بعد أن كانت الألعاب الالكترونية وسيلة للتسلية لدى الأطفال والمراهقين ، أصبحت اليوم بمثابة قنبلة موقوتة تهدد حياتهم، خاصة بعد انتشار ألعاب الإلكترونية خطيرة "كالحوت الأزرق ومريم " التي قادت عددا من الأطفال والمراهقين عبر العالم إلى الانتحار ، ما أشعل الخوف والهلع لدى الأمهات والآباء المغاربة. ألعاب تقود للموت وجدت ألعاب "الانتحار" في الآونة الأخيرة طريقها إلى عقول الأطفال والمراهقين المغاربة ، بعد انتشارها في عدد من الدول الغربية والعربية ، خاصة لعبة الحوت الأزرق blue whale game))، و سجلت لها أول ضحية وفاة بالمغرب بمدينة أكادير ، حيث أقدم مراهق بعد تنفيذه لتحديات لعبة "الحوت الأزرق" ، على رمي نفسه من سطح العمارة التي يسكن بها استجابة لتحدي الأخير في اللعبة، فيما تم انقاد فتى يبلغ من العمر 12 سنة وفتاة تبلغ من العمر 14 سنة من مدينة بنجر ير ، بعدما وصلا لمراحل متقدمة من التحدي اللعبة ، الشيء الذي أكده وشم الحوت الذي رسم على يد الفتاة ، كما كانت هذه الأخيرة ستودي بحياة مراهق ينحدر من مدينة الناظور، الشيء الذي خلف حالة من الخوف والهلع وسط صفوف الأمهات والأباء المغاربة ، وهو ما جعل كل الشكوك تتوجه للعبة "الحوت الأزرق " من قبل الأفراد والمصالح الأمنية عند أية حالة انتحار، وتبعا لذلك قامت المصالح الأمنية بالتحرك اثر وفاة فتاة في 12 من عمرها بسيدي مومن ، ووفاة طفل في الثامنة بالحي المحمدي بالدار البيضاء للتحقيق والبحث حول وجود علاقة للعبة الحوت بانتحار هؤلاء الأطفال. وحسب وسائل الإعلام الأمريكية ، فإن عدد من وفيات المراهقين في جميع أنحاء العالم ارتبطت بتحدي لعبة "الحوت الأزرق"، حيث يرجح أن تكون اللعبة مسؤولة عن انتحار حوالي 130 طفلا بين نوفمبر 2015 و أبريل 2016، منها مقتل طفلين في الأرجنتين وأربعين طفلا في البرازيل وأيضا تشيلي وكولومبيا وصربيا وإسبانيا وفنزويلا والبرتغال والولايات المتحدة وأيضا الدول العربية من بينهم المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول حول العالم. وقد ظهرت لعبة "الحوت الأزرق" الالكترونية في سنة 2013، حينما أقدم الشاب الروسي ، "فيليب بودكين "على اختراعها ، وهو في عمر 21 ربيعا ، الذي كان يستهدف من خلالها المراهقين المنحصرة أعمارهم مابين (12 و16) سنة، وذلك باستدراجهم للمشاركة في اللعبة عبر دعوتهم إلى موقع"vk.com" ، حيث يفرض عليهم تحدي الحوت الأزرق شروطا بعدم الانسحاب من اللعبة والإدلاء ببيانات وصور شخصية ، علاوة على ضرورة نقش صورة الحوت، ويتحكم مخترع اللعبة بشكل مباشر في شخصية المراهقين عبر تكليفهم بعدد من المهام الغريبة عبر 50 مرحلة ، كمشاهدة أفلام الرعب والاستيقاظ في ساعات الفجر والعمل على إيذاء النفس والوقوف على الأسطح العالية ورسم صورة الحوت على أجسادهم بآلة حادة وعقب استنفاد قواهم في نهاية اللعبة، يطلب منهم الانتحار . وفي حال قرر المراهق الانسحاب من اللعبة أو عدم تنفيذ أمر الانتحار يتم تهديده بإيذاء أسرته، ما يجعله يستسلم لطلب اللعبة ويقتل نفسه بسبب التهديدات، حسب ما جاء في تقارير تداولتها وسائل الإعلام. وبخصوص ما أثارته لعبة الحوت الأزرق من جدل وخوف وسط الأسر المغربية، قال أستاذ علم الاجتماع "فؤاد بلمير" أن شباب المغرب هم أكثر فئة معرضة لإسقاطات الألعاب الإلكترونية الخطيرة ، باعتبار المغرب كبلد مستهلك لخدمات الاتصال والإعلام، يفتقر إلى ثقافة التكنولوجية، في ظل مجتمع يشهد سيطرة عالم الكتروني وافتراضي عليه، فمن المعتاد أن تظهر مثل هذه الوسائل والتقنيات. وشدد "فؤاد بلمير"، أن على الآباء أن يتحملوا مسؤوليتهم وأن يقوموا بالتفريق بين الرعاية والتربية ، فتوفير الأجهزة الالكترونية للأطفال وكل حاجيات الحياة لا يعد كافيا، بل يجب عليهم أن يسهروا وأن يتابعوا أبنائهم عن قرب وأن يقوموا بتوجيههم وإخبارهم عن مخاطر هذه الألعاب، باعتبار الأسرة من أول وأهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية، كما أكد المتحدث ذاته على الدور الذي يجب أن تلعبه التوعية داخل المؤسسات التعليمية ، مضيفا أنها يجب أن تصل إلى خطب المساجد.