جمعة جديدة للسوريين لنصرة حمص وإسقاط النظام قتل خمسة سوريين، بينهم ثلاثة من الجيش -أحدهم ضابط- برصاص «جماعات مسلحة» بينما قتل مدنيان برصاص «قوات الأمن» بمدينة حمص التي تعرضت أول أمس الخميس لعملية «أمنية شرسة» وفقا لشهادات ناشطين حقوقيين وصفوا الأوضاع هناك ب»المزرية». وبينما تواصلت الاعتصامات الليلية بعدد من المدن من بينها درعا، دعا ناشطون سوريون على مواقع بالإنترنت إلى مظاهرات جديدة الجمعة «لنصرة حمص» والمطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد. وقتل ثلاثة من القوات الحكومية، بينهم ضابط من قوات حفظ النظام، وجرح ضابطان و32 جندياً وثمانية مدنيين، برصاص «مجموعات مسلحة» في مدينة حمص، وسط سوريا وفق مصادر عسكرية. وقال المصدر «المجموعات المسلحة قتلت ضابطاً وجرحت مجندا ومدنيا برصاص مجموعات مسلحة في حي باب السباع بحمص». وأضاف «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت صباح أول أمس الخميس حافلة للجيش تقل عددا من رجال القوات المسلحة إلى أماكن عملهم بالرشاشات والأسلحة الثقيلة من البساتين المحيطة بطريق حمص حلب الدولي قبل مدخل بلدة الرستن مما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة ضابطين بجروح بليغة. كما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن أربعين شخصا أصيبوا برصاص مجموعات مسلحة بمنطقتي المريجة وباب السباع منهم 32 عنصرا من قوات حفظ النظام وثمانية مدنيين. في الجهة المقابلة، أكد رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم الريحاوي لوكالة الأنباء الفرنسية أن مدنييْن قتلا أمس في حمص «برصاص عناصر الأمن الذين كانوا ينفذون مع الجيش عمليات أمنية». وقال الريحاوي «ثمة إطلاق نار كثيف في أحياء الخالدية وبابا عمرو ونزهة التي تطوقها قوات الأمن، وقد قتل مدنيان برصاص الأمن». من جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «حي باب السباع تعرض لحملة أمنية وعسكرية غير مسبوقة بعنفها، وقد قصف الحي بمدافع بي تي آر، كما شهد إطلاق نار من الأسلحة الرشاشة، وقد أدى القصف لاحتراق عدد من المنازل، وسمعت نداءات الاستغاثة من أحد المنازل». وأضاف المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له «سقط عشرات الجرحى، وهناك نقص حاد في المستلزمات الطبية، مع العلم أن الأمن يقطع الطرقات ويمنع إسعاف الجرحى، كما قام الشبيحة بتحطيم وإحراق عدد من السيارات الخاصة». ولفت إلى أن «معظم الأحياء أقفرت بسبب العمليات العسكرية، وشوهدت دبابات في محيط قلعة حمص وأغلقت مداخل بعض الأحياء» مشيرا إلى أن «الحواجز العسكرية منصوبة في كل شوارع المدينة» بينما «تم شن حملة اعتقالات واسعة في الغوطة». وفي شهادته التي نقلتها للجزيرة، قال أبو خالد الحمصي، وهو شاهد من مدينة حمص «عناصر النظام أحرقوا واقتحموا منازل واعتقلوا عددا من المدنييين» مشيرا إلى أن «قناصة تمركزوا في عدد من الأحياء». وفي تطور لافت، نقلت تقارير إعلامية حدوث انشقاقات داخل الكلية الحربية بحمص حيث سمع -نقلا عن شهود- دوي إطلاق نار داخل مبنى الكلية. وعاشت مدن أخرى على إيقاع التوتر الأمني، فقد قال المرصد السوري إن «مدينة سراقب تتعرض لحملة اعتقالات وترهيب لأهلها من قبل دوريات أمن وشبيحة بشكل يومي وفي مختلف الأوقات منذ بداية الأسبوع». من جهة ثانية قالت مصادر بدمشق إن مواجهات اندلعت بين متظاهرين وقوات الأمن في حي ركن الدين بدمشق على إثر تنفيذ قوات الأمن حملة اعتقالات واسعة. وقبيل حلول الجمعة، دعا الناشطون على صفحة «الثورة السورية 2011» على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إلى مظاهرات جديدة الجمعة «لنصرة حمص». وخرج مئات الآلاف بمختلف المدن في مظاهرات حاشدة كل جمعة للمطالبة بإسقاط نظام الأسد وإقامة دولة ديمقراطية. في هذه الأثناء، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان، ومقرها نيويورك، في بيان، إن ألفي متظاهر على الأقل احتجزوا منذ نهاية يونيو الماضي بمدينتي حمص وحماة وضواحي دمشق. وأوضحت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمنظمة سارة ليا ويتسن أن «الرئيس الأسد يتحدث عن إصلاحات، لكنه يواصل ممارسة القمع، ليس فقط من خلال عمليات القتل الواسعة للمتظاهرين، بل من خلال الاعتقالات الجماعية أيضا». وأضافت «من هم الذين يريد الرئيس الأسد أن يضمهم إلى الحوار الوطني بينما قواته الأمنية تستهدف الأشخاص الذين ربما يكون لديهم أشياء ليبلغوه بها؟». وتقول المعارضة إن ما يربو على 15 ألف شخص اعتقلوا منذ اندلاع الاحتجاجات منتصف مارس الماضي.