الدكتور أحمد الطيبي يستهل خطابه من على منصة الكنيست. هذا ما رحت أتابعه على شاشة الحاسوب في شريط بعثه لي زميل في ال"فيس بوك". بدأ الطيبي بتفصيل ما ينوي الحديث عنه وفعل ذلك بصوت عال وثقة واضحة بالنفس. قال: "هل تعلمون يا أعضاء الكنيست أن هنالك وحدة من الكلاب في الجيش الإسرائيلي يُدعى مدربوها بال'كلبانيم'؟!"، ثم تابع كلامه وراح يصف احتفالاً لتخريج دفعة من هذه الوحدة، تم خلاله استعراض مهارات كلابها. قال أن أحد الحضور كان قد صرح لوسائل الإعلام بأن هنالك كلابًا قد تم تدريبها على مهاجمة أي إنسان والانقضاض عليه إذا ما صاح "الله أكبر". بدا لي الخطاب مضحكًا ومسليًا، ناهيك عن المقولة الذكيّة التي تضمنها، وسواء اتفقنا مع مواقف الطيبي أو لم نتفق، فإنه لا مناص من الاعتراف بأنه متحدث لبق يجيد الخطابة. واصل الطيبي كلامه: "قد تمر وحدة من هذه الكلاب المدرّبة بجانب مسجد وتسمع 'الله أكبر'... عندها سوف تبدأ بالهجوم على أناس بريئين ممن قد يتواجدون في المسجد أو في فناءه!"، ثم واصل: "ها أنا أقول لكم 'الله أكبر...الله أكبر'!! هل توجد هنا كلاب لكي تنقض علي؟!". حين انتهى شريط الفيديو، ضحكت بيني وبين نفسي، ثم أشعلت سيجارة وبدأت أخاطب نفسي قائلاً: "لا بأس... هم على الأقل يعلّمون الكلاب أن تفهم ولو شيئًا ما باللغة العربية. يبدؤون ب'الله أكبر' ولكن ربما يستمرون فيعلّمونها جملاً عربية أخرى مثل 'السلام عليكم' و'فنجان قهوة من فضلك' وغيرها من الجمل". اهتمامي بخطاب الطيبي ازداد بعد أن علمت بأنه قد أحدث صدى واسعًا في الانترنت وفي الصحافة المكتوبة. من مقال نشر في صحيفة "هآرتس" فهمت بأن خبر وجود وحدة الكلاب قد أذيع أول ما أذيع في محطّة "القناة الثانية" وأن الجيش الإسرائيلي لا يُنكر حقيقة وجود هذه الوحدة وان ال'كلبانيم' يقومون بتدريب الكلاب على الطريقة ال"بافلوفيّة" وهي طريقة تعلمت عنها في دروس علم النفس. بعد قراءتي لمقالة "هآرتس" أخذت رشفة من السيجارة ثم أطفأتها وبدأت بقراءة التعقيبات على المقالة. كان هنالك العديد من الردود، وعلى وجه التحديد فقد كان عددها مئة وأربعة ردود. معظمها كانت مليئة بالسخرية والاستهزاء من موقف الطيبي وفقط القليل من الردود عبّرت عن مواقف مؤيدة ومتعاطفة. في أحد الردود المؤيدة جاء أن "الأمر تعيس جدًا ويذكّر بأزمنة مظلمة وكئيبة" وفي تعقيب آخر جاء بأنه "إذا كان ما قاله الطيبي صحيحًا، فإن هذا يعطينا سببًا آخر لكي نخجل من دولتنا". أما غالبيّة الردود فقد عكست مواقف اليمين العنصريّة. أنا شخصيًا دهشتُ من شدّة عنصريتها والاستهتار بالعرب التي تضمنته. أحدهم كتب: "فليكرروا ويصيحوا من اليوم 'الله أصغر'" وفي تعقيب آخر جاء: "الطيبي يشجع النساء العربيات على أن يلدن قنابل" وفي تعقيبات أخرى تنافست على أحط درجة على سلّم العنصريّة جاء: "ماذا جرى لك يا طيبي، فإنهم يهجمون بحسب الرائحة"، و"كل كلب بييجي يومه"، وأكثرها عنصريّة في رأيي هو التعقيب الذي كُتب فيه: "فقط في إسرائيل توجد كلاب تنبح بالعربية، حكماء عربنا، حكماء!". أقفلت الحاسوب باشمئزاز وأشعلت سيجارة أخرى وسألت زوجتي عن رأيها في الأمر فقالت "إنه مذهل كيف يمكن تعليم الكلاب، إنها