ارتفع عدد قتلى الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام في سوريا إلى 15 مدنياً. في حين خرجت مظاهرات ليلية بعدة مدن رافضة لحديث الرئيس بشار الأسد الذي هاجم فيه الغرب وحذر من أي هجوم عسكري على بلاده. وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن شخصين قتلا برصاص قوات الأمن عند محاولتهما الفرار من مخيم الرمل الجنوبي بمدينة اللاذقية باتجاه الحدود السورية التركية. وسقط 12 قتيلا في مدينة الرستن ومنطقة الزعفرانية بحمص، بينهم عسكريون منشقون وقتيل في مدينة الحراك بدرعا. وقال الاتحاد إن عدداً من المدرعات والحافلات -التي تقل عناصر أمنية ومن يوصفون بالشبيحة- وصلت إلى تخوم قرية معرشورين وقرية كفرومة بإدلب، حيث تمركزت دبابات الجيش عند جسر سراقب الغربي. كما قطعت الكهرباء عن مدن وبلدات في محافظة درعا، لا سيما مركز المدينة وخربة غزالة والجيزة وبصرى الشام والجيزة. كذلك، دخلت عربات الأمن إلى حي جوبر بدمشق ومدينة إنخل بدرعا ومدينة حرستا بريف دمشق ودير الزور، حيث جرت حملة مداهمات واعتقالات طالت عددا من المواطنين.في هذه الأثناء خرجت مظاهرات ليلية بعد صلاة التراويح في عدة مدن سورية منددة بحديث الرئيس بشار الأسد ودعا المتظاهرون خلالها إلى إسقاط الأسد ونظامه. وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن مظاهرات خرجت من مسجد حسين خطاب في الميدان بدمشق، كما خرجت مظاهرات رافضة للخطاب في منطقة تل رفعت بحلب، ومنطقة زملكا في محافظة ريف دمشق ردد خلالها المتظاهرون هتافات "الشعب يريد إعدام الرئيس". وأوضح الاتحاد أن مظاهرات ليلية بدأت عقب إلقاء الأسد لخطابه في بلدات درعا وأنخل وتسيل وداعل وتدخل الأمن مع قوات الجيش لتفريقها، وكذلك في الكسوة التي تحولت شوارعها إلى ميدان إطلاق نار عشوائي بهدف التخويف، وكذلك الأمر بالنسبة لجاراتها من بلدات ريف دمشق. وقد تظاهر أهالي مدينة أبطح ومدينة الكسوة وطالب المتظاهرون برحيل النظام. كما طالب المتظاهرون في أحياء مدينة حمص بمحاكمة بشار الأسد والقصاص منه، وكذلك في حلب التي خرجت فيها المظاهرات من مناطق غير التي كانت تخرج منها بالعادة، وأيضا في الرقة والقامشلي والطبقة والحسكة. كما خرجت مظاهرات منددة بالخطاب في منطقتي الصابونية والقصور بمدينة حماة، حيث هاجمت قوات الأمن وعناصر "الشبيحة" المتظاهرين واعتقلت عددا منه. وفي غضون ذلك استمرت العمليات العسكرية والأمنية في اقتحام بلدات في سراقب وشرق معرة النعمان والحولة وأحياء في اللاذقية، مما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى. كما استمرت حملات الاعتقال في هذه المناطق وريف دمشق وتدمر. من جهة ثانية تفقدت بعثة من الأممالمتحدة الأوضاع الإنسانية في مناطق من ريف دمشق والتقت مواطنين في بلدتي داريا والمعضمية. حيث خرجت مظاهرة منددة بحملة القمع التي تقوم بها القوات السورية ضد المواطنين. وأفاد ناشطون بأن قوات الأمن التي أخلت هذه المناطق قبيل زيارة البعثة الأممية عادت من جديد بعد مغادرتها وأطلقت النار على المحتجين، وحاصرت عددا من المساجد ونفذت حملة اعتقالات واسعة. وعلى صعيد متصل، قال دبلوماسي غربي في أوروبا إن القوات السورية أجرت عملية تطهير في مخيم للاجئين الفلسطينيين في مدينة اللاذقية لمحو أي أدلة على ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" هناك. وجاءت تصريحات هذا الدبلوماسي بعد يوم من وصول فريق للشؤون الإنسانية تابع للأمم المتحدة إلى سوريا لتقييم الأزمة الجارية هناك. وقال الدبلوماسي لوكالة الأنباء الألمانية إن "التقارير بشأن عملية تطهير تمثل أدلة دامغة على ما ينفيه النظام، حيث هناك هجوم على مخيم اللاجئين الذي يضم آلاف اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى الأممالمتحدة والذين أجبروا على الفرار بعد أن تعرضوا لإطلاق نار". وأضاف أن "آلة قتل (حزب) البعث يمكنها أن تزيل الدماء من الشوارع، لكن لا يمكنها إزالته من على يده". ويقع مخيم اللاجئين الفلسطينيين في اللاذقية، وهي مدينة ساحلية تعرضت لهجوم مستمر من قوات الأسد استخدمت فيه -بحسب تقارير- قذائف من زوارق حربية قرب الشاطئ