كل المشاهد التي يمكن أن تجسد الفقر والعوز والهشاشة تتراءى للناظرين بدوار عين الشعرة بمدينة ببنسليمان حيث يقاسي المواطنون هنا مرارة العيش في ظل ظروف مزرية . ساكنة القرية التي تغيب فيها كل شروط الحياة الكريمة يكابدون البؤس في صمت كيف لا وحسنات وجوههم تتحدث عن الألم الذي يعتصر قلوبهم بعد تنكر السلطات لهم وتركهم يواجهون ويلات الجوع . التقت “نون بريس” داخل القرية بسيدة معاقة لم تتمالك نفسها بمجرد سؤالنا لها عن حالها وشرعت في ذرف الدموع وهي تحكي لنا عن قصتها الموغلة في الأسى . السيدة التي تعاني من إعاقة حركية تعيش داخل حجرة مظلمة أشبه بالقبر رفقة ابنيها لا تجد ما تفطر عليه رفقة ابنيها خلال شهر رمضان وتعيش فقط على مساعدات المحسنين وتضطر أحيانا للتسول قصد إطعام فلذات كبدها . وتروي لنا السيدة بحرقة وألم عن معاناتها قائلة ” لا نجد مانسد به رمق جوعنا وأبنائي أصيبوا بالمرض جراء مرورو مياه الصرف الصحي من أمام بيتنا الآيل هو الأخر للسقوط وأمام هذا الوضع لم أحد بدا من الذهاب للبلدية للاحتجاج من أجل أن تتدخل السلطة وتصلح الغرفة التي أعيش بها لكن ردهم كان صادما لي بعد ما قرر رئيس البلدية والباشا الزج بي داخل السجن لمدة 14 يوما ظلما وعداونا لمجرد احتجاجي” تضيف السيدة . وتؤكد السيدة الأرملة أنها طرقت جميع الأبواب لإيجاد حل للمشاكل التي تعاني منها وفي مقدمتها السقف الذي قد يسقط فوق رؤوس أطفالها في أي لحظة لكن دون أن يستجيب لها أحد .