طوقت قوات سورية مدرعة مدينة الرستن شمال حمص بعدما قصفتها بالأسلحة الثقيلة صباح الاثنين 29 غشت الجاري إثر انشقاق عشرات الجنود هناك. يأتي ذلك في وقت اقتحمت فيه قوات سورية قرية هيت المحاذية للحدود اللبنانية، وبلدة سرمين بإدلب حيث سقط ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى، وبلدتي قدسيا وقارة بريف دمشق، وشنت حملة دهم واعتقالات واسعة في إطار حملتها لقمع المظاهرات المنادية بإسقاط نظام بشار الأسد. وقال شاهد العيان أبو القاسم للجزيرة إن تعزيزات كبيرة من الجيش والأمن والشبيحة وصلت إلى الرستن في الخامسة من صباح اليوم، وباشرت على الفور إطلاق النار. من جهته، قال الناشط سمير فتحي من مدينة حمص إنه سمع بسقوط جرحى في الرستن، التي تقع على مسافة عشرين كيلومترا من حمص. ونقلت وكالة رويترز عن سكان وناشطين أن أربعين دبابة خفيفة وعربة مدرعة وعشرين حافلة مليئة بالجنود وأفراد المخابرات العسكرية انتشرت في مدخل الطريق الرئيس للرستن، وبدأت إطلاق نيران الأسلحة الآلية الثقيلة على المدينة. وقالوا إن الهجوم على المدينة جاء بعد انشقاق عشرات الجنود الرافضين لإطلاق النار على المحتجين. وبدأت العملية العسكرية بعد ساعات من مظاهرات في الرستن تطالب برحيل نظام الرئيس بشار الأسد. وبث ناشطون على الإنترنت تسجيلا منسوبا لضابط في الجيش السوري برتبة مقدم، يدعى عبد الستار يوسف، يعلن انشقاقه عن الجيش والتحاقه بالثورة مع مجموعة من ضباط الصف والعناصر. ولم يعرف ما إذا كان هؤلاء هم العسكريون الذين انشقوا عن الجيش في الرستن، التي يخدم كثيرون من أبنائها فيه. وبالتزامن مع الهجوم على الرستن قال ناشطون وشهود إن القوات السورية اقتحمت صباح اليوم قرية هيت التابعة لحمص بالقرب من الحدود مع لبنان. وأفادت المعلومات الواردة من هناك أن الجيش السوري يقوم بعملية انتشار واسعة في هيت بالترافق مع حملة مداهمات، ويعتقد أن السلطات السورية بدأت حملة لإغلاق المعابر غير الشرعية على الحدود مع لبنان، لحصر عمليات الدخول والخروج منها. وقال الناشط حسن أبو حمزة من هيت للجزيرة إن دبابات قصفت مزرعة للدواجن في القرية حتى تم إحراقها وعددا من المنازل معها، وذكر أن الجنود يطلقون الرصاص بكثافة نحو البساتين؛ كما أشار إلى اقتحام قرية أخرى قريبة اسمها سقرجة، مضيفا أن الحملة المستمرة أوقعت عددا من الجرحى فضلا عن اعتقال العشرات. انشقاقات عسكرية وكان سكان من بلدة حرستا بريف دمشقذكروا في وقت سابق أن القوات السورية اشتبكت عدة ساعات الليلة الماضية مع جنود منشقين، كانوا قد رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين. وأضاف السكان لرويترز أن عشرات الجنود فروا إلى الغوطة، وهي منطقة بساتين وأراض زراعية، بعدما أطلقت قوات موالية للأسد النار على حشد كبير من المتظاهرين قرب حرستا، لمنعهم من تنظيم مسيرة إلى دمشق. وتبث مواقع سورية معارضة على الإنترنت تسجيلات مصورة يعلن فيها عسكريون سوريون انشقاقهم، فقد أشار نشاطون إلى انشقاقات في محافظتي دير الزور شرق البلاد، وإدلب شمال غربها، ومناطق ريفية من حمص، لكن الحكومة السورية تصر بالرغم من ذلك على نفي وجود أي انشقاقات. قتلى واقتحامات وفي بلدة سرمين بمحافظة إدلب، سقط ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى في إطلاق نار رافق اقتحام البلدة صباح اليوم من قبل قوات الأمن والشبيحة مدعومة بدبابات وآليات عسكرية، وفق اتحاد تنسيقيات الثورة والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي قدسيا بريف دمشق، نفذت قوات الأمن حملة دهم واعتقال صباح اليوم طالت أكثر من عشرة أشخاص، مع إغلاق مداخل المدينة وساحتها الرئيسة. وفي قارة بريف دمشق أيضا، اقتحمت البلدة فجرا من الجهة الجنوبية حافلات لقوات الأمن مدعومة بمدرعات الجيش، مع إطلاق نار عشوائي وفرض حظر للتجوال وعمليات دهم وتخريب للممتلكات. وقد أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى اعتقال 40 شخصا على الأقل، ونصب رشاشات على أسطح المباني الحكومية. كما نفذت قوات الأمن عمليات دهم للمنازل فجرا في درعا. وقالت مصادر للجزيرة إن رجال الأمن في مدينة حماة يقومون بحملة اعتقالات عشوائية في المدينة، وذلك لابتزاز أهالي المعتقلين وطلب أموال منهم مقابل إطلاق سراح أبنائهم. وتترواح المبالغ المالية المطلوبة ما بين خمسة آلاف ومائة ألف ليرة. (الدولار يساوي 47.6 ليرة سورية). وكان 15 شخصا قتلوا أمس الأحد برصاص الأمن في حمص والبوكمال ودير الزور وإدلب وريف دمشق، إضافة إلى مقتل اثنين تحت التعذيب في اللاذقية. وقالت مصادر للجزيرة إن قوات الأمن قصفت مئذنة الجامع الكبير وسط مدينة البوكمال. وكانت القوات السورية قد شنت أمس والليلة الماضية عمليات اقتحام ودهم، استهدفت مدنا وبلدات وقرى من درعا جنوبا إلى إدلب شمالا، واعتقلت عشرات المدنيين. ويرجح أن ترتفع حصيلة عمليات أمس، فقد أكد شاهد عيان من دير الزور أن عشرة أشخاص قتلوا في هذه المدينة وحدها. وقال الحاج أبو بكر للجزيرة إن من بين القتلى الذين ذكرت أسماؤهم طفلان، وأكد أن قوات الأمن اقتحمت مستشفى، وأحرقت محالا. وتحدى عشرات آلاف المتظاهرين أمس والليلة الماضية الحملات الأمنية والعسكرية، وخرجوا إلى شوارع المدن والبلدات في معظم أرجاء البلاد.