلة أسية، وعن لازار بنت آسفي الفرنسية التي ملكها حب المغرب وشغف قلبها تاريخ آسفي . هي اللحظة بعنفوانها الإنساني التي استجابت لهذا التكريم الذي مس النوع وأصاب فيه المنظمون و أحسنوا الاختيار.وسط هذا كان لابد للنقيب امحمد الشقوري أن يتحدث عن آسفي بعيدا عن مقهاه الأدبي و يستعيد مع الحضور شخوصا خرجت من آسفي وسكنها حبها مثل الوديع والولادي و أسية و لازار وآخرين و أخريات . التكريم يكون دائما جوابا عن مجهود متميز ، والمكرمات غالبتهن دموع وفي هنيهة حميمية تحدثت لازار عن المدينة و نساء شايها وتحدثت أسية وعلقت لها الكلمات في حلقها ، اللحظة بدت أقوى من الكلمات. منير الشرقي سليل نفس العائلة سرد شهادة فيها الكثير من التفاصيل الإنسانية التي عاشها مع أبناء عمومته اختلط داخلها الحزن بالسجن وبمحن أخرى،و ساق فيها أيضا اللحظات المضيئة والوقادة التي جمعته بأسية وبقية الشلة ، المعتقلات السرية ، السجن المركزي ، الوازيس، الموت ، النضال، لعلها الشهادة التي كانت أقرب إلى توثيق اللحظة الإنسانية المتحدث عنها.