من المجتمع : هل يكفي مبلغ 500 درهم في الشهر لإعالة أسرة من ستة أفراد ؟ خلال لقائي ببعض النساء يسكن في أحياء هامشية ببلدية أزيلال ، أثارتني قصة امرأة لجأت إلى عدة جمعيات وسلطات رفقة طفليها ، لإيجاد حل مع زوجها الذي لا ينفق على أسرته التي وصل بها الأمر إلى حد المعاناة من الجوع. كانت شاحبة نحيلة مترددة ، تخرج الكلمات من فمها بصعوبة ، تحسها تتلاشى وهي تغرق نظراتها في الأرض كطائر جريح لا يقوى على الطيران ،في حين كان أولادها يقفون إلى جانبها متعبين ،تقول لم اعد أتحمل مشقة الحياة معه ، لكني في نفس الأن لا اعرف إلى أين سأذهب أنا وأولادي ؟ وكيف سأتحمل مصاريف حياتهم اليومية؟ ، زواجي كان فاشلا مع رجل يرفض الإنفاق على أسرته ، يتركنا جائعين بينما يذهب هو ليأكل عند أسرته وفي المساء يعود غير مبال بشيء . تعبت من الخصام معه لأجل أن يوفر الأكل لأولاده لكن بدون جدوى، فحياتنا عبارة عن عجلة تدور من الآلام والمعاناة . زوجي يعمل يوميا بمعنى أنه يملك المال الذي يستطيع به أن يعيلنا . أحيانا يخرج دون أن يترك لنا سنتيما واحدا وفي بعض الأحيان يترك لنا 10 دراهم ويغادر ولا ياتي إلا في المساء دون أن يهتم، أأكلنا أو بقينا جائعين؟ مع العلم أن الأطفال يحتاجون إلى تغذية حقيقية . سألناها عن الحل الذي تراه مناسبا لإنقاذ أسرتها من هذا الوضع المزري، استجمعت قواها لتقول:أريد أن يقتنع بضرورة الإنفاق على أسرته و أن يوفر لها الأكل بإعطائها مبلغ 500 درهم كل شهر. على الأقل سألتها إن كان هذا المبلغ كافيا قالت :أنا أرضى فقط بالقليل ، على الأقل سأتمكن من توفير الطعام لأولادي وسأنقذهم من الجوع اليومي ورحلة العذاب للبحث عن رمق يسدون به جوعهم . وضع هذه السيدة التي حاورتها أزيلال أون لاين هو وضع ألاف النسوةفي المنطقة اللواتي يتحايلن على العيش، منهن من تشتغل بالمقاهي وأخريات يعملن كخادمات في البيوت أومتسولات في الطرقات لعلهن يجدن من يعطيهن بعض الدراهم من أجل تدبير ما يملأ بطون أولادهن. في حين تلتجئ أخريات إلى الدعارة ... هذا كله والزوج يتقاضى راتبا شهريا يضمن له ولأسرته حياة مستقرة. أمهات وزوجات يكابدن من جراء المعاناة والضياع ،ويصبرن على الحياة مع أزواج بخلاء مرضى خوفا على أبنائهن من مستقبل مجهول. بقلم :