إن أول ما أُمر به نبي الرحمة عليه السلام هو القراءة بقوله سبحانه :”إقرأ باسم ربك الذي خلق ” لذلك ففعل القراءة هو تجسيد لأمر رباني؛ والعزوف عنها أمر مذموم وذو شجون فقد لقي اهتمام و جدل الكثير من الشباب المغربي و خاصة في ظل توافر ينابيع الثقافة والمعرفة عبر التلفاز أو الانترنيت أو الإذاعة أو أية وسيلة إعلامية تستطيع من خلالها الحصول على مرادك دون عناء وبحث وهذا برأيي يفقد من خلاله الشباب كثيرا من ثقافة بلدهم و يصبحون منقادين بلا شعور وراء شيء قد يكون غير حقيقي وعار من الصحة ؛ لذلك نجد جيلا غير واعٍ وغير مثقف و لا يعرف بديهيات الأمور؛ لكن مشكلة العزوف عن القراءة ليست قضية فردية بل هي قضية الجميع بدءا من الأسرة التي تتحمل مسؤولية رعاية الميول وتنمية الاتجاهات نحو القراءة منذ الصغر مرورا بالمدرسة و التي تتولى مسؤولية تعليم القراءة وتعزيز حبها في نفوس الناشئة ثم المجتمع بجميع مؤسساته التي تتحمل مسؤولية تشجيع القراءة وتيسير الحصول على مصادرها وانتهاء بكل سلطات الدولة ومسؤوليتها في رعاية برامج ومشروعات القراءة بوصفها عاملاً مهما من عوامل رقي الوطن ورفعته وعلو شأنه في أوساط الأمم الأخرى . فالكتاب هو أهم وسائل المعرفة وأشهر أساليبها منذ القدم وما زال حتى اليوم الوسيلة الأولى بلا منازع ، فبالرغم مما تخلقه القراءة من قوة فكرية نرى الاهتمام بها في الوطن العربي عامة وفي المغرب خاصة أقل من الدول الأخرى و هذا الأمر يظهر جليا في تراجع مبيعات الكتب في المغرب ؛ لكن قد يتسائل القارئ لهذا المقال هل لهذا العزوف أسباب ؟ أم هو اختيار إرادي للفرد ؟ سأجيب القارئ الكريم بأن هذا العزوف قد أصبح ظاهرة متفشية في وطننا _المغرب _ بل انتقل خارج المجتمعات العربية و يمكن ذكر أسبابه على سبيل المثال لا الحصر لأنها كثيرة منها : _ أول هذه الأسباب ألخصه في كلام أحد زملائي لما سألته عن مسألة العزوف عن القراءة فأجابني قائلا : ” أنا تحديدا لاأملك الوقت نهائيا للقراءة والكتاب بصراحة لايمكن أن نأخذ منه المعلومة بسرعة على خلاف الانترنت… فالمعلومة نحصل عليها بمنتهى السرعة… وبالتالي أعتبر الانترنت في هذا العصر كغيري من الشباب بديلاً حقيقياً عن الكتاب وإن كانت المواضيع الأدبية لايمكن قراءتها من خلاله كالروايات مثلاً . _ عدم تغيير أساليب تنمية مهارات القراءة في المرحلة الابتدائية فالاعدادية فالثانوية فالجامعية. _ منافسة وسائل الإعلام المختلفة للكتاب وخاصة الفضائيات والإذاعات . _ غياب مفهوم التعليم والتثقيف الذاتي عند أفراد المجتمع . _ حالة الإحباط واليأس التي يعيشها الإنسان في المجتمع المغربي والعربي. هذا على المستوى الفردي أما على المستوى المؤسساتي فيمكن ذكر الأسباب التالية : 1 _ أهم ما يجب أن تبدأ به المؤسسات هو توفير البنية التحتية المناسبة للمجتمع مثل التعليم والصحة والطرقات والمواصلات وغيرها ،لأن النقص في مثل هذه الأمور قد لا يوفر بنية مناسبة للقراءة ويصبح جل اهتمام الناس هو تعويض النقص في هذه الأمور ؛ مما يؤثر على اهتمامهم بالقرءة . 2 _عدم إدراج عقوبة السجن في المكتبة أو تلخيص الكتب كعقوبة للشخص المخالف للقانون . 3 _عدم تبني جائزة قيمة ترعاها الدولة أو المؤسسات والشركات مثل قارئ المليون تكون للقارئ الجيد و كان للمغاربة الفخر والإعتزاز في هذا الأمر عندما فازت بها بداية هذا الشهر الطفلة مريم أمجون. 4 _ قلة الدعم المالي لإنشاء المكتبات العامة ودعم الكتاب ليصبح رخيص الثمن وفي متناول الجميع… بعض الحلول لعلاج مشكلة العزوف عن القراءة : – إعطاء القدوة والمثال من الآباء ومن في حكمهم داخل الأسرة. _ زيارة المكتبات ودور النشر والطباعة حتى يألفها الأولاد ويعتادوا عليها . _ القراءة الجماعية بحيث يتفق الفرد مع أقرانه مرة في الأسبوع أو الشهر للقراءة وجمع الفوائد . _ التدرج في القراءة بداية بالأيسر فالأيسر حسب عمره وفهمه ولا يحسن أن يبدأ بالمطولات. _ تكوين مكتبة منزليه تبدأ بالتدرج . – التحلي بالصبر والمصابرة والجد في طلب العلم والقراءة والتحصيل وعدم اليأس والملل. _ تهادي الكتب بين الإخوان وخاصة الذين لا يستطيعون شراء الكتب.. . وأخيرا لا تترك قراءة هذا المقال حتى لا تسقط في هذه الظاهرة…