حيوانات مثيرة للاهتمام وذكية". شاهدت الفيديو مرة أخرى وشعرت بالتعاطف مع ما اختتم به الطيبي خطابه، حين توجه لأعضاء الكنيست وقال: "الله أكبر عليكم!". هذا وتستخدم دولة الاحتلال الإسرائيلية كلابا بولسية مدربة للاعتداء على المدنيين الفلسطينيين خلال حملات الاعتقال والتفتيش ، وأيضا لتخويف الأسيرات الفلسطينيات القابعات في سجون الاحتلال الصهيوني ، لكن ما كشف عنه النائب العربي في الكنيست الصهيوني ، الدكتور احمد الطيبي رئيس كتلة الموحدة والعربية للتغيير كان الأفظع حيث أكد الطيبي من على مقعد الكنيست الصهيوني قيام الجيش الإسرائيلي بتدريب كلابا للانقضاض على العرب المسلمين الذين يصيحون الله أكبر.. وقدم الطيبي استجوابا لوزير الأمن الصهيوني قال فيه :هل صحيح أن جيشكم يدرب وحدة كلاب تدربونها على الانقضاض والهجوم على أي عربي يصيح "الله اكبر" ؟ ثم أنهى الطيبي خطابه : أتخافون من كلمة "الله اكبر" ؟ وتحرضون عليها؟ أقول لكم جميعا : الله اكبر عليكم ، وتساءل غاضبا : هل يوجد بينكم كلابا ستنقض عليّ ؟.. وفاجأ الطيبي الكنيست الصهيوني بحديثه عن الموضوع وكشفه أمام عدد من أعضاءه قائلا: ألم تسمعوا احد أولياء أمور الجنود الذي حضر مهرجانا عُرضت فيه هذه الكلاب وانقضت على متدرب صاح "الله اكبر" في الإذاعة العبرية. وظهر جليا على عدد من النواب اليهود الخجل خلال حديث الطيبي عن الموضوع فقال الطيبي : "ارى نائبا يغطي وجهه خجلا من كلامي حول الكلاب ولكن يجب عليكم جميعا ان تغطوا وجوهكم خجلا من تصرفات جيشكم ! وسبق أن أفادت مصادر طبية فلسطينية في مستشفى رفيديا بمدينة نابلس، شمال الضفة الغربية بأن المسن الفلسطيني المقعد ( سالم فاضل بني عودة- 105 أعوام) ، وصل المشفى مصابا بنهش الكلاب البولسية الإسرائيلية في صدره وكتفه، وقضمت أذنه ، حيث اعتدت الكلاب البوليسية الإسرائيلية على المسن المقعد في بلدة طمون ، أثناء اقتحام الجيش للبلدة بحجة وجود مطلوبين في منزل المسن الذي كان يردد عبارات "حسبنا الله ونعم الوكيل ، الله اكبر " .. وأفادت المصادر المحلية الفلسطينية أن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت البلدة فجرا، وداهم جنود الاحتلال منزل المسن المقعد " بني عودة " بحجة وجود مطلوبين في بيته، حيث كان يرقد على فراشه، واعتدت الكلاب البوليسية التي رافقت الجنود في العملية على المسن، ونهشت صدره وكتفه، وقضمت أذنه، وقامت بجره مسافة 100 متر من على الفراش أمام مرأى الجنود ، حيث نقل إلى مستشفى رفيديا بنابلس لتلقي العلاج. وفي حادثة أخرى نقل نادي الأسير الفلسطيني عن الأسيرتين الفلسطينيتين القابعتين في سجون الاحتلال ( لينا الجربوني وقاهرة السعدي ) انه عند نقل إحدى الأسيرات من والى المحكمة أو إلى المستشفى ، يتم وضعهن في سيارة البوسطة منذ الساعة الثالثة فجرا، ويتم وضع كلاب مع الأسيرات، كما حصل مع الأسيرتين ( غفران زامل ، وعبير عودة ) ، وعند عودتهن إلى القسم في سجن الشارون كن فزعات للغاية وخائفات ويبكين، حيث لم يتوقف الجنود من قوة النحشون من تخويفهن طوال الطريق بإفلات الكلب عليهن وتقريبه إلى وجوههن والذي لم يتوقف نباحه طوال نقلهن إلى المحكمة..!!.