حضن أشبال محمد بكاد هزيمة قاسية أمام النادي المكناسي صاحب المركز الثاني للقسم الوطني الثاني نخبة، بهدف لصفر، من توقيع اللاعب الزهيدي مع أواخر دقائق اللقاء؛ من خلال وقائع مباراة الفريقين لحساب الجولة 24 من دوري القسم الثاني، والتي جرت أطوارها بالمركب الشرفي بوجدة عشية يوم الأحد 07 من مارس الجاري، بحضور جمهور قليل؛ رغم أنه يبقى غير معتاد في مجمل لقاءات فارس الشرق لهذا الموسم. مباراة المولودية والكوديم تدكرنا بأيام خلت، كانت تجلب جمهورا غفيرا في العديد من اللقاءات بالقسم الأول، وهو المكان الطبيعي للفريقين.. ومباراة اليوم دخلها الفريقان بقاسم مشترك، هو الفوز والظفر بالنقط الثلاث كاملة، والتي تحسب بالست لما لها من قيمة لأجل الصعود، وبالتالي فالكوديم جاءت لوجدة وهي تعرف قيمة الخصم الذي انتعش في مبارياته الأخيرة بانتصارات داخل وخارج الميدان، آخرها ضد سيدي قاسم صاحب المقعد الأخير، وبالتالي فمباراته مع المولودية كانت صعبة جدا؛ رغم أن الفريق المكناسي لم يسرق الفوز، بل يستحقه لما أبان عنه من مستوى جيد جدا؛ رغم إضاعة العديد من فرص التسجيل السانحة، والتي كانت تجد في غالب الأحيان يد الحارس بنطالب محمد الذي تألق بشكل ملفت في هذا اللقاء، وأنقذ شباكه من العديد من الأهداف المحققة، وبالمقابل، فالمولودية الوجدية قدمت عرضا محتشما لا يليق بالبحث عن إحدى البطاقتين المؤهلتين إلى قسم الصفوة.. وفوز الكوديم يعطيه شحنة قوية لمواصلة باقي المشوار بثبات نحو الظفر ببطاقة الصعود، والعودة السريعة إلى قسم الأضواء، وبالتالي يظل النادي المكناسي الحصان الأسود للمولودية الوجدية؛ إذ تبقى نسبة الانتصارات للمكناسيين تفوق بكثير انتصارات صاحب أول كاس للمملكة. المباراة سجلت إصابة اللاعب البديل الطاوسي حمدا الذي أصيب بكسر على مستوى الساق.. نتمنى له الشفاء العاجل.. ونشير أن طبيب الفريق الزائر الدكتور النجاري، هو الذي تكفل بفحص المصاب، وتقديم الإسعاف الأول اللازم، في غياب طبيب خاص بالفريق الوجدي. يشار كذلك إلى أن حكم اللقاء، كان دون المستوى، وتبين ّلك من خلال عدم تطبيقه للعديد من القرارات الصائبة، والتي تضرر من خلالها الفريقان معا، خاصة المحليين حين تراجع عن إعلان ضربة جزاء لصالحهم، بعد أن كان قد أشهر الورقة الحمراء في وجه الحارس المكناسي؛ ثم أرجعه الحكم لمواصلة اللقاء بعدما كان قد اقترب من دخول مستودع الملابس، وهي نقطة سوداء في عالم التحكيم ببلادنا؛ إذ كان من الواجب على الحكم أن يبقي على قراره في جميع الحالات؛ رغم أن ضربة الجزاء التي أعلن عنها لم تكن بصورة واضحة، علماأن الشرقاوي تغاضى عن ضربة جزاء أخرى واضحة في حق المدافع أحمد الرحماني مع الربع ساعة الأخير من اللقاء. مع نهاية المباراة، استقينا بعض التصريحات، أولها لرئيس الفريق المكناسي، محمد سعد الله، والذي سبق له أن ساهم في عودة الكوديم إلى حضيرة القسم الوطني الأول موسم 92/93، وآنذاك كان الفريق المكناسي قد فاز بلقب البطولة الوطنية موسم 93/94، مع العلم أن الفريق لعب ربع نهاية بطولة الأندية الإفريقية، حيث وأقصي بشرف مع الفريق الفائز وقتئذ الزمالك المصري. سعد الله، وفي تقييم له للمباراة، يقول: " كما لاحظتم فإن النادي المكناسي كان دائم الهجوم، والمرتدات من المولودية لم تكن واردة إلا أحيانا، وهذه هي طبيعة الرياضة.. أتمنى أن تخرج المولودية من هذا المأزق الذي توجد فيه، فهي لا تستحق هذه الوضعية، كما لا يستأهلها الجمهور، ولا مدينة وجدة، ونتمنى أن تكون السنة المقبلة من الفرق التي تلعب بالقسم الوطني الأول". وعما إذا كان مرتاحا للمستوى الذي يتواجد عليه الفريق المكناسي، يقول الرئيس سعد الله:" للأسف الشديد، توليت مسؤولية الفريق في وقت كان فيه وسط الأوحال، ونعمل الآن لإخراجه من تلك الوضعية شيئا فشيئا، وإننا أكيد نكسب التحسن أسبوعا بعد أسبوع، ولو أن المردودية لا تستقيم دائما، فهذه هي الرياضة، مثلا اللاعب بسام كان ضد فريق الحسيمة من بين أحسن اللاعبين، لكنه اليوم لم يكن كذلك". أما عن مطمح الصعود، فيرى الرئيس:" ما يزال أمامنا 12 مقابلة، لدينا النية الحسنة، والإرادة في العمل لأجل الوصول، والأعمال بالنيات... مدينة مكناس عريقة في كرة القدم، وتستحق مكانتها ضمن فرق الصفوة؛ خصوصا أننا نتوفر على جميع المؤهلات.. ونتمنى التوفيق". محمد لحمامي رئيس نادي المولودية حمل مسؤولية الهزيمة لحكم اللقاء فرأى أنه لم يكن في مستوى هذه المباراة القوية، وارتكب حسب لحمامي دائما مجموعة من الأخطاء الفادحة... يقول:" ارتكب الحكم خطأ فادحا، وتهرب منه بالقول إن حكم الشرط هو الذي نادى عليه بعد أن كان قد أخرج الورقة الحمراء، وطرد حارس مرمى النادي المكناسي الذي أسقط أحمد الرحماني لاعب المولودية في مربع العمليات، في حين أن الحقيقة غير ذلك، إذ كان حكم الشرط الذي يتحدث عنه الحكم الرئيسي قد دخل مربع العمليات منتظرا تنفيذ ضربة الجزاء؛ ثم إن حكم الشرط لم يكن لديه رد فعل إلا بعد أن ذهب إليه لاعبان من النادي المكناسي وطوقاه، في حين أن حارس مرمى النادي المكناسي الذي ارتكب الخطأ كان قد ذهب إلى مستودع الملابس... هذا خطأ فادح، وليس هذا هو وقت ارتكاب مثل هاته الأخطاء، وبهذا الشكل في بطولتنا الوطنية.. لا يعقل أن يسيّر حكم من هذا الصنف مقابلة بهذا الحجم من الأهمية.؟ ثم إن الأخطاء الأخيرة التي أعلن عنها هذا الحكم لصالح فريق مكناس، تدل دلالة على أنه لم يكن صافيا.". بدوره، صرح محمد الرماش، أحد متتبعي فريق المولودية الوجدية، فعبّر عن استيائه من السياسة العامة التي ينهجها المسؤولون على فريق المولودية، وتمنى أن يتركوا الفرصة لغيرهم لأجل استرجاع أمجاد المولودية لاعتبارها تراثا رياضيا شعبيا للمدينة، وللجهة، ولكل الوطن، مع الرغبة يضيف في أن تسيّر رياضة المدينة من طرف أناس يبقى همهم هو الدفع بعجلة الرياضة إلى الأمام . " أرينا" مدرب النادي المكناسي، يقول: " لاعب المولودية الوجدية هو الذي لمس الكرة بيده، وهي لقطة لم يشاهدها حكم الوسط، فتدخل مساعده حكم الشرط ونبهه بعد أن كان قد طرد حارس مرمى فريقنا، ولهذا تراجع الحكم عن قراره المتمثل في منح المولودية ضربة جزاء، مع طرد الحارس، وإلا كان هذا سيمثل ظلما كبيرا بالنسبة لنا في مثل هذه الظروف"..ز وعن المستوى العام للمباراة، قال:" للأسف، فقدت المباراة نوعيتها في الشوط الثاني، وقد كان الشوط الأول من النوع الجيد من طرف الفرقين الإثنين الجيدين؛ ثم إن المقابلة كانت قوية بين فريقين أرى أن الأمنية الوحيدة التي أتمناها هي أن يلتقيا ليتنافسا معا بالقسم الوطني الأول، وليس لهما ما يفعلانه هنا بالقسم الثاني". وعن تقييمه لمستوى فريق المولودية يقول المدرب" أرينا":" فريق يلعب الكرة جيدا، ونعرف أنه يشكل خطورة، ولا يلعب عشوائيا، لا يلعب كيفما اتفق، وكنا نعلم أن لدينا اليوم مباراة صعبة جدا، واستعددنا لها جيدا، والواقع أن المولودية أضاعت الفرص في بدايات البطولة، وإلا كانت ستكون معنا في الصفوف المتقدمة تنافس من أجل الصعود".