أكد الشيخ الدكتور عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا ومفتي القدس والديار الفلسطينية الأسبق؛ وجوب نصرة المقدسات الإسلامية، وفي مقدِّمتها المسجد الأقصى المبارك، وأنه يحرم الخذلان في ذلك. وأشار في فتوى شرعية الإثنين (8-3)، إلى أن النصرة واجبةٌ شرعًا؛ كلٌّ حسب طاقته وإمكانياته، وحسب موقعه ومسؤولياته، وأنه يحرم التخلي والخذلان عن نصرة الأقصى والمقدسات ونصرة المرابطين في أرض الإسراء والمعراج. وفيما يلي نص الفتوى: وجوب النصرة وتحريم الخذلان الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد الأمي الأمين، وعلى آله الطاهرين المُبجَّلين الغُرِّ الميامين المحجلين ومن تبعهم وخطا دربهم واستنَّ سنتهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، أما بعد.. فقد لوحظ في الأوان الأخير تصاعد وتيرة الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك بخاصة والأماكن المقدسة الإسلامية بعامة؛ مما يحتم على المسلمين؛ جميع المسلمين، حكامًا ومحكومين، وجوب العمل على نصرة هذه المقدسات وحمايتها من المعتدين المحتلين، ورفع الأخطار المحدقة بها؛ فالنصرة واجبة شرعًا؛ كلٌّ حسب طاقته وإمكانياته، وحسب موقعه ومسؤولياته، ويحرم التخلي والخذلان عن نصرة الأقصى والمقدسات وعن نصرة المرابطين في أرض الإسراء والمعراج. وهناك أحاديث نبوية شريفة في هذا المجال؛ أذكر ثلاثةً منها على سبيل المثال لا الحصر: 1- يقول رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم: "ما من امرئٍ يخذلُ مسلمًا في موطنٍ يُنتَقَصُ فيه من عرضه، وُينتَهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطنٍ يحب فيه نصرته" (رواه أبو داوود في سننه، والطبراني في الأوسط عن الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه). 2- يقول رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي عن الله عز وجل: "وعزتي وجلالي لأنتقمنَّ من الظالم في عاجله وآجله، ولأنتقمن ممن رأى مظلومًا فقدر أن ينصره فلم ينصره" (رواه الطبراني في الكبير وفي الأوسط عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما)، وفي رواية: "فلم يفعل" بدلاً من "فلم ينصره"، والمعنى واحد. 3- يقول صلى الله عليه وسلم: "من أذل عنده مؤمن فلم ينصره، وهو يقدر أن ينصره إلا أذلَّه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة" (رواه أحمد والطبراني عن الصحابي الجليل سهل بن حنيف رضي الله عنه). وعليه فالنصرة واجبة شرعًا بأي طريق أو أسلوب يؤدي إلى النصرة ولها ثواب عظيم، وإن الخذلان محرم شرعًا، وعليه إثم كبير، وإن الله عز وجل سيحاسب من يقصِّر في نصرة الأقصى، وبهذا أفتي. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 21 ربيع الأول (الأنوار) 1431 هجريًّا 8 آذار (مارس) 2010 ميلاديًّا الشيخ عكرمة صبري - القدس