أثارت عودة الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، حميد شباط، للمشهد الساسي، الكثير من الجدل خاصة وأنه غاب لمدة عامين عن حضور جلسات البرلمان. واعتبر المحلل السياسي، محمد شقير، رجوع شباط لمنصبه وكأن شيئا لم يكن؛ مسألة شاذة في أي نظام سياسي أو أي نظام ديمقراطي. لأنه لا يمكن لأي شخصية برلمانية أن تغيب لمدة طويلة وتعود لمنصبها وكأن شيئا لم يحصل. وذكّر شقير، في تصريح ل"نون بريس"، بالأسباب التي دفعت شباط للاختفاء عن الأنظار طيلة هذه المدة، بقوله إن شباط "شخصية شعبوية، والأخطاء التي كان قد اقترفها بما فيها مشكل تصريحاته حول موريتانيا بالإضافة إلى الوضع الداخلي لحزب الاستقلال، كان عليه أن يرحل. واستطرد شقير، أنه "كان هناك مجموعة من الأعضاء والقيادات اعتبروا أن شباط قام بمجموعة من الأشياء التي أدت إلى تراجع الحزب وضرب مصداقيته التاريخية وتاريخه السياسي، وبالتالي كان هناك شبه إجماع على ضرورة رحيله". وأوضح المحلل السياسي، أنه بعدما حصل كان أمام شباط الرحيل والتنازل عن قيادة الحزب، وبالتالي "رأينا الغضبة التي طالت شباط خاصة وأنها مرتبطة بوضع حزبه، الشيء الذي جعله يرحل ويستقر في تركيا لمدة حتى يتناسى ما فعله، رغم أنه بقي محتفظا بمنصبه البرلماني". وأكد شقير أن احتفاظ شباط بمنصبه " تعتبر مسألة شاذة في أي نظام سياسي أو أي نظام ديمقراطي، لأنه لا يعقل أن شخصا خارج الحدود وظل محتفظا بمنصبه، وربما بقي محتفظا حتى بالتعويضات التي يتحصل عليها من منصبه". إذن، يضيف المتحدث ذاته، "بعد هذه الفترة رجع شباط، هذا الرجوع تزامن مع الاستعداد للانتخابات الشيء الذي جعل مجموعة من المتتبعين يعتبرون أن عودته وعودة إلياس قبله؛ ممكن أن تكون رغبة في نوع من إنعاش المشهد السياسي، خاصة أن المشهد يعرف نوعا من الفتور ونوع من اللامبالاة الناتج عنها إبعاد كل من بنكيران وشباط وإلياس العماري". وأبرز المحلل السياسي، أن المشهد السياسي فقد ذلك التنافس والتتبع من طرف الإعلام والتصريحات والتصريحات المضادة، وبتعبير آخر تم افتقاد الحيوية في المشهد السياسي، وبالتالي رجوع شباط جعل المتتبعين يقولون إنه سيتم إعادة توظيف هؤلاء لإنعاش المشهد السياسي. "ربما هذه المسألة ممكن أنها تُجوزت لأن الوضع الحالي لم يعد يحتمل إرجاع مثل هذه الشخصيات، لأنها ميّعت أولا المشهد السياسي، وثانيا الهدف الذي كان من وراء وضعها داخل المشهد أو التشجيع على وضعها داخل المشهد كان مرتبطا بتواجد بنكيران". يؤكد شقير. وأضاف المتحدث ذاته، أنه "أُعْطيَ لبنكيران معاش، بدلالة أنه المفروض أن يتقاعد ويبتعد عن الحياة السياسية، لكن بنكيران عندما يجد الفرصة أو أي مدخل فإنه يعمل على التعبير عنه لإظهار بأنه لا يزال موجودا". وبالتالي، يؤكد شقير أن هذه الفترة تغيرت وحتى إن كان هناك رهان على هذه الشخصيات لتحرك المشهد السياسي من جديد، فإن الفترة الحالية لا تسمح برجوع هاد الشخصيات نظرا للأخطاء التي ارتكبوها.