واشنطن: خلاصات مباحثات بوريطة مع نظيره الأمريكي    وضع ‬دي ‬ميستورا ‬في ‬الصورة:‬    طلبة الطب يرفضون اجتياز الامتحانات ويحشدون لإنزال وطني بالرباط    أمريكا تجدد دعم الحكم الذاتي في الصحراء    في ‬لقاء ‬وزير ‬الخارجية ‬الجزائري ‬بنائب ‬وزير ‬الخارجية ‬الأمريكي    اعتداء خطير على نائب برلماني بمدينة فاس    لهذا السبب تراجعت أسعار الدواجن !    ابتداء من 149 درهما .. رحلات جوية صوب وجهات اوروبية انطلاقا من طنجة    ودائع الأسر المغربية لدى البنوك بلغت 894 مليار درهم متم غشت 2024    "البيجيدي" يطالب بتطوير نظام "الحسبة" بالمغرب لمراقبة الأسعار ومحاربة الغش في الأسواق    الترخيص لعلاج جديد للسرطان في المغرب    لبنان.. إجمالي ضحايا هجمات إسرائيل منذ 8 أكتوبر وصل 1873 قتيلا    حفل استقبال لبعثة المنتخب الوطني بعد عودتها من أوزبكستان    حكيمي وحارث في "طوب 5" لأفضل المُمررين في "الليغ 1"    نتائج اليوم الأول من منافسات "التبوريدة"    توقعات أحوال الطقس ليوم الأربعاء    وفاة شاب في الأربعينات متأثراً بجروح خطيرة في طنجة    طنجة: عملية سرقة بالعنف تنتهي بجريمة قتل مأساوية    الرياضة .. ركيزة أساسية لعلاج الاكتئاب    صندوق النقد العربي يتوقع نمو الاقتصادات العربية بنسبة 2.8 في المئة خلال العام الجاري        إسرائيل تهدد بضرب أهداف نفطية واستراتيجية في إيران بالتنسيق مع الولايات المتحدة    أبطال أوروبا.. أرسنال يحسم القمة أمام سان جرمان وإنتصارات عريضة للفرق الكبيرة    احتفاء بذكرى المسيرة الخضراء.. الداخلة تستعد لاحتضان حدث رياضي دولي في المواي طاي    الركراكي يعقد ندوة للإعلان عن قائمة اللاعبين للمباراتين أمام منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى    انفجاران بمحيط سفارة إسرائيل في الدنمارك    كوت ديفوار تنفي اتهامات بوركينا فاسو لها..    حزب الله يعلن "التصدي" لجنود إسرائيليين    مندوبية التخطيط: انتهاء مرحلة تجميع المعطيات من لدن الأسر في إطار الإحصاء العام    كيوسك الأربعاء | "الأنزوا" تخصص 20 مليون درهم للواحات المتضررة من فيضانات طاطا    إحباط عملية تهريب الكوكايين بالكركرات    عواطف حيار تترأس فعاليات إطلاق الدورة التكوينية في مجال المساعدة الاجتماعية لفائدة الأشخاص المسنين    الاعلان عن موسم أصيلة الثقافي الدولي 45 بمشاركة 300 من رجال السياسة والفكر والادب والاعلام والفن    الإمارات تلغي رحلات العراق وإيران والأردن    التقدم والاشتراكية: "ندين بشدة مجازر الكيان الصهيوني في فلسطين وفي لبنان ولاغتيال قيادات سياسية للمقاومة"    اتفاق يضمن حلّ أزمة حراس الأمن بالمؤسسات التعليمية ببني ملال    ألمانيا تشيد بالروابط "الاستثنائية" مع المغرب    السيد: مستشرقون دافعوا عن "الجهاد العثماني" لصالح الإمبراطورية الألمانية    الجديدة "تتنفس البارود" من جديد.. 18 سربة تتنافس على جائزة محمد السادس    الزاوية الكركرية تواصل مبادراتها الإنسانية تجاه سكان غزة    بزيادة فاقت 3 مليار درهم.. تحويلات الجالية ترتفع خلال السنة الجارية    الجيش الإسرائيلي: "الهجوم الإيراني لم يلحق أي ضرر وسنرد على الضربة الصاروخية"    "أنين صامت" ينافس في مهرجان دولي    الحركات الاحتجاجية والبعد الديمقراطي    في حلقة اليوم في برنامج "مدارات" بالإذاعة الوطنية: محمد بن تاويت الطنجي.. محقق التراث وكاشف المخطوطات    ممثلة مغربية تثير غضب طلبة الطب بعد اتهامهم بالمراهقة السياسية    تصفيات "كان" لأقل من 17 و20 سنة: المغرب في مواجهة مصر والجزائر    رجل يشتري غيتاراً من توقيع تايلور سويفت في مزاد… ثم يحطّمه    الأدَبُ الجَمَاهِيريّ وأدَبُ النُّخبة    منى كريمي مخرجة تمثل المغرب بمهرجان الإسكندرية لسينما البحر المتوسط    دراسة: التلوث الضوئي الليلي يزيد من مخاطر الإصابة بالزهايمر    جدري القردة يجتاح 15 دولة إفريقية.. 6603 إصابات و32 وفاة    مرض جدري القردة يواصل تسجيل الإصابات في عدة دول إفريقية    تناول الكافيين باعتدال يحد من خطر الأمراض القلبية الاستقلابية المتعددة    القاضية مليكة العمري.. هل أخطأت عنوان العدالة..؟    "خزائن الأرض"    موسوعة تفكيك خطاب التطرف.. الإيسيسكو والرابطة المحمدية للعلماء تطلقان الجزئين الثاني والثالث    اَلْمُحَايِدُونَ..!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اَلْمُحَايِدُونَ..!
نشر في لكم يوم 20 - 09 - 2024

"المحايد لم ينصر الباطل ولكنه خذل الحق"(علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه)
أن تقف على الحياد، عند القضايا الأخلاقية الكبرى، وعندما تحتاجك الأمة، يعني أنك تختار المكان الخطأ، والموقف الخطأ، والقرار الخطأ.
لقد اختار الكثير من ساسة الأمة، ومثقفيها، ومسؤوليها، وعلمائها،.. الوقوف على الحياد في قضية الأمة الأولى؛ قضية فلسطين. في الوقت الذي أبت فيه النفوس الخيِّرة، والعقول الناضجة، في الغرب "الكافر"(!)، إلا أن تنحاز إلى هذه القضية العادلة؛ تنافح دونها، وتسترخص من أجلها المال، والوقت، والمناصب، والانشغالات الضرورية!.
إنها، فعلا، أعجوبة العصر الحديث ما نراه من أمة الإسلام والعروبة: خِذلان، ولامبالاة، وتفرج بارد على مجازر ترتكب في حق إخوة العروبة، والدين، واللغة، والمصير المشترك. بل في حق من لازال ينوب عن الأمة في الذود عن حياض الإسلام، ومقدساته.
حكام، وسياسيون، وزعماء، ممن ارتضوا الحياد السلبي، يضعون رؤوسهم في الرمال، وأصابعهم في الآذان، مصرين، مستكبرين، وكأن القضية لا تعنيهم، وكأن الإبادة الجماعية التي يتعرض لها إخواننا الغزيون تقع في كوكب آخر، وليس بين ظهرانَيْهم، وعلى أرض من أراضي الإسلام والعروبة.
علماء، ودعاة، وأئمة، ومثقفون، رضوا بحياة الفرش والأرائك الناعمة، لا يكادون ينبسون ببنت شفة، خوفا على مناصب زائلة، أو امتيازات تافهة، يحصلون عليها مقابل الصمت، والخنوع، واللهج بما يرضي أولياء النعمة. فلا مقال يستنكر، ولا محاضرة تُشعل الهِمَم، ولا دعاء يريح النفوس، ويُؤَمِّن عليه المؤمنون في الجماعات والجُمَع.
خطب جمعة باردة، يلقيها أئمة يقتعدون منبر الرسول – صلى الله عليه وسلم-، ويخونون عهده؛ بسكوتهم عن قول الحق، وتبرمهم عن الصدع بالمعروف، والنهي عن المنكر، و فضح الفساد والمفسدين، والدعاء على الظالمين، ونصرة المستضعفين، والذود عن قضايا الأمة،.."من نزل بقريةٍ فشا فيها الربا، فخَطَب عن الزنا، فقد خان الله ورسوله"(العز بن عبد السلام).
إنهم يمارسون لعبة الغُمَيْضة، وينتظرون خروج المُخلِّص الذي سيكفيهم جهاد العدو، ليُطبِّلوا لنصر لم يشاركوا فيه، ولم "تتلوث" أيديهم، وألسنتهم، بشرف المشاركة فيه !. فإن انتصر سادة الميدان، صفقوا، ورحبوا، وأشادوا. وإن انتصر العدو، الذي صَمَتوا عن مجازره، وسكتوا عن إدانة إجرامه، قالوا كما قال من لا عهد لهم ولا ذمة:" ٓ لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا ٌ" (سورة آل عمران 156).
فليس شيء أعظم فظاعة، وأشد انتكاسة وخِذلانا، أن يقف من يستطيع فعل شيء، مكتوف اليدين، أخرس اللسان، معطل الأركان، أمام القضايا الإنسانية الكبرى، إن لم نقل الدينية !. يعيش حياته العادية بلا ضمير، ولا رأي، ولا موقف، ولا إحساس يجعل منه إنسانا قبل كل شيء. فأمثال هؤلاء هم العالة على البشرية، هم السَّقط الذي يستوي موته وحياته، ووجوده وعدمه.
لما رجع الرسول – صلى الله عليه وسلم – من غزوة تبوك، وصار بحذاء المدينة، قال:" إن في المدينة أقواما ما سِرْتم سيرا، ولا قطعتم واديا، إلا كانوا معكم. قالوا: يا رسول الله، وهم بالمدينة؟ قال: وهم بالمدينة، حبسهم العذر "( صحيح البخاري، كتاب المغازي). فهؤلاء لم يشاركوا الرسول – صلى الله عليه وسلم – وصحبه الكرام المعركة، ولكنهم تساوَوْا ومن شارك فيها في الأجر بحسن النية. إذ لولا العذر لشاركوا. فهؤلاء لم يلتزموا الحياد أَنْ كان لهم عذر يمنعهم من المشاركة، ولكنهم تحسَّروا، وعبروا عن ذلك؛ بكاء، وحزنا، لزمهم طويلا أنْ لم يكونوا من المشاركين في هذه الغزوة. فكيف بمن هم اليوم، ممن لا عذر لهم، ويستطيعون أن يقدموا شيئا لإخوانهم بغزة، ثم لا يفعلون؛ حيادا عن القضية، أو تكاسلا عن النصرة، أو خوفا من لوم يطالهم، أو تضييقا يحيق بهم، فيفقدهم نعيم الكراسي، أو امتياز المناصب الزائلة؟ !!. فهؤلاء، ولاشك، هم التافهون، الوضيعون، مهما بلغت سلطتهم، وارتفعت مناصبهم، وعلت شهاداتهم العلمية، وأطبقت شهرتهم الآفاق،… والأدهى منهم، من لا يبالي إلا بنفسه، ولا يهتم إلا بأناهُ النرجسيِّ. فهذا قد جمع بين الحياد إياه، وسوء الخُلق مع الحق والخَلق سواء. وهذا لا حديث لنا معه هاهنا !.
لا يمكن للمؤمن إلا أن يكون منحازا للحق أينما كان. فالإمعية(1) ممقوتة في ديننا، كما الحياد الذي يعني اللاموقف؛ سواءً بسواء!.
القضية الفلسطينية قضية حق، لا يختلف مسلمان ولا حُرَّان كريمان، في أنها كذلك حق. والانحياز إليها، واجب إنساني وشرعي وكوني. ففيها تزايلت الصفوف، ووضحت الحقوق، وبانت الصورة على حقيقتها التي لا ينكرها إلا جاحد بَيِّنُ الجحود.
إننا حينما ننعى على المحايدين من بني جلدتنا حيادهم السلبي، فإنما نقصد إثارة الانتباه إلى وجود جيوب مقاوِمة أخطر على الأمة من الصهاينة المغتصبين. فالإمام ذو اللحية الكثة، والدينار البارز على الجبهة، الذي يصعد المنبر ليقول: "ما يقع في فلسطين ليس جهادا، ولا مقاومة" ثم يحرض المصلين على قلب ظهر المِجَن على "الفتنة"(!!) التي تقع في أرض غزة/العزة، زعم ! ، ويحرم المظاهرات المنددة بجرائم العدو الغاصب.. والمثقف، كما الإعلامي، والكاتب، والمسؤول المسلم الذي يقول للعالم:" حْنَا مالنا ومالهم. اِفَكُّوا حريرتهم بعيدا عنا !!"، ... وجود أمثال هؤلاء يجعلك تتأكد، يقينا، أنك تعيش مع قوم أشد على الأمة من بني صهيون.. إنهم المحايدون !
دمتم على وطن.. !
* قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا يكُنْ أحَدُكمْ إمَّعَة، يقول: أنا مع الناس، إن أحْسنَ الناسُ أحسنتُ، وإن أساؤوا أسأتُ، ولكن وَطِّنُوا أنفسكم إن أحسنَ الناسُ أن تُحْسِنُوا، وإن أساؤوا ألا تَظلِمُوا». أخرجه الترمذي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.