كم تزن أقوالك؟ وكم تزن افعالك؟ هل فكرت يوما في حجم هذه الكتلة الصغيرة المتربعة أعلى الجسد وفي قلب الجمجمة؟ هل فكرت كيف تقاس الكتلة؟ وما هي وحدة مقياسها؟ أهي الجرام؟ أم الكيلو جرام؟ أهي الأفكار؟ أم الأمنيات والأحلام؟ هلا اقتطفت لحظة من وقتك الطويل لتتأمل الفوارق بين حجم الدماغ وبين المهام التي يقوم عليها؟ هل فكرت يوما في ماهية المساحة التي يحتلها في الجسم ودوره في مجمل الأفعال التي نقوم بها.. هل فكرت يوما في هذه الأعضاء الثقيلة المتينة القوية التي عاشت رهينة لهذا الدماغ الصغير المعزول في اقصى البدن؟ عالة عليه!! ... أينما وجهها تسير.. إذا غرب غربت،، وإذا شرق شرقت .. له القيادة ولها الإنقياد! ماذا لو أصبحنا بلا أدمغة؟. ماذا لو تنازل الدماغ عن بعض مهامه؟؟ ماذا لو تمكنا من تحديد صلاحيته؟ ماذا لو جردناه من مهامه تماما؟ ماذا لو تمرد وتغول وأعطى أوامر للأعضاء تفوق قدراتها بآلاف المرات؟ .. ماذا لو أعطى أوامر بمضاعفة حالات الكره مئات المرات؟. وماذا لو ضاعف حالة الحب ملايين المرات؟ ماذا لو أعطى أوامر متتابعة مسترسلة بالضحك أو بالبكاء؟.... ماذا... وماذا ..وماذا؟؟؟ قبل أن يحملنا هذا الدماغ بعيدا في مجال قدراته وامكاناته وقبل أن ينهكنا في البحث عن نفسه، وحتى لا نستسلم لأخطائنا وحتى لا يكون هذا الدماغ شماعة نعلق عليها فشلنا،،، لنعد إلى سلطة الروح.. سلطة القلب.. سلطة الإرث.. سلطة العرف .. لنعد إلى حشد جميع السلطات ونستنفرها حتى تتعاضد وتصنع سلطة موازية للدماغ، تنهيه مرة وينهاها أخرى، تسايره مرة ويراجعها أخرى... هكذا هو الإنسان روح وعقل،، يسيران طريقهما معا، فينتج عنه تصرفات هذا الإنسان، لكن تبقى الإرادة أقوى من أوامر الدماغ ونواهيه، ومن هوى النفس، وسلطة الأعضاء... بها فقط تتحقق الأهداف في الحياة، متحدية كل الصراعات والتحديات التي تصادفها وتحاول تغيير نهجها من هذا الجهاز المسيطر! لكن! هل يمكن أن نجهز ميزانا ونضع فيه دماغا ونزنه فعلا؟ وحدهم المغفلون يصنعون ذلك لأنهم سيتعاملون معه وفق ما أشره الميزان من جرامات ويتعاطون مع مارد جبار وفق نتيجة حمقاء تختزل العالم في حفنة